موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ١٩ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٥
بطريرك القدس في تخريج الجامعة الامريكية: نفكر بأطفال وشباب غزة المحرومين من التعليم

أبونا :

 

رعى الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، مساء الجمعة 19 أيلول 2025، حفل تخريج الفوج الحادي عشر من طلبة الجامعة الأميركية في مادبا، مؤكّدًا أن جميع المؤسسات التابعة للبطريركية اللاتينية هي مؤسّسات لبناء الجسور مع المجتمع، وبين مختلف الجنسيات والأعراق التي تدرس وتتعلم في هذه الجامعة، فتجد فيها حصنًا قويًا للمحبّة والأخوّة وروح العائلة.

 

في مستهل كلمته، خاطب البطريرك بيتسابالا حشد الحضور قائلاً: "لقد جئتكم من القدس، التي تحيّيكم، وتحيّي محبتكم، وتحيّي تضامنكم. أعبّر عن عمق الأخوّة والصداقة بين القدس وعمّان. ليبارك الله القدس وعمّان"، مؤكدًا أنّ هذا اليوم هو "مصدر فرح وحصاد" للخريجين وعائلاتهم الذين بذلوا جهدهم ليشهدوا هذه اللحظة السعيدة في حياتهم وحياة أبنائهم.

 

مصدر إشعاع علمي وثقافي

 

وأشار البطريرك إلى أنّ الجامعة الأميركية في مادبا تُعد مصدر إشعاع ثقافي وفكري وتميّز في الأردن والعالم، وقد أنشأتها البطريركية اللاتينية عام 2009 حين وضع البابا بندكتس السادس عشر حجر أساسها، ومنذ ذلك الحين، بدأت الجامعة بالازدهار، إلى أن رعى جلالة الملك عبدالله الثاني حفل افتتاحها الرسميّ عام 2013، واليوم نحتفل بتخريج الفوج الحادي عشر من أبنائها وبناتها.

 

وتقدّم بالشكر لكل من ساهم في خدمة الجامعة، موجهًا التهنئة لرئيس مجلس الأمناء السيد عزّام شويحات، ورئيس الجامعة الأستاذ الدكتور مأمون عكروش، وكافة العاملين فيها، مشيرًا إلى أنّ نسبة توظيف الخريجين بلغت 95%، وهو إنجاز قياسي تحقق في فترة زمنية قياسية.

الأردن وفلسطين

 

وأوضح البطريرك أنّ تقدّم الجامعة يعكس الأمن والاستقرار في المملكة الأردنية الهاشمية بفضل القيادة الحكيمة لجلالة الملك عبدالله الثاني وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولكل من يعمل من أجل مصلحة الأردن وتقدّمه وازدهاره.

 

كما أشاد بالدبلوماسية الأردنية التي باتت نموذجًا عالميًا في السعي إلى إرساء السلام والعدالة في المنطقة والعالم. وتوقّف غبطته عند معاناة غزة، التي زارها قبل أسابيع، حيث عاين حجم الدمار وغياب التعليم والمدارس والجامعات التي كانت في الماضي تفتخر بتأهيل الشباب والشابات لخدمة أوطانهم.

 

ورفع غبطته الدعاء إلى الله العليّ القدير "أن يمنح نعمة السلام، ويوقف نار الحرب، وتصل المساعدات إلى أهل غزة وفلسطين، وأن تعود الحياة بعد الكثير من الجهد والمعاناة، وأن تستعيد المدارس والجامعات عملها". وأضاف: "فلنجعل من هذا الحفل مناسبة من أجل السلام والعدالة، ودعم الجهود الدبلوماسية والإنسانية الأردنية في العالم أجمع".

فوج اليوبيل، فوج الرجاء

 

وخاطب غبطته الخريجين قائلاً: "أنتم المستقبل، وأنتم الرجاء. تعلمون أن هذا العام هو عام الرجاء، عام اليوبيل. أنتم فوج اليوبيل المبارك لعام 2025. وخلال الشهر المقبل سنعيش يوبيل المربّين: المدارس والجامعات. إنه عام من أعوام التقويم المسيحي وعام ميلاد يسوع المسيح، الذي سنحتفل بعد خمس سنوات بذكرى مرور ألفي عام على عماده في نهر الأردن المبارك".

 

وأضاف: "أنتم الرجاء، أنتم أمل بناء الإنسانية ودعم الإصلاحات التي تقوم بها المملكة الأردنية الهاشمية في المجالات السياسية والإدارية والاقتصادية. أنتم الذين ستنفذون هذه الخطط. أنتم جيل اليوبيل، جيل الرجاء، وجيل المستقبل الجميل، بإذن الله".

مؤسّسات لبناء الجسور

 

واستشهد البطريرك بقول قداسة البابا لاون الرابع عشر: "إن زمننا هو زمن الحوار وبناء الجسور"، معربًا عن رغبته في أن تواصل الجامعة مسيرتها الثقافية والروحية في نشر ثقافة الحوار كطريق، والتعاون المتبادل كسلوك، والتفاهم المشترك كنهج ومعيار.

 

وأكد غبطته أن جميع المؤسسات التابعة للبطريركية اللاتينية هي مؤسّسات لبناء الجسور مع المجتمع، بين المسلمين والمسيحيين، وبين مختلف الجنسيات والأعراق التي تدرس وتتعلم في هذه الجامعة، وتجد فيها حصنًا قويًا للمحبة والأخوّة وروح العائلة. واختتم كلمته بالتهنئة للخريجين وذويهم، ولكل أسرة الجامعة الأميركية في مادبا، مصليًا كي تظل الجامعة منارة علم وثقافة، ومكانًا يفيض بالمحبّة والأخوّة والرجاء.