موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٢٠ ابريل / نيسان ٢٠١٩
خميس الأسرار في كنيسة القديس يوسف العربية بجنوب كاليفورنيا
سامح حنا المدانات، مندوب ابونا في جنوب كاليفورنيا :

خلافًا على عادة كنيستنا منذ ما يزيد عن 25 عامًا، فقد حظيت رعيتنا هذه السنة بإمكانية الاحتفال بخميس الاسرار احتفالا مستقلا عن الرعية الأميركية الناطقة بالانجليزية والاسبانية. بدأ الاحتفال في تمام الساعة التاسعة والنصف مساءً بتلاوة صلاة الساعات التي اشتملت على ترتيل المزامير والمراثي التي اعتادت الكنيسة على ترتيلها خلال هذا الأسبوع المقدس، تماما كما كان المسيحيون الأولون يرتلونها ويرون فيها رمزًا ونبوءة لصلب السيد المسيح له المجد، كما كانوا يرون أن خطايانا هي التي أجبرته أن يتألم ليفتدينا. ثم دخل موكب الكاهن وخدام الهيكل يتقدمهم حامل الصليب المقدس على أنغام ترتيلة "حينما كان المساء".

وبعد القراءات والانجيل المقدس قام كاهن الرعية الأب علاء نديم العلامات بإلقاء عظته تحدث فيها عن مائدتين: الأولى هي مائدة الافخارستيا، والثانية، مائدة الكهنوت المقدس. فالدعوة إلى المائدة الأولى تتمثل بالمواظبة على تناول القربان الأقدس، غذاء نفوسنا الروحي، يوميًا إن أمكن أو على الأقل أسبوعيًا. والاستعداد للتناول باستحقاق، والاستفادة من النعم التي تنزل علينا منها. اما الدعوة الى المائدة الثانية، الكهنوت المقدس، فهي دعوة الى احترام الكهنوت، والكهنة ورجال الدين والمكرسين، والصلاة من اجلهم، ومن اجل الدعوات الكهنوتية والرهبانية. فعلينا ان نرى في الكهنوت هدية رائعة من الكنيسة، وان نكون قلقين لقلة الكهنة في العالم، وقلة الاقبال على الدعوات الكهنوتية والرهبانية في العالم. وبيّن الاب علاء ان الصلاة والعبادة المسيحية تبقى ناقصة بدون القربان الاقدس، ولا يتم القربان الاقدس بدون الكهنوت.

وبمناسبة تأسيس سر الكهنوت المقدس في مثل هذا اليوم قامت الرعية بأداء ترتيلة "أعطنا يا رب كهنة قديسين" بكل خشوع تقوى. وقدم الأب علاء، بهذه المناسبة، عيد الكهنة، هدية رمزية لكل من الأب الزائر وسام مساعدة، والشماس عايد أبو خضر، عبارة عن بطرشيل، تقديرًا لجهودهما، وشرح للحضور درجات الكهنوت الثلاث: الشماسية، الكهنوت والاسقفية.

ورحب الأب علاء بالشباب الذي اصطفوا امامه استعدادًا لغسل الارجل، وشكرهم على حضورهم ومشاركتهم. وقام كاهن الرعية والكاهن الزائر بغسل أرجل اثني عشر شابًا من أبناء الرعية. وهذه أيضًا ميزة جديدة لرعيتنا، حيت كان يقتصر عدد ممثلي رعيتنا لغسل الأرجل على أربعة أشخاص فقط. وفي نهاية غسل الأرجل، قام الكاهنان بتسليم الشباب هدية عبارة عن لوحة جميلة من خشب الزيتون تمثل مشهد العشاء الاخير للمسيح مع تلاميذه.

وفي نهاية القداس الالهي، اصطف موكب الكاهنين يحملان القربان الأقدس، تحت مظلة يحملها ثلة من فرسان القبر المقدس التابعين لرعيتنا، ويتقدمهم حامل الصليب والمبخرة وخدام الهيكل، وابتدأوا دورة القربان داخل الكنيسة على انغام ترتيلة "يا لسانًا جد بوصف". وانتهى الاحتفال بتوجه الموكب إلى الكنيسة الجانبية الصغيرة التابعة لمركز الرعية الجديد، حيث تم حبس القربان الأقدس هناك.