موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٢٢ مارس / آذار ٢٠٢٥
"رجاء" على درب الآلام
برزت كلمة "الرجاء" ووجه البابا فرنسيس في اللافتات الملونة التي رسمها أكثر من 500 طفل وشاب على درب الآلام في القدس صباح الجمعة 14 آذار.

حراسة الأراضي المقدسة :

 

كان درب الصليب السنوي لتلاميذ المدارس المسيحية في المدينة، في بداية الصوم الكبير، هذا العام أيضًا حدثًا يوبيليًا، ومناسبة للدعاء من أجل صحة البابا. كما أُقيمت صلوات من أجل الأب أيمن بطحيش، نائب كاهن رعية القدس، الذي أُصيب مؤخرًا بجروح خطيرة في حادث سير.

 

اتّبع الشباب المسار التقليدي إلى المرحلة الثامنة؛ وصلّوا عند المراحل الأخرى في كنيسة دير المخلص. ارتدوا أوشحة بيضاء حول أعناقهم، وعليه رمز اليوبيل وسط صليب أحمر.

 

 

من أجل البابا على درب الآلام

 

"صلينا اليوم من أجل شفاء البابا سريعًا. نحن نحبه كثيرًا. "ليكن الرب معه"، قال أحد تلاميذ مدرسة ترسنطا في بيت حنينا. وقد رسم تلاميذ المدرسة، مع أحد معلميهم، رسمًا كبيرًا للبابا فرنسيس، رفعه طفلان. حُملت الصورة على طول طريق الآلام أمام الصليب. بينما حمل أطفال آخرون لافتات ملونة كُتب عليها "رجاء" و"بالشفاء العاجل" ورسم لقداسة البابا.

 

يقول الأب إبراهيم فلتس، مسؤول مدارس حراسة الأراضي المقدّسة، عن هذه المبادرة، قائلاً: "نعلم مدى محبة البابا لنا. لا ننسى جميع دعواته للأرض المقدسة، وقربه، على وجه الخصوص، من الأطفال. هم أيضًا يدركون ذلك جيدًا. لهذا السبب أرادوا رسم هذه الرسومات، ليُظهروا للبابا كل عاطفتهم في هذا الوقت العصيب".

 

 

صلاة من أجل السلام

 

وعلى طول الموكب، حملت فتاة صليبًا مغطى بأوراق تحمل رسائل سلام. هكذا أراد التلاميذ المسيحيون في مدينة القدس التعبير عن صلاتهم من أجل السلام ونهاية الصراع الدائر في الأرض المقدسة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.

 

وفي افتتاح درب الصليب، قال حارس الأرض المقدسة، الأب فرانشيسكو باتون: "نعيش اليوم في عالم تكثر فيه الحروب، بل تكثر فيه جدًا". وأضاف: "يعلمنا يسوع قائلاً: طوبى لصانعي السلام، وللودعاء وللرحماء، الذين لا يقابلوا العنف بالعنف؛ وأن علينا أن نتحلى بقلب كقلبه، قلب رحيم يغفر حتى للقتلة".

 

 

التربية والتعاون هما الطريق نحو السلام

 

حضر درب الصليب هذا وفد من المجلس الإقليمي لأومبريا (إيطاليا)، برفقة الرئيسة ستيفانيا برويتي، ورئيس جامعة بيروجيا، ماوريتسيو أوليفييرو. كانت هذه وسيلةً لترسيخ الصلة بهذه الأرض واستئناف التعاون الذي انقطع جزئيًا، مع تفشي الجائحة أولًا، ثم الحرب.

 

وقد علق رئيس جامعة بيروجيا، قائلاً: "نحن هنا لنبني، بالتعاون مع مدارس الأرض المقدسة، مشروعًا يضم أكثر من 50 جامعة إيطالية، لتوفير منح دراسية لشباب هذه الأرض". وأضاف، قائلاً: "نريد أن نستثمر في عقولهم وقوتهم وطاقتهم. سيكونون هم من يمنحنا عالمًا أفضل".

 

وأكدت رئيسة المجلس الإقليمي على "التقليد العريق للتعاون" مع الفلسطينيين، من خلال أنشطة نقل التكنولوجيا والتعليم العالي. "نود أن نستأنف التعاون من حيث توقف، وأن ننشئ دبلوماسية من القاعدة إلى القمة، من خلال التعليم، والاستثمار في الشباب، وبناء مسارات الرجاء والسلام".

 

وأضافت: "من المهم استئناف رحلات الحج: فالحج ممكن ويولد اقتصادًا، ولكنه أيضًا مصدر للأمل، لأن الشعوب لا تشعر بالوحدة. نؤمن إيمانًا راسخًا بالسلام، والحوار، وإدانة الإرهاب، ونؤمن بأن السلام ممكن انطلاقًا من هؤلاء الشباب تحديدًا".

 

 

نداء للحجاج

 

هناك تحرّك ملحوظ، مع عودة مجموعات صغيرة إلى الأرض المقدسة، لكن هذا لا يزال غير كافٍ.

 

وجّه حارس الأرض المقدسة نداءً مزدوجًا للمسيحيين في جميع أنحاء العالم: "ندائي هو العودة للحج، لا تخافوا: هناك مجموعات صغيرة قادمة، لكن من المهم أن يبدأ المسيحيون بالسفر إلى هنا مجددًا لإظهار القرب من مسيحيي الأرض المقدسة، ولتقديم الدعم الاقتصادي لهم أيضًا". أما النداء الثاني هو "العطاء، لا سيما من خلال جمع التبرعات في الجمعة العظيمة، والمشاركة الاقتصادية بسخاء. إذا شعرنا بدعم الكنائس المسيحية لنا، فلن يكون من الصعب علينا مواصلة رسالتنا".