موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ١٣ مارس / آذار ٢٠٢٤
المطران بول ريتشارد غالاغر في حوار خاص مع المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام
المطران بول ريتشارد غالاغر والأب رفعت بدر

المطران بول ريتشارد غالاغر والأب رفعت بدر

حاوره الأب رفعت بدر :

 

قال أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول والمنظمات الدوليّة، رئيس الأساقفة بول ريتشارد غالاغر، إلى أنّ العلاقة المميّزة بين الكرسي الرسولي والمملكة الأردنيّة الهاشميّة لديها جذور في العلاقات الجيّدة بين البابوات والملوك الهاشميين على مرّ السنين.

 

وأوضح في مقابلة خاصة مع مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، الأب رفعت بدر، على هامش زيارته الرسميّة إلى المملكة بمناسبة مرور ثلاثين عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسيّة بين الفاتيكان والأردن، بأنّ هذه العلاقات تنبع من حقيقة أنّ الأردن يجتمع فيه عوامل كثيرة من الإيمان والأديان والثقافات، والتي ساهمت في تطوّر العلاقة بشكل إيجابي.

 

وحول الأوضاع الحاليّة التي تشهدها الأرض المقدّسة، جدّد وزير خارجية الفاتيكان قلق الكرسي الرسولي العميق بشأن ما يعانيه سكان قطاع غزة، فهناك "حزن عميق بسبب هذا العدد الهائل من القتلى والجرحى"، وهناك أيضًا "تعاطف وتضامن كبيران مع الشعب الفلسطيني"، مجددًّا التأكيد على ضرورة انتهاء هذه المعاناة وهذه الحرب من خلال اتفاق على حل سلمي على أساس الدولتين، مع الحفاظ على الطابع الخاص لمدينة القدس وهويتها كمكان مقدّس ومقدّر للديانات التوحيدية الثلاث.

 

 

وفيما يلي النص الكامل للمقابلة:

 

⮜ أشكر سيادتكم على زيارتكم للأردن. شكرًا لكم لإتاحة هذه المقابلة لنا، كمركز كاثوليكي للدراسات والإعلام. أنتم تزورون الأردن بمناسبة مرور ثلاثين عامًا على إقامة العلاقات الطيبة بين الأردن والكرسي الرسولي. كيف تقيّمون هذه العلاقة بعد مرور ثلاثين عاما على إقامتها؟

 

 يمكننا القول إنّ هذه علاقة مميزة بشكل خاص بين الكرسي الرسولي والمملكة الأردنيّة، وهي شيء، كما تقول، له جذوره في العلاقات الجيّدة بين  البابوات والملوك الهاشميين على مرّ السنين، وهذا شيء يأتي، كما أعتقد، بشكل عفوي من حقيقة أنّ الأردن بلد تجتمع فيه عوامل كثيرة من الإيمان، الأديان والثقافات، ويشعر الناس فيه أنهم في وطنهم.

 

لذلك، أعتقد أيضًا أنه على مستوى العلاقات الدوليّة، شعر الكرسي الرسولي أننا كنا دائمًا قادرين على التحدّث مع أصدقائنا الأردنيين على مر السنين، وهذه العلاقة تطورت بشكل إيجابي للغاية بشكل تدريجي. كما لا يخفى على أحد أن هناك علاقة دافئة وجيدة بين الملك عبدالله والبابا فرنسيس. هذا ما نشهده  خلال هذه الأيام من تصريحات الملك عبدالله عن البابا فرنسيس التي كانت مشجعة للغاية. وهذه الرسالة التي سآخذها معي عند العودة إلى روما تشكل أمرًا إيجابيًا للغاية.

 

 

⮜ قبل ستين عامًا زار البابا بولس السادس الأردن، وقبل عشر سنوات زار البابا فرنسيس. وبالطبع كانت لدينا زيارة يوحنا بولس الثاني القديس والبابا بنديكتوس السادس عشر. ما هي الآثار التي تتركها الزيارات البابويّة لأي دولة يزورونها وخاصة اليوم في حديثنا عن  الأردن؟

 

 أعتقد أن زيارات الباباوات تتم في إطار عالمي على الأغلب. من الواضح أنه بالعودة إلى زمن بولس السادس، حيث كانت هذه بدايات الرحلات الرسولية للباباوات، كانت رغبته منذ بداية حبريته بالقدوم إلى الأرض المقدسة لتتبع خطوات ربنا يسوع والرسل

 

وأعتقد أن حقيقة كون البابا هو خليفة بطرس يعود بانتظام معين إلى الأردن، فهو في الحقيقة تجذير للإيمان وتجذير لجهود الكنيسة الكاثوليكية العالمية لمواصلة رسالتنا التي في الحقيقة رسوليّة والتي أيضًا ترغب في جذبها إلى ثروات الإيمان التي نشأت هنا في هذه الأرض المقدسة.

⮜ إحدى نقاط التعاون الكبيرة بين الأردن والكرسي الرسولي هي السعي لتحقيق السلام، بخاصة في الأرض المقدسة بين فلسطين وإسرائيل. كيف ينظر الكرسي الرسولي إلى الوضع الآن في غزة؟ وكيف تتوقع نهاية لهذا الوضع القائم؟ وما هو موقف الكرسي الرسولي نحو مستقبل المنطقه والعالم؟

 

كما سمعنا من البابا فرنسيس عدة مرات في الأشهر الأخيرة أن هنالك قلقا عميقا بشأن سكان غزة. هناك حزن عميق بسبب هذا العدد الهائل من القتلى والجرحى. هناك تعاطف وتضامن كبيران مع الشعب الفلسطيني في هذا الوقت في كل من غزة والضفة الغربيه، كما أن هناك أيضًا إدانة  للفظائع الرهيبة التي ارتكبت في السابع من تشرين الأول ضد السكان الإسرائيليين.

 

من الواضح أن اهتمام البابا في هذه اللحظة ينصب على أنه يجب أن تنتهي المعاناة. يجب أن تتوقف الحرب، ويجب أن يكون هناك اتفاق على حلّ سلمي للأمر. ومن ثم يجب إعادة بناء العلاقات أو إعادة بناء غزة. والمؤمل إعادة بناء العلاقة بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي. وكما تعلمون فإن الكرسي الرسولي ينادي منذ فترة طويلة أن يتم حلّ المشكلة على أساس الدولتين.

 

 

⮜ وبالنسبة لوضع القدس، لأنه بعد حل الدولتين فإن الكرسي الرسولي يتناول دائما مصطلح "الوضع الخاص" للقدس.

نعم، نحن لا نتدخل في مسألة من تكون القدس عاصمته، أو قد تكون القدس عاصمة للدولتين، لكننا نعتقد أن الطابع الخاص للقدس وهويتها كمكان مقدّس ومقدر للديانات التوحيدية الثلاث الكبرى يعني أن وضع القدس يجب أن يحصل على ضمانة دولية من خلال اتفاق، أو معاهدة من نوع ما. كما أن الواقع السياسي للقدس في المستقبل، وفي هذه العلاقة مع إسرائيل وفلسطين، يجب أن يتم إقراره من طرفهما في الطريق إلى اتفاق نهائي.

⮜ نحن، المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، تشرّفنا بلقاء البابا فرنسيس في أيلول الماضي. وفي الفاتيكان شجعنا قداسته خلال المقابله العامه، فكيف يمكن للإعلام أن يسهم في تهيئة أجواء العدل والسلام؟

 

نحن نعيش في عالم تهيّمن عليه وسائل الإعلام طوال حياتنا، ولكننا بالتأكيد نتأثر بشدة بما نراه، ولكن بما نسمعه، وبالتالي فإن وسائل الإعلام لديها مسؤولية هائلة، ولكن لديها أيضًا فرص هائلة لتحقيق ذلك، لإيصال رسائل إيجابية إلى الناس والحفاظ على الإيمان حيًا، وللحفاظ على الرؤية والأمل في قلوب الناس والتي نحتاج إليها كثيرًا في هذا الوقت.

 

 

⮜ صاحب السيادة، أجمل الأمنيات بذكرى مرور عشرين عامًا على رسامتك الأسقفية، ومبروك لك الحج إلى الأردن.

 

شكرًا جزيلاً لك. لقد كان من دواعي سروري أن أكون هنا، وأنت تشير أيضًا إلى رسامتي الأسقفيّة في الثالث عشر من آذار. ولكن بالطبع، هي أيضًا الذكرى السنوية الحادية عشرة لانتخاب البابا فرنسيس، والتي أعتقد أنها شيء أكثر أهمية.

 

ذكريتان سنويتان سعيدتان إذًا...

 

شكرا لك