موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٣٠ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢١
الكنيسة الكاثوليكية في سائر الأراضي المقدسة تفتتح المرحلة الأبرشية للسينودس
ثلاثة قداديس متزامنة في القدس وعمان ونيقوسيا
افتتاح السينودس بمرحلته الأبرشيّة في كل من القدس، عمان ونيقوسيا

افتتاح السينودس بمرحلته الأبرشيّة في كل من القدس، عمان ونيقوسيا

أبونا :

 

افتتحت الكنيسة الكاثوليكية في سائر الأراضي المقدسة، رسميًّا، السبت 30 تشرين الأول الحالي، المرحلة الأبرشيّة لسينودس الكنيسة الكاثوليكية الجامعة: "من أجل كنيسة سينودسيّة: شركة، مشاركة ورسالة" (2021-2023)، بثلاثة قداديس رئيسيّة متزامنة في كلّ من القدس وعمّان ونيقوسيا.

 

وكان قداسة البابا فرنسيس قد ترأس في التاسع من شهر تشرين الأول الحالي، قداس افتتاح المرحلة الأولى الأبرشيّة من المسار السينودسيّ للجمعية العامة العادية السادسة عشرة لسينودس الأساقفة. والمرحلة السينودسيّة الأبرشيّة هي جزء من مسيرة كنسيّة مدتها ثلاث سنوات، مقسّمة لثلاث مراحل (أبرشيّة، قاريّة، عالميّة) بحيث تقوم على الإصغاء والتمييز والاستشارة. وستبلغ هذه المسيرة ذروتها في الجمعية العامة العادية لسينودس الأساقفة في خريف العام 2023.
 

قداس افتتاح السينوس في دير رافات - القدس

في فلسطين والجليل

 

ففي دير رافات، غرب مدينة القدس، وبالتزامن مع الاحتفال بعيد مريم العذراء سيّدة فلسطين، ترأس بطريرك القدس للاتين ورئيس مجلس الأساقفة الكاثوليك في الأرض المقدسة بييرباتيستا بيتسابالا، قداس افتتاح السينودس، بمشاركة رؤساء الكنائس الكاثوليكية في فلسطين والجليل، ولفيف من الكهنة والرهبان والراهبات، وجموع المؤمنين الآتين من مختلف الرعايا الكاثوليكية، ووفود الحجاج.

 

وشارك في القداس رئيس أبرشية عكا وحيفا والناصرة وسائر الجليل للروم الملكيين الكاثوليك المطران يوسف متى، ورئيس أساقفة حيفا والأراضي المقدسة والأردن للموارنة موسى الحاج، والنائب البطريركي للروم الملكيين الكاثوليك في القدس المطران ياسر العّياش، والنائب البطريركي للسريان الكاثوليك في القدس والأراضي المقدسة والأردن المطران يعقوب أفرام سمعان، والنواب البطريركيين في الكنيسة اللاتينية.

قداس افتتاح السينوس في دير رافات - القدس

وبعد إعلان الإنجيل المقدس، ألقى البطريرك بيتسابالا عظة (لقراءة النص الكامل) أشار فيها إلى أنّ هذا اللقاء يذكره بحدث سينودس الكنيسة الكاثوليكية في الأرض المقدسة (1995-2000). وأوضح بأنّ قداسة البابا فرنسيس أراد عقد سينودس عام لكلّ الكنيسة الكاثوليكية في العالم كدعوة للخروج والانطلاق، والسير معًا، مشددًا بأنّ الإيمان المسيحي ليس إيمان شخصي فحسب، إنما إيمان جماعي أيضًا.

 

ومستشهدًا بالحدث الإنجيلي حول ظهور المسيح على طريق عماوس (لوقا 24: 23-35)، أوضح غبطته أن هذين التلميذين، وبعد أن تركا مدينة أورشليم متّجهَين إلى عماوس التقيا بيسوع القائم من الموت، لكنهما لم يتعرّفا عليه فورًا. وبعد أن استمعا إلى كلماته وكسرا الخبز معه تعرّفا عليه. وقال: نحن أيضًا وعلى غرار تلميذي عماوس سنسعى إلى الإصغاء، على ضوء الكتاب المقدس، إلى الناس في الرعايا، ووسط الجماعات والحركات، وسنصغي إلى المؤسسات والجمعيات الرهبانية، قبل أن نعود مجددًا إلى أورشليم (كما فعل التلميذان).

قداس افتتاح السينوس في دير رافات - القدس

ولفت إلى أنّ المسيرة السينودسيّة تحمل معها ثلاث كلمات: شركة، مشاركة ورسالة. فالشركة والمشاركة يدلان بأننا لا نستطيع أن نكون مسيحيين لوحدنا، إنما مع الجماعة وفي وسطها، فرغم أنّ كنيسة الأرض المقدسة تمتاز بالتعدديّة وربما الاختلافات، فالسينودس دعوة للتعرّف على بعضنا البعض، وأن ندرك بأنّ كل شخص هو عضو مهم في الجسد نفسه، وكلّ ذلك يجب أن يكون على ضوء كلمة الله.

 

وحول الرسالة، فشدّد غبطته بأنها تعني أن نشهد في حياتنا اليوميّة لمن ننتمي له، بالتالي يجب أن ندرك بأنّ هذا السينودس هو دعوة متجدّدة لإعادة اكتشاف حضور السيد المسيح في حياتنا المسيحية، فلا يهمنا كمسيحيين في الأرض المقدسة من بعد اليوم قضيّة الأعداد أو الأرقام، إنما حضور الله في وسطنا، والذي يمنحنا القوة والعزيمة للاستمرار في تقديم شهادة مسيحية أصيلة ومتأصلة في المجتمع.

 

 

لمزيد من صور قداس رافات

قداس افتتاح السينوس في كنيسة العذراء الناصرية - عمّان (تصوير: أسامة طوباسي/ أبونا)

في الأردن

 

أما في عمّان، فقد ترأس النائب البطريركي للاتين في الأردن الأب جمال خضر، قداس افتتاح السينودس في كنيسة العذراء الناصريّة، بمشاركة رئيس أبرشية بترا وفيلادلفيا وسائر شرق الأردن للروم الكاثوليك المطران جوزيف جبارة، والقائم بأعمال السفارة البابويّة المونسنينور ماورو لالي، وممثلي الكنائس الكاثوليكية المارونيّة والسريانيّة والكلدانيّة، ولفيف من الكهنة والراهبات من مختلف جمعيات الحياة المكرسة، ومؤمنين.

 

وقال الأب خضر في عظته بأنّنا نجتمع حول مريم، ونجتمع في ظل حمايتها، ونجتمع لنبدأ السينودس في مرحلته الأولى تحضيرًا لسينودس الأساقفة في العالم بأسره بعد عامين. لافتًا إلى أنّ السينودس هو مبادرة فريدة من قداسة البابا فرنسيس، ورغبته في أن تشارك الكنيسة بأسرها في السينودس العام، انطلاقًا من الرعايا والمؤمنين، موجهًا بذلك دعوة لإشراك المؤمنين في التفكير والصلاة، ويطلب من الكهنة أن يصغوا إليهم.

قداس افتتاح السينوس في كنيسة العذراء الناصرية - عمّان (تصوير: أسامة طوباسي/ أبونا)

أضاف: نشارك في الصلاة معًا، في التفكير المشترك، في الإصغاء لبعضنا البعض، وفي الإصغاء لكلمة الله أيضًا، طاليبن نعمة الروح القدس في مسيرتنا المشتركة ككنيسة، وهذا يشمل كل المعمدين. وأوضح بأنّ هذه المرحلة تمتدّ حتى 15 آب 2022، لينتقل العمل على مستوى بطاركة الشرق الكاثوليك، ومن ثمّ ينتقل إلى مستوى الكنيسة الجامعة تحضيرًا لاجتماعات الأساقفة في تشرين الأول 2023.

 

وأشار إلى أنّ عنوان السينودس يدعونا إلى التفكير واللقاء والصلاة معًا، على ضوء كلمة الله، حول مشاركتنا في الكنيسة، مشدّدًا على أهمية الدور المنوط لكهنة الرعايا في تنشيط المؤمنين والإصغاء إليهم حول دورهم في الكنيسة، وما يسعون إليه، وما يعانون منه، وما يحلمون به. فكلّ معمّد مدعو لأن يشعر بأنّه عضو فاعل في حياة الكنيسة، كلٌ في مكانه ومسؤولياته وبحسب مواهبه.

قداس افتتاح السينوس في كنيسة العذراء الناصرية - عمّان (تصوير: أسامة طوباسي/ أبونا)

ولفت الأب خضر إلى أهميّة البُعد المسكوني في هذه المسيرة السينودسيّة، من خلال الإصغاء إلى كلّ الكنائس غير الكاثوليكية، كما وإلى التباحث والتفكير في الحضور المسيحي، وما هي رسالته في الأردن على وجه الخصوص، وهذا لا يعني المؤسسات الرسميّة التابعة للكنائس فحسب، إنما جميع المؤمنين أيضًا. وقال النائب البطريركي: لنتذكر أن نكون كنيسة يعني ألا ننغلق على ذواتنا، بل أن ننطلق إلى العالم، وأن نقوم بالرسالة التي يتطلبها إيماننا في خدمة الكنيسة والمجتمع والوطن.

 

 

لمزيد من صور قداس عمان

قداس افتتاح السينوس في كنيسة سيدة النعم - نيقوسيا

في قبرص

 

أما في قبرص، فقد افتتح القاصد الرسولي في القدس المطران أدولفو تيتو إيلانا، السينودس في مرحلته الأبرشيّة، وذلك خلال القداس الاحتفالي الذي ترأسه في كنيسة مريم العذراء "سيدة النعم" المارونيّة، بالعاصمة القبرصيّة نيقوسيا، وسط حضور جمع من الكهنة والرهبان والراهبات وأبناء الرعيّة.