موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٩ أغسطس / آب ٢٠٢٥
المطران الطوال يترأس اجتماع المجالس الرعوية ويؤكد على دور العلمانيين في بناء الكنيسة الحية
ويحذّر من تجربتين: "الانكفاء المؤسّساتي" و"الرضى"، ويؤكد أن الرعايا ليست أندية اجتماعية.

أبونا :

 

تحت رعاية المطران إياد الطوال، النائب البطريركي للاتين في الأردن، عُقد صباح الجمعة 8 آب 2025 اجتماع للمجالس الرعويّة، في مركز سيّدة السلام، بتنظيم من منسقيّة المجالس الرعويّة والمرشد الروحي الأب سليمان شوباش، وبمشاركة عدد من الكهنة، وأعضاء المجالس من مختلف الكنائس اللاتينيّة في الأردن.

 

وأعرب المطران الطوال عن سعادته بلقاء المجالس الرعويّة للمرّة الأولى، منذ تعيينه ورسامته الأسقفيّة أوائل العام الحالي، شاكرًا جهود أعضائها وغيرتهم في خدمة الرعايا بتفانٍ وعطاء، معتبرًا ذلك دلالة على الانتماء والمحبّة في سبيل خير الكنيسة وبناء الملكوت.

 

وأكد أنّ الدور الأوّل لعضو المجلس هو دور العلماني في الكنيسة، أي المسيحي المعمّد الذي يعيش في الجماعة المسيحيّة كغصن متصل ببقيّة الأغصان في الكرمة، التي هي يسوع المسيح. ولفت إلى أنّ المسيحية هي الدين الوحيد الذي تعني فيه الكنيسة "المؤسّسة" و"الجماعة" في آنٍ واحد، مضيفًا: "نريد أن نكون كنيسة حيّة، يكون المسيح حاضرًا في وسطها".

 

خطوط عريضة

 

وقدّم المطران الطوال الخطوط العريضة لدور المجلس بحسب تعليم الكنيسة، موضحًا أن الأسقف هو المسؤول عن حياة الجماعة المسيحية، فيما يمارس كاهن الرعية الحياة الكهنوتيّة باسم الكنيسة وبتفويض من الأسقف، في خدمة الأسرار والمؤمنين.

 

وأشار النائب البطريركي إلى أن الخطة الرعوية تهدف إلى منح خبرة إيمانية وروحية لكل معمّد. وشدّد على أنّ المطلوب من الأسقف والكاهن وأعضاء المجالس هو عيش التلمذة مع المسيح وعكسها في رسالتهم، ومؤكدًا أن مجلس الرعيّة هو مجلس استشاري، وليس لإدارة الرعيّة.

تجربتان

 

وحذّر المطران الطوال من "تجربة الانكفاء المؤسّساتي"، حيث تتحوّل فيها الرعيّة إلى إطار إداري بحت، مؤكدًا أن الرعايا، ورغم وجود هيكليات وأطر إداريّة وسجلات رعويّة، ليست أندية اجتماعية بل أماكن لعيش الخبرة الإيمانيّة والروحيّة، مع وجود السيّد المسيح في المركز. كما نبّه سيادته من "تجربة الرضى"، حيث يُقاس النجاح داخل الرعيّة بالنشاطات الخارجيّة، بدلًا من السعي نحو نعمة المسيح الحاضرة في حياة المؤمنين.