موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
حذرت بطريركية الأرمن في القدس الشرقية، الأربعاء، من نية إسرائيل مصادرة ممتلكاتها في المدينة بزعم تراكم ديون عليها وصفتها بـ "الفلكية وغير القانونية" منذ عام 1994. وقالت بطريركية الأرمن في بيان، إن البلدية الإسرائيلية في القدس تطالبها بدفع ضرائب وإلا فإنها ستعرض ممتلكاتها للبيع في مزاد علني.
وأضافت: "تم تحديد جلسة الاستماع في الالتماس الإداري الذي تقدمت به البطريركية الأرمنية في القدس في 24 شباط الجاري، وقد تم تقديم هذا الالتماس كمحاولة لوقف عملية الحجز على الممتلكات العقارية التي تمتلكها البطريركية منذ قرون، وذلك من أجل تحصيل ديون الأرنونا (ضريبة البلدية) التي يُزعم أنها تراكمت منذ عام 1994".
و"الأرنونا" هي ضريبة باهظة تفرضها البلدية الإسرائيلية على الممتلكات بحسب مساحتها.
وأضافت بطريركية الأرمن: "إذا تم رفض الالتماس، لا قدر الله، فإن بلدية القدس ستصادر الممتلكات العقارية التابعة للبطريركية وتطرحها في المزاد العلني من أجل تحصيل الديون المتنازع عليها". وتابعت: "إن الالتماس موجه ضد تصرفات موظف التحصيل ـ وهو موظف في بلدية القدس ـ الذي قرر أن البطريركية مدينة بدين فلكي، دون مراعاة لقانون التقادم، ودون تقديم تعريف واضح لأساس الدين المزعوم".
وأشارت إلى أن جزءًا كبيرًا من الدين المزعوم "يتعلق بممتلكات مؤجرة فعليًا لبلدية القدس نفسها".
وأردفت: "يرفض نفس الموظف البلدي مراجعة صحة الدين الذي قرره بنفسه، مستشهداً بأسباب شكلية إجرائية مفادها أن الموعد النهائي للاعتراض قد انقضى". وأوضحت أن الموظف أصدر "أمرا بحجز ممتلكات البطريركية لتحصيل الدين الذي قرره، ويُطلب من سلطة التنفيذ الامتثال لهذا الأمر وكأنه حكم قضائي"، رغم أن البطريركية أظهرت أن "المطالبات لم تُسلَّم بشكل صحيح إليها في الإطار الزمني المطلوب".
ولفتت إلى أن إجراءات التنفيذ تم تعليقها مؤقتًا بعد تقديم الالتماس.
وفي حال رفض الالتماس، قالت البطريركية، إن ذلك "لن يسمح للبلدية باستئناف الحجز على ممتلكات محددة فحسب بل سيؤسس أيضًا لسابقة قانونية خطيرة يمكن أن تشرع مصادرة حقوق الملكية والتصفية غير الطوعية للأصول التابعة للمؤسسات والمجتمعات الدينية المسيحية في إسرائيل"، وأن ذلك من شأنه أن يتسبب بضرر لأصحاب الممتلكات "أكبر بكثير من مبلغ الديون المزعومة والمتنازع عليها".
وأضافت: "بحسب أفضل ما لدينا من علم، فإن البطريركية الأرمنية هي الطائفة المسيحية الوحيدة المختارة، وربما المستهدفة، لمواجهة مثل هذه التدابير غير المسبوقة والتي لا رجعة فيها بسبب دين الأرنونا المزعوم". وحذرت من أن هذا السلوك قد يعرّض "مهمة البطريركية الأرمنية الطويلة الأمد في الأرض المقدسة، والتي كانت نشطة منذ القرن السابع، للخطر"، وكذلك يهدد استمرار وجود المجتمع الأرمني والذي يعود تاريخه إلى القرن الرابع.
واعتبرت ذلك السلوك "محاولة واضحة لتقويض البطريركية الأرمنية من خلال إفرادها بالضغط الاقتصادي، بهدف تقليص وجودها في الأرض المقدسة". كما حذرت أيضًا من أن الأثر السلبي لأي حكم قضائي على الوجود المسيحي الإجمالي في الأرض المقدسة، وكذلك على الأنشطة الدينية والثقافية والتعليمية والوزارية لجميع المؤسسات المسيحية العاملة حاليًا في المنطقة.