موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الأحد، ٢٨ فبراير / شباط ٢٠٢١
تقرير أممي: الحكومات بعيدة عن تحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ
تدهورت الكثير من الغابات على السواحل في كوبا على مرّ العقود الماضية

تدهورت الكثير من الغابات على السواحل في كوبا على مرّ العقود الماضية

الأمم المتحدة :

 

يدق تقرير أممي جديد ناقوس الخطر بعد أن أظهر أن المستويات الحالية للطموح المناخي بعيدة كل البعد عن وضع العالم على مسار يلبي أهداف اتفاق باريس. ودعا التقرير إلى مضاعفة الجهود وتقديم خطط عمل وطنية أقوى بشأن المناخ خلال عام 2021.

 

ويظهر التقرير الصادر عن اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغيّر المناخي (UNFCCC) أنه في حين أن معظم الدول الممثلة (في التقرير) رفعت سقف طموحها الفردي لتقليل انبعاث غازات الاحتباس الحراري، إلا أن التأثير المشترك يضعها على طريق خفض الانبعاثات بنسبة 1% فقط مع حلول عام 2030 مقارنة بمستويات 2010.

 

وقالت باتريسيا إسبينوزا، الأمينة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة للتغيّر المناخي: "يجب اتخاذ القرارات الآن لتسريع وتوسيع نطاق العمل المناخي في كل مكان. هذا يؤكد لماذا يجب أن يكون المؤتمر السادس والعشرون لأطراف اتفاقية الأمم المتحدة للمناخ (COP26) هو اللحظة التي نسير فيها على الطريق الصحيح نحو عالم أخضر ونظيف وصحي ومزدهر".

 

 

عام 2021 حاسم

 

من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن هذا التقرير هو تحذير لكوكبنا. ويظهر أن الحكومات ليست قريبة من مستوى الطموح المطلوب للحد من تغيّر المناخ إلى 1.5 درجة مئوية وتحقيق أهداف اتـفاق باريس.

 

وأضاف أن عام 2021 هو عام حاسم لمواجهة حالة الطوارئ المناخية العالمية. "العلم واضح: للحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية، يجب أن تنخفض الانبعاثات العالمية بنسبة 45% بحلول عام 2030 عن مستويات 2010".

 

ودعا الأمين العام الأطراف الرئيسية المسببة للانبعاثات إلى التعجيل بأهداف أكثر طموحا وخفض الانبعاثات بحلول عام 2030 في مساهمتها المحددة وطنيا قبل موعد مؤتمر الأطراف 26 في غلاسكو.

 

 

مشاركة متواضعة من الدول

 

جاء تقرير اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغيّر المناخي بناء على طلب من أطراف اتفاق باريس لقياس التقدم في خطط العمل المناخي الوطنية، قبل موعد مؤتمر الأطراف 26. ويغطي التقرير الطلبات المقدمة حتى تاريخ 31 كانون الأول 2020، ويظهر أن 75 طرفا قد قدّموا مساهمات محددة وطنيا –إما جديدة أو محدّثة- وهو ما يمثل ما يقرب من 30% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية.

 

وأظهر التقرير أن على الدول مضاعفة جهودها وتقديم خطط عمل وطنية أقوى بشأن المناخ خلال عام 2021 إذا ما أرادت تحقيق أهداف اتفاق باريس في الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية بمقدار درجتين مئويتين –أو 1.5 درجة مئوية وهو الأمر المثالي– (مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية) مع حلول نهاية القرن.

 

طرفان فقط من الجهات الـ 18 المسببة لأكبر انبعاثات، وهما المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، قدما تحديثا على المساهمات المحددة وطنيا في عام 2020، ويحتوي التحديث على زيادة كبيرة في أهداف خفض غازات الدفيئة. أما الأطراف الأخرى فإما أنها قدمت مساهماتها وفيها رفع قليل جدا في سقف الطموحات، أو أنها لم تقدمها على الإطلاق.

 

 

كوفيد-19 يعيق العمل

 

وأوضحت باتريشا إسبينوزا أن التقرير ينقل "لقطة، وليس الصورة بأكملها" عن المساهمات المحددة وطنيا لأن جائحة كـوفيد-19 شكّلت تحديات كبيرة للعديد من الدول فيما يتعلق باستكمال طلباتها في عام 2020.

 

وأشارت إلى صدور تقرير ثانٍ قبيل مؤتمر الأطراف 26، ودعت جميع الدول، وعلى وجه التحديد الأكثر تسبّبا بالانبعاثات إلى تقديم الطلبات إذا لم تفعل ذلك بعد في أسرع وقت ممكن، حتى يتم تضمين معلوماتها في التقرير المحدّث.

 

وقالت: "حان الوقت لجميع الأطراف لأن تنهض وتفي بما قطعته من وعود ضمن اتفاق باريس وتقديم مساهماتها المحددة وطنيا في أسرع وقت ممكن. إذا كانت هذه المهمة عاجلة من قبل، فهي حاسمة الآن".

 

وأشارت إلى أن عام 2021 يقدّم للعالم فرصة غير مسبوقة لإحراز تقدم كبير بشأن تغيّر المناخ، وحثت جميع الدول على تجاوز كوفيد-19 باقتصادات أكثر استدامة ومرونة مع تغيّر المناخ.

 

وفيما يتعلق بكوفيد-19، أوضح السيّد غوتيريش أن خطط التعافي من الجائحة توفر الفرصة لإعادة البناء بشكل أكثر خضرة ونظافة. "يجب على صانعي القرار تنفيذ ما يقطعونه من التزامات".

 

 

التقرير "نداء عاجل"

 

من جانبه، قال رئيس مؤتمر الأطراف 26، ألوك شارما: "يجب أن يكون هذا التقرير بمثابة نداء عاجل للعمل، وأنا أطلب من جميع البلدان –ولاسيّما البلدان الرئيسية المسببة للانبعاثات– تقديم أهداف طموحة لخفض الانبعاثات لعام 2030".

 

ودعا الخبراء المعنيّون بالمناخ إلى ضرورة أن تقترن الالتزامات طويلة الأمد بإجراءات فورية لإطلاق عقد من التحوّل يحتاجه الناس والكوكب بشدة، على أن يكون رفع سقف الطموح مصحوبا بزيادة كبيرة في دعم العمل المناخي في الدول النامية، وهو ما يفي بعنصر أساسي في اتفاق باريس.

 

وأضاف شارما: "يجب أن ندرك أن نافذة العمل لحماية الكوكب تضيق بسرعة".