موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٣١ أغسطس / آب ٢٠٢٢
رسالة مدير عام مدارس البطريركية اللاتينية في الجليل مع بدء العام الدراسي
الاب ايلي كرزم، مدير عام مدارس البطريركية اللاتينية في الجليل

الاب ايلي كرزم، مدير عام مدارس البطريركية اللاتينية في الجليل

الاب ايلي كرزم :

 

السادة أعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية، الطلبة الأعزاء، أولياء الأمور الطيبين

تحية محبة وامتنان؛

 

مع بداية عامنا الدراسي الجديد، نستقبلكم بقلوب الحب والفرح بعد إجازة صيفية سعيدة، فلنحرص جميعًا أن يكون شعارنا الامتياز والتميّز.

 

لنتأمل معا في نص من بشارة الانجيلي لوقا، والذي يتحدث فيه عن قراءة السيد المسيح لمقطع من سفر النبي أشعياء.

 

"وَجَاءَ إِلَى النَّاصِرَةِ حَيْثُ كَانَ قَدْ نَشَأَ، وَدَخَلَ الْمَجْمَعَ، كَعَادَتِهِ، يَوْمَ السَّبْتِ، وَوَقَفَ لِيَقْرَأَ. فَقُدِّمَ إِلَيْهِ كِتَابُ النَّبِيِّ إِشَعْيَاءَ، فَلَمَّا فَتَحَهُ وَجَدَ الْمَكَانَ الَّذِي كُتِبَ فِيهِ: «رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْفُقَرَاءَ؛ أَرْسَلَنِي لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاقِ وَلِلْعُمْيَانِ بِالْبَصَرِ، لأُطْلِقَ الْمَسْحُوقِينَ أَحْرَاراً، وَأُبَشِّرَ بِسَنَةِ الْقَبُولِ عِنْدَ الرَّبِّ». ثُمَّ طَوَى الْكِتَابَ وَسَلَّمَهُ إِلَى الْخَادِمِ، وَجَلَسَ. وَكَانَتْ عُيُونُ جَمِيعِ الْحَاضِرِينَ فِي الْمَجْمَعِ شَاخِصَةً إِلَيْهِ. فَأَخَذَ يُخَاطِبُهُمْ قَائِلاً: «الْيَوْمَ تَمَّ مَا قَدْ سَمِعْتُمْ مِنْ آيَاتٍ...» (من بشارة الانجيلي لوقا البشير- الفصل الرابع والآيات 17-22 ).

 

نرى ان السيد المسيح له المجد هو المعلم الاول والاوحد، فهو يفتح سفرا من أسفار العهد القديم لان به، يُوضَح ويُفهَم هذا العهد. ويغلق السفر لأنه يبدأ بعهد جديد. ثم يجلس كي يُعلم. وبعد ان قرأ نص اشعيا يقول: اليوم تم ما سمعتم من آيات… فقد اتى للفقير، الذي ليس له ما يعطيه لله، ويقول له انت موضع محبة الله، والله يحبك لانك تعلم ان ليس لديك ما تعطيه لله بعكس الكتبة والفريسيين الممتلئين من ذواتهم. لقد اتى يعطي الحرية للاسرى، فالاسير المكبل بالحديد لا يستطيع ان يركض الى الله، ومع ذلك اتى لينزع عنه كل ما يمنعه من الجري والسير الى الله تعالى، والى القريب. اتى ليفتح عيون العميان، الذين يسيرون دون رؤية الى الامام، ان يعطيهم معنى لحياتهم ليسيروا الى الله تعالى، ليروا ويميزوا بين الخير والشر.

 

وان يطلق المسحوقين والمتعبين من الهموم المختلفة من ثقل الحياة. واخير ان يدعوا بسنة مقبولة، اي سنة يوبيل التى فيها يتذكر الانسان انه لا يملك شيء ويعيد الارض لله تعالى.

 

اخوتي واخواتي المدراء والمعلمين، نحن ايضا بحاجة لان نتعلم من معلمنا الالهي كيف نعلم ونعطي طلابنا المحبة، لكل طالب يأتي الينا لطلب العلم، فالمحبة هي المعلم الاول.

 

نعطي طلابنا بأن يتحرروا من المفاهيم السابقة والاحكام المسبقة عن الله والكنيسة، التي تكبلهم وتمنعهم من السير والجري نحو الله والكنيسة.

 

نفتح عيونهم لكي يسيروا في طريق الخير، ونساعدهم لتكوين شخصيتهم الخاصة بهم وليس شخصيتي انا (المعلم).

 

دوري أن اساعد في بناء الضمير وان لا اكون انا ضميرهم. ان اكون سند المسحوقين المتعبين، فكم من الطلبة اليوم بحاجة لنا كي ندعمهم في ازماتهم وصعوباتهم في الحياة والمجتمع والعائلة. واخيرا نتذكر ان كل ما لدينا هو من الله تعالى علينا ان نعيده له، بأجمل وجه، وان نعمل من هذه السنة مع طلابنا أجمل هدية نقدمها لله تعالى. أجمل هدية علم معرفة ثقافة محبة وانسانية لله والانسان.

 

الاهل الكرام معاً نسير ونربي ابناءنا في طريق المحبة، نحو الانسان والله، ونبني مستقبلا لاولادنا مبنيا على ضمير حي وواع لاختيار الخير فقط، لان الانسان لايمكنه ان يختار الشر، فالشر يحط من قيمته الانسانية، ويشوه صورته كانسان. فهكذا نسهم مع معلمنا الالهي بأن نغني اولادنا بالمحبة، ليتحرروا ويفتحوا اعينهم داعينهم أن يقفوا منتصبين في هذا العالم رافعين رؤوسهم شاكرين لله عطيته لانهم مدركين ان كل شيء هو من الله.

 

واخيرا انتم طلابنا الاعزاء، اعزاء الكنيسة، ، اقول لكم،  اين ما كنتم ومهما كنتم ومن كنتم فالله تعالى يحبكم ونحن ايضا ككنيسة وكطاقم تعليمي نحبكم لانكم هدف محبة الله. ومحبة ذويكم، فمعا نريد ان نبدأ سنة جديدة مباركة، ننمو فيها بالسن والنعمة والحكمة امام الله والناس، فنبني انسانا متكاملا، يعرف ويحب الله والانسان.

 

اتمنى لكم سنة دراسية جديدة سعيدة ممتلئة بالعلم والعمل والمعرفة  وكل عام وانتم بالف خير ودائما الى الامام، للتميز بالمحبة والمعرفة والانسانية.