موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الجمعة، ٤ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٤
جائزة نوبل للسلام منحت أملا في الشرق الأوسط تلاشى بعد ثلاثين عامًا

أ ف ب :

 

في تشرين الأول 1994، بعد عام على التوصل إلى اتفاق أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية ممثلة بزعيمها ياسر عرفات وإسرائيل ممثلة برئيس حكومتها إسحق رابين، مُنحت جائزة نوبل للسلام إلى عرفات ورابين ووزير خارجيته شيمون بيريز "لجهودهم في تحقيق السلام في الشرق الأوسط".

 

في ذلك الوقت، نُظر إلى اتفاقات أوسلو على أنّها حلّ تفاوضي للقضية الإسرائيلية-الفلسطينية الشائكة.

 

وبحسب لجنة نوبل النرويجية، فقد "قدّم السادة عرفات وبيريز ورابين مساهمة كبيرة في عملية يمكن من خلالها أن يحل السلام والتعاون محل الحرب والكراهية". غير أنّ ما تقدّم بقي في خانة الأمل العابر الذي لم يجد طريقًا إلى الواقع.

 

بعد مرور ثلاثة عقود، لا تزال الأسلحة هي التي تتكلّم في الشرق الأوسط، حيث تتسبّب في مقتل عشرات الآلاف بينما باتت المنطقة بأكملها مهدّدة بالاشتعال على خلفية الاشتباكات بين إسرائيل والجماعات المدعومة من إيران، خصوصًا حركة حماس في قطاع غزة وحزب الله في لبنان.

 

 

سلام بعيد المنال

 

وقع ياسر عرفات واسحق رابين على اتفاقات أوسلو في 13 أيلول خلال مصافحة تاريخية في حديقة البيت الأبيض، بحضور الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، وذلك بعدما تمّ التفاوض عليها في سرية تامة في العاصمة النرويجية.

 

ونصّت هذه الاتفاقات على الاعتراف المتبادل بمنظمة التحرير الفلسطينية وبإسرائيل، كما وضعت أسس الحكم الذاتي الفلسطيني على مدى خمس سنوات، مع هدف ضمني يتمثل في إنشاء دولة مستقلة. ولكن هذه الاتفاقات تحمل "العديد من نقاط الضعف الهيكلية"، حسبما يؤكد يورغن جينسيهوغن الباحث في معهد أبحاث السلام في أوسلو (Prio) في لقاء عُقد مؤخرًا.

 

ومن هذه النقاط، أنّه لم يتم حل أي من العناصر الأساسية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني بشكل نهائي، وخصوصًا ما يتعلّق بالحدود النهائية للأراضي الإسرائيلية والفلسطينية ومصير القدس الشرقية ومستقبل اللاجئين الفلسطينيين ومسألة المستوطنات الإسرائيلية.

 

وفي هذا السياق، يقول جينسيهوغن إنّ "اتفاقات أوسلو ليست اتفاقات سلام".

 

ويضيف "هذا إعلان مبادئ... وجدول زمني... يجب أن يؤدي إلى اتفاق سلام، لكنه ينهار" تحت وطأة الأحداث، مشيرًا إلى اغتيال إسحق رابين ووصول بنيامين نتانياهو إلى السلطة بينما كان معارضًا لعملية السلام في العام 1996، وإلى هجمات حماس الانتحارية.