موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ١٦ مايو / أيار ٢٠٢٥
المسيحيون السوريون فرحون وحذرون من احتمال انتهاء العقوبات
أعلن الرئيس الأمريكي رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا، وهو إجراءٌ دعت إليه الكنائس والمنظمات غير الحكومية المحليّة مرارًا وتكرارًا، وكذلك الشعب السوري. ومع ذلك، لا يزال المسيحيون السوريون حذرين، ويرغبون في مواصلة ضمان احترام حق كل طائفة في "العيش بكرامة"، وفقًا للأب جورج السبع، الكاهن المريميّ من مدينة حلب.

أبونا :

 

يقول الأب جورج السبع من مدينة حلب شمال سوريا: "جاء هذا الإعلان سريعًا جدًا: لم نكن نتوقعه؛ لقد فوجئنا". يوم الثلاثاء 13 أيار، وخلال زيارته للمملكة العربية السعودية، أعلن الرئيس دونالد ترامب رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا، مانحًا إياها "فرصة للعظمة". اندلعت مظاهرات الفرح في جميع أنحاء البلاد، ولا سيما في دمشق في ساحة الأمويين، حيث تجمعت حشود غفيرة مساء الثلاثاء.

 

 

"إنه لفرح عظيم لنا"

 

وفُرضت العقوبات الأمريكية عندما كانت سوريا تعيش تحت حكم نظام الأسد، وأثقلت كاهل سكان البلاد، لا سيما منذ بداية الحرب عام 2011، على الرغم من أن العقوبات الأولى فُرضت منذ عام 1979. ويتابع الكاهن المريميّ: "هذا يؤثر على الحياة اليومية للسوريين، لذا فهو فرح عظيم لنا". ومع ذلك، يؤكد على ضرورة توخي الحذر. ويقول: "إنه أمل يتحقق"، مشيرًا إلى أن السوريين يراقبون التطورات بحذر. "نحن مثل الحراس".

 

أولاً، يوضّح الكاهن المريميّ، بسبب المقابل الذي من المرجح أن تطلبه أمريكا مقابل تخفيف العقوبات، أو حتى رفعها. وثانيًا، لأنه، كما يُشدّد الأب السبع، بالإضافة إلى إعادة بناء البلاد بالبنية التحتية الأساسية كالطرق والمستشفيات، "علينا أن نفكر في إعادة بناء الإنسان، والعلاقات، والتسامح، والعدالة".

 

 

موقف الحارس

 

يُعدّ وضع الأقليات الدينيّة مسألةً أخرى تحتاج إلى توضيح. يؤكد الأب السبع: "سنواصل الدعوة إلى تطبيق العدالة واحترام حق كل طائفة في العيش بكرامة، وفقًا لقيمها الخاصة"، مُستذكرًا مرةً أخرى صورة الحارس: "الحارس لا ينام لمجرد وجود أخبار سارة؛ الحارس هو من يراقب القيم".

 

عندما تولت الحكومة الجديدة السلطة في كانون الثاني 2024، اعتمدت الولايات المتحدة موقفًا متردّدًا، رافضةً رفع العقوبات فورًا بسبب مخاوفها بشأن احترام حقوق الإنسان والأقليات في المنطقة. وبناءً على طلب ولي عهد المملكة العربية السعودية، محمد بن سلمان، سارع الرئيس الأمريكي ترامب إلى الانضمام إلى موقف الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وكندا. لم يُعلن بعد عن جدول زمني محدد لرفع العقوبات، وقد يتطلب الأمر تصويتًا من الكونغرس الأمريكي قبل رفع الحظر.