موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
عدل وسلام
نشر الثلاثاء، ١٧ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٤
بيت لحم لن تلبس حلتها الميلادية للعام الثاني على التوالي

وفا :

 

بينما تتجه أنظار العالم أجمع خلال عيد الميلاد إلى بيت لحم، مهد السيد المسيح، تبدو مدينة بيت لحم وشوارعها وأزقتها، شبه خالية من السياح الذين كانت تعج بهم خلال هذه الفترة من كل عام. وللسنة الثانيّة على التوالي، ستغيب شجرة عيد الميلاد المجيد والزينة والأضواء عن ساحة المهد في بيت لحم، بسبب الحرب الإسرائيليّة على قطاع غزة المستمرّة منذ أكتوبر 2023.

 

على مدخل شارع مغارة الحليب، المحاذي لكنيسة المهد، انشغل المواطن الفلسطيني جون بعبول بفض الغبار عن بضاعته المكدسة في محله لبيع التحف الشرقية. وقال بعبول "كما تشاهدون، فعملي اليومي في محلي هو نفض الغبار عن البضاعة التي لم تجد سوقًا لها منذ العام الماضي، بسبب الأوضاع التي يمر بها قطاع غزة من قتل وإبادة جماعية، فغاب الحجاج والسياح، وبالتالي تكبدت كالآخرين خسائر جمة، حتى أنني لم أستطع أن أوفر أجرة المحل في نهاية العام".

 

وفي الشارع ذاته وقرب مغارة الحليب، جلس الفلسطيني نبيل جقمان أمام محله لعله يرى سائحًا أو زائرًا قادمًا إليه. وقال إن "الأوضاع أصبحت لا تطاق... أملك مصنعًا لصناعة التحف الشرقية، وقد كان في السابق يوظّف 12 عاملا، أما الآن فاقتصر الحال على أربعة عمال من أجل الحفاظ على اسم المحل والمصنع، حتى أن عملية التصدير إلى الخارج نواجه فيها صعوبة كبيرة مع انخفاض كبير في نسبة المبيعات".

 

وحال مصانع التحف الشرقية ومحلاتها، ينساق على جميع المرافق السياحية في مدينة بيت لحم بدون استثناء.

 

رئيس الجمعية العربية الفلسطينية للفنادق إلياس العرجا قال إن هناك 57 فندقًا في بيت لحم بسعة 10 آلاف غرفة فندقية، أُغلقت جميعها منذ بداية العدوان على غزة وحتى الآن، مشيرًا إلى أنه كان هناك 8 فنادق في طور البناء لكنها توقفت. وأضاف العرجا أن إغلاق الفنادق زاد نسبة البطالة، إذ كانت تشغّل قرابة 3000 موظف، واقتصر الحال الآن على 300 يعملون في مجالي الصيانة والترتيبات، مؤكدًا أنه لا حجوزات بتاتًا في الفنادق، سواء من الخارج أو محليًّا.

 

 

ستحافظ على رسالة المحبّة والسلام

 

من جهته، قال نائب رئيس بلدية بيت لحم حنا حنانيا، إن الحال في بيت لحم هذا العام لن يختلف عن العام الماضي، ولن تلبس المدينة ثوبها الاحتفالي الاعتيادي في عيد الميلاد المجيد، ولكنها ستحافظ على رسالة المحبة والسلام التي تبرق بها إلى العالم أجمع.

 

وأضاف أن البلدية ومؤسسات المدينة ستشارك في استقبال مواكب البطاركة والأساقفة حسب "الستاتيكيو" المتبع، دون أي عزف احتفالي من الفرق الكشفية أو فعاليات احتفالية، آملاً أن يتوقف العدوان على الشعب الفلسطيني وتعود الحياة إلى بيت لحم وسائر فلسطين.

 

ويردد أبناء الشعب الفلسطيني المسيحيين في عيد الميلاد ترنيمة مطلعها: "ليلة الميلاد يُمَّحى البغض، ليلة الميلاد تُزهر الأرض، ليلة الميلاد تُدفن الحرب، ليلة الميلاد ينبُت الحب"، آملين أن تتوقف الحرب وتنعم فلسطين بالسلام العادل.