موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
"يمرّ وطننا في هذه الأثناء بفترة عصيبة تتطلّب منا جميعًا التماسك وووحدة الصف والخطاب البنّاء والموعظة الحسنة والحكمة في أعلى تجلياتها". هذا ما شدّدت عليه النيابة الرسوليّة للكنيسة اللاتينيّة في سوريا، تعقيبًا على الأحداث المتسارعة في البلاد، وخاصة في محافظة السويداء.
وجاء في البيان الموقّع من النائب الرسولي المطران حنا جلّوف، إنّ "الكنيسة اللاتينيّة تتابع، ببالغ القلق والحزن، ما يجرى من أحداث متسارعة في وطننا الحبيب، خصوصًا في محافظة السويداء. كان أوّلها الخلافات بين الإخوة الدروز والعشائر في المدينة، وما تبعها من انتهاكات بحق مدنيين عُزّل من محافظة السويداء، والقصف الهمجي السافر ضد مقرّات حكوميّة وسط العاصمة دمشق، وصولاً إلى تحرّكات حشود من العشائر نحو مدينة السويداء بهدف الثأر".
وأكدت أنّ "ما يحصل من عنف وعنف مضاد لا يخدم أحد على الإطلاق، بل يُؤجّج ويُعقّد سبل الحل ويُغيّب لغة العقل والحكمة، فلا يمكن إدارة الأزمات إلا من خلال الحوار والإصغاء والمصارحة ضمن الأسرة السوريّة الواحدة". ورفضت الكنيسة اللاتينيّة وأدانت "محاولات التدخّل والاعتداء الخارجي"، معلنة "تمسكها بوحدة سوريا، أرضًا وشعبًا". كما وحذّرت من "الانسياق وراء دعوات التحريض والانتقام والثأر والطائفية البغيضة"، لأنّ هذا "لا يساهم في إيجاد الحلول، بل يزيد الطين بلة".
ودعت النيابة الرسوليّة اللاتينيّة في سورية المجتمع الدوليّ "لتحمُّل مسؤولياته تجاه ما يتعرّض له بلدنا من انتهاكات خارحيّة تهدّد وحدة وسلامة شعبنا"، كما دعت الحكومة السوريّة المؤقتة إلى "تكثيف الجهود لمنع أي خروقات من أي جهة، رسميّة كانت أم شعبيّة، والحفاظ على الأمن والأمان في كامل الأراضي السوريّة، لاسيّما تفعيل وعود السيد الرئيس لمحاسبة المُسيئين بحق الأبرياء وتقديمهم للعدالة، ومعاقبة كلّ من يستخدم خطاب الكراهية والتحريض تجاه أبناء الوطن الواحد".
كما أكدت النيابة "مع الأئمة والحكماء والفقهاء أنّ ’الدم السوري على السوري حرام‘"، وبأنّه "لا يجب الانجرار وراء دعوات التحريض والانتقام المذهبي والطائفي، فهذا خطر يؤدي بنا جميعًا إلى التهلكة". وناشدت "جميع المعنيين للعمل بسرعة قصوى على فكّ الحصار عن مدينة السويداء، وفتح ممرّات آمنة لعبور المدنيين الذين يحتاجون للعلاج الفوري والدواء والماء والغذاء".
وخلصت النيابة الرسوليّة اللاتينيّة في سورية في بيانها إلى القول: "نحن متكلون كليًّا على الله، كلّي القدرة، أنّنا سنجتاز بعونه تعالى هذه المحنة، وسنعبر إلى برّ الأمان حيث الوطن الآمن الواحد المستقرّ والمستقل لكلّ أبنائه السوريين الشرفاء. الرحمة لشهداء الوطن من دروز وأبناء العشائر والأمن العام، ودامت سوريا حضنًا دافئًا وسقفًا آمنًا ووطنًا كريمًا لكلّ أبنائه".