موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
جانب من كنيسة القديس بولس الرسول خلال قداس التدشين (تصوير: أسامة طوباسي / أبونا)
ترأس الرئيس الأعلى لجمعية فرسان القبر المقدّس الكاثوليكيّة الخيريّة الكاردينال فرناندو فيلوني، مساء الخميس الموافق 12 أيار 2022، قداس تدشين كنيسة القديس بولس الرسول في منطقة الجبيهة، الواقعة شمال غرب العاصمة عمّان.
وشارك في قداس التدشين بطريرك القدس للاتين بييرباتيستا بيتسابالا، والنائب البطريركي للاتين في الأردن المطران جمال دعيبس، وبطريرك اللاتين المتقاعد فؤاد الطوال، والقائم بأعمال السفارة البابويّة المونسنيور ماورو لالي، وعدد من الكهنة، بحضور الحاكم العام لجمعية الفرسان ليوناردو فيسكونتي دي مادورني، وعدد من فرسان وسيدات القبر المقدّس، ولفيف من المؤمنين.
وبدأ القداس برفع الصلاة عند مدخل الكنيسة، تبعها رش المياه المقدسة.
وألقى كاهن الرعيّة الأب سامر مدانات كلمة ترحيب وشكر، ووصف فيها احتفال اليوم بأنّه فرح تحقّق الحلم بتدشين كنيسة القديس بولس الرسول بعد سنوات من التأسيس والعمل والبناء رافقها العناية الإلهيّة لتكون "بيتًا من بناء الله لا الإنسان، وبيت حبٍ وسلام يدخل إليه المتعبون والمرهقون من ضوضاء حياة العالم وضجيجه إلى حياة روحيّة مملوءة بالهدوء والصفاء". وقال: "إنّ فرحنا في هذا اليوم الكنسيّ المبارك لهو فرح عظيم إذ أننا نشكر الله تعالى على كل ما أصبغه علينا من نعم وعطايا".
ووجّه الأب كلمة تهنئة للمطران جمال دعيبس بمناسبة سيامته الأسقفيّة الأسبوع الماضي، كما وجّه التهنئة للملك عبدالله الثاني بمناسبة تسلّمه قبل أيام جائزة ’الطريق إلى السلام‘ التابعة لبعثة الكرسي الرسولي (الفاتيكان) في الأمم تقديرًا لدور جلالته في تشجيع الحوار والوئام بين الأديان، ولدعمه الواضح لمسيحيي الشرق. وقال: "ففي الوقت الذي رأينا فيه هدمًا وتدميرًا لكنائس السيد المسيح في بعض البلدان، فإنّنا نرى بناءً وتدشينًا لكنائس في وطن الهاشميين الرياديين".
كما رفع الشكر للبطريركيّة اللاتينيّة والتي لم تتوانَ عن رسالتها المقدّسة من أجل الحفاظ على الحضور المسيحي ولتعزيز انتمائه واستقراره في الأرض المقدّسة. ولكلّ الشخصيات التي دعمت لتولد هذه الكنيسة والذين "ترجموا إرادة السماء إلى واقع ملموس" في منطقة أردنيّة جميلة، ومكرّسة على اسم القديس بولس الرسول الذي يعلمنا أنّ الكنيسة هي جسد المسيح وأن كلّ مسيحي هو عضو في هذا الجسد المقدّس.
وقدّم الشكر لروح الأب إبراهيم بطارسة، وللأب لبيب دعيبس، الكاهن المؤسّس لرعيّة الجبيهة، والأب طارق أبوحنا الذي أكمل مراحل التأسيس، وللأب بطرس حجازين الذي أتمّ بأمانة ما بدأه الكهنة من قبله، ولروح الأب فارق البصير الذي ساهم في البناء الروحيّ للكنيسة، ولراهبات الورديّة اللواتي يعملنّ على خدمة النفوس في الرعيّة، وللمدرسة التي تقدّم كلّ جهد لتنميّة المواطن الصالح والمؤمن والطيب. كما وجّه الشكر لجمعية فرسان القبر المقدّس والتي ساهمت في بناء الكنيسة، خاصًا بالذكر ابن الرعيّة الفارس النائب عمر النبر، كما ولكلّ شخص لم يوفر مالاً وجهدًا وتعبًا ومحبة وخدمة لهذه الكنيسة.
وبعد إعلان الإنجيل المقدّس، ألقى الكاردينال فيلوني كلمة أشار فيها إلى أنّ تدشين الكنيسة هي لحظة مركزيّة في حياة الجماعة المسيحيّة، لأنها نابعة من رغبة الله بأن يكون مع شعبه وبينهم، ولأن مجد الله هو الإنسان المُصلي والجماعة المصليّة. وأوضح بأنّ المسيح كان لديه في حياته الأرضيّة علاقة قويّة مع أماكن الصلاة في الأرض المقدّسة.
كما أشار إلى أنّ السيد المسيح قد تحدّث عن أهميّة الهيكل الجديد وأن نكون نحن حجارة حيّة فيه، بالتالي فإنّ جمعية القبر المقدّس قد استجابة للحاجة الروحيّة والرعويّة المتزايدة للعائلات القاطنة في منطقة الجبيهة بأنّ تكون لديهم كنيسة تعمل على خدمتهم. ووجّه الشكر للملك عبدالله الثاني وللعائلة الهاشمية، وللسلطات المدنيّة، ولجميع الكهنة والرهبان والراهبات الحاضرين على غيرتهم الراعويّة وخدمتهم وشهادتهم للإيمان المسيحيّ في المجتمع الأردنيّ الحبيب.
هذا وبدأت مراسيم تدشين الكنيسة برفع طلبة القديسين، تلاها وضع ذخائر عدد من القديسين داخل الهيكل الجديد كعلامة على ارتباط الكنيسة المجاهدة على الأرض بالكنيسة المنتصرة في السماء. ومسح الكاردينال فيلوني الهيكل بالزيت المقدّس، كما قام البطريرك بيتسابالا والمطران دعيبس بمسح أعمدة الكنيسة الرئيسة بالزيت المقدّس. وأشعل البخور كعلامة على الحضور الإلهي، وألبس الهيكل بالأغطيّة، ووضع عليه الصليب وأضيئت الشموع كعلامة على نور السيد المسيح لكلّ العالم.
هذا وتابع القداس بالليتورجيّة الإفخارستيّة.
وقبل ختام القداس، ألقى البطريرك بيتسابالا ألقى كلمة شكر فيها الكاردينال فيلوني وجمعيّة فرسان القبر المقدّس على خدمتهم السخيّة لكنيسة الأرض المقدسة، وما الكنيسة الجديدة إلا دليل على رسالتهم في دعم حياة البطريركيّة اللاتينيّة ومشاريعها. كما وجّه كلمة تقدير لأبناء رعيّة القديس بولس الرسول في الجبيهة، وخاطبهم بالقول: "لولا دعمكم المستمرّ لم يكن لهذا المشروع أن يبدأ. ألف مبروك".
هذا وقدّم الكاردينال فيلوني حلّة القداس لكاهن الرعيّة كعلامة تذكير على روابط الشراكة والمحبّة مع جمعية فرسان القبر المقدّس. أمّا الأب مدانات فقدّم من جهته، باسم أبناء الرعيّة، هدايا تذكارية للآباء المؤسّسين لبيب دعيبس وطارق أبو حنا. وفي النهاية مُنحت البركة الختاميّة.