موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٢٧ أغسطس / آب ٢٠٢٥
المطران جلوف: لضرورة وقف نزيف الهجرة لدى الشبان المسيحيين

فاتيكان نيوز :

 

اختُتمت هذا الأربعاء في مدينة ريميني الإيطاليّة فعليات لقاء الصداقة بين الشعوب، وهو حدث ينظم سنويًّا في المدينة الإيطالية، وقد تخللتها حلقة نقاش شارك فيها وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني والنائب الرسولي للاتين في حلب المطران حنّا جلوف، تم التطرّق خلالها إلى الأوضاع الراهنة في سورية، على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي، في وقت يسعى فيه البلد العربي إلى استعادة حياته الطبيعية، وهي مسيرة لم تخلُ وللأسف من الحوادث المؤلمة.

 

في أعقاب مشاركته في اللقاء، أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع الأسقف السوري تزامنت مع مرحلة حساسة تعيشها سورية، إذ تسعى الحكومة الجديدة، بقيادة الرئيس أحمد الشرع، إلى إطلاق عملية تهدف إلى تطبيع الحياة الاجتماعية والاقتصادية وإعادة إعمار البلاد.

 

وقال سيادته إن الأنباء التي تصل إلى الغرب تقدّم غالبًا صورة تختلف عن الواقع الذي يعيشه المواطنون السوريون. وأكد أنه لا يوجد في البلاد اضطهاد يطال الجماعة المسيحية، بل على العكس، إن الحكومة تريد مشاركة المكون المسيحي في الحياة السياسية لسورية الجديدة، وما يعكس هذه الرغبةَ تعيينُ امرأة مسيحية وزيرة للعمل وللشؤون الاجتماعية. مع ذلك فإن التغيير في سورية ينبغي أن يتم بصورة تدريجية نظرًا لوجود العديد من المصالح التي تعارض بلوغ الاستقرار في البلاد، كما هناك مجموعات تريد قيام حكم إسلامي راديكالي.

 

 

أولويات اليوم

 

وردًا على سؤال بشأن الأولويات اليوم لدى الجماعات المسيحية في سورية، قال المطران جلوف، إن ثمة حاجةً ملحة لوقف نزيف الهجرة، لاسيما وسط الأجيال الفتية، الذين يجدون صعوبة كبيرة في تصوّر مستقبل مسالم بعد سنوات الحرب الطويلة.

 

وأضاف: صحيح أن المسيحيين هم أقلية في سورية، لكن يتعين عليهم أن يدركوا جيدًا أنهم ملح الأرض، مؤكدًا أن المسيحية وُلدت في تلك المنطقة، ولا بد أن يبقى المسيحيون متمسكين بهذا الإرث التاريخي لحضورهم. وذكّر بأن الماضي كان أيضًا شاهدًا على الكثير من الصعوبات، بيد أن المسيحيين تمكنوا من تخطيها، وظلوا أمناء للإنجيل، وقال: مما لا شك فيه أن الجميع يريدون أن ينعموا بحياة جميلة، لكن الرب لم يقل قط أنه يتعين علينا إنه نكون من النخبة، بل قال "طوبى لكم إذا اضطُهدتم من أجل اسمي".

 

وأشار إلى أن الأمانة للإنجيل ولقيمهم الخاصة سمحت للمسيحيين بأن يقيموا علاقة مع الحكومة الجديدة تتميز بالصراحة والانفتاح. وقال المطران جلوف بهذا الصدد: "لقد عرفنا كيف نقدّم شهادة من خلال تصرفاتنا". وذكّر بأنه لمناسبة يوبيل الشبيبة تمكنت الكنائس السورية من إرسال وفد من شبانها إلى روما. وختم بالقول إن هذه الخبرة كانت رائعة جداً، وسمحت لنا أن نقول إننا كنا حاضرين نحن أيضاً، ولا بد أن توصل الكنيسة رسالة إلى الشبيبة مفادها أن يثقوا ببلدهم وبالحضور المسيحي في سورية.