موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
لسنوات عديدة، كان الوضع في سوريا في كل وسائل الإعلام الدولية وضعًا مأساويًا، أولاً بسبب الحرب الأهلية التي استمرت 14 عامًا، ثم الدمار الذي أحدثه زلزال عنيف ومن ثم تقسيم الأراضي بين العديد من الفصائل المتحاربة مع بعضها البعض.
ما حدث في الأيام القليلة الماضية، بطريقة مفاجئة وغير متوقعة، دفع مجموعة من ميليشيات هيئة تحرير الشام، التي احتلت الجزء الشمالي الغربي من البلاد، إلى الاستيلاء في غضون أيام قليلة على أهم مدن البلاد والعاصمة، مما يشير إلى نهاية حكومة الرئيس بشار الأسد واضطراره إلى طلب اللجوء السياسي في الخارج.
لقد شاركت المجتمعات المسيحية الموجودة في سوريا في المآسي التي ضربت البلاد على مدى السنوات القليلة الماضية: بقي العديد من المسيحيين ولكن الكثيرين منهم قد غادروا ووصلوا بشكل أو بآخر إلى البلدان المجاورة، في أوروبا أو حتى في الأمريكيتين.
أما الجماعات الفرنسيسكانية التي تعتني بهم فقد بقيت في الأماكن التي أصبح فيها التقليد الفرنسيسكاني الآن علامة راسخة، وقد دعمت حياة الجماعة وقدمت المساعدة الإنسانية لكل من طلبها.
لم يتخل الرهبان عن جماعاتهم ويريدون أن يستمروا في الشهادة، في تلك الأماكن التي كانت مهد الجماعات المسيحية الأولى، للروح الرسولية التي حركت فرنسيس الأسيزي.
إن شهادة إيمان شهداء دمشق الذين تم تقديسهم مؤخرًا تحفز الرهبان على أن يكونوا حضورًا ليس رمزيًا فحسب، بل أيضًا نشطًا وداعمًا للجميع، ويعزز الحوار والأخوة والعدالة والسلام.