موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٢٩ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٥
الكاردينال غوجيروتي يشارك في لقاء مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في سورية

أبونا وإعلام بطريركية السريان الكاثوليك :

 

عقد مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في سورية، صباح يوم الثلاثاء الموافق 28 كانون الثاني 2025، لقاءً شارك به رئيس دائرة الكنائس الشرقيّة في الفاتيكان، الكاردينال كلاوديو غوجيروتي، وذلك ضمن الزيارة التي يقوم بها نيافته إلى سورية مندوبًا عن قداسة البابا فرنسيس.

 

وشارك في اللقاء الذي عقد في مقرّ مطرانية حمص للروم الملكيين الكاثوليك، بطريرك الروم الملكيين يوسف العبسي، وبطريرك السريان الكاثوليك إغناطيوس يوسف الثالث يونان، وسفير دولة الفاتيكان في دمشق الكاردينال ماريو زيناري، وأمين سرّ دائرة الكنائس الشرقيّة المطران ميشال جلخ، والأساقفة أعضاء المجلس، وعدد من الكهنة من الأبرشيات الكاثوليكيّة في حمص.

 

 

الكاردينال غوجيروتي

 

ونقل الكاردينال غوجيروتي في كلمته للحضور "تحيّة البابا فرنسيس وصلاته ومحبّته، وهي محبّة تشمل جميع المسيحيين، لاسيّما الكاثوليك في البلاد". وأشار إلى أنّ الدبلوماسيّة الفاتيكانيّة تعمل على أن تكون سورية حرّة ومستقرّة، وأن تسود فيها المساواة بين الجميع لا الإملاءات الخارجية.

 

وقال رئيس دائرة الكنائس الشرقيّة في الفاتيكان: "نصيحتي لكم أن تحافظوا على هويّتكم التي هي أهمّ بكثير من العدد. إنّنا نعلم كم عملتم جاهدين خلال هذه السنوات العجاف، ونحن على يقين أنّكم ستستمرّون بمسيرة التنمية والعطاء تجاه أبنائكم".

 

وطلب نيافته من المشاركين أن يقبلوا "الواقع كما هو، دون حماس زائد ودون لا مبالاة، لكن بالتروّي في التعاطي تجاه المستجدّات، فعلينا أن نفعل الخير المتجسّد دون أن نذيع ذلك، وستأتي دون شكّ الأيّام كي نحتفل مع شعبنا. نحن في أزمنة بناء الأساسات في البيت الواحد، وهذه الأساسات لا تُرى عادةً بالعين المجرّدة. سنعود إلى روما وقلبنا مفعَم بالرجاء، وسنُعلِم قداسة البابا بكلّ ما سمعنا ورأينا، وبأنّ الكنيسة الكاثوليكية في سورية تعيش بروحانية العائلة الواحدة".

 

ونوّه إلى أنّه "ليس سهلاً أن نجد صوتًا يوحّد الجميع، لا بالأمس ولا اليوم، إنّما حين نكون معًا نشكّل وحدة كبيرة وقويّة. لذا ندعوكم لتتذكّروا وتحافظوا على اليقين بأنّنا معًا، ونحن لسنا معكم، بل نحن أنتم. ورغم اختلاف المهام فيما بيننا، إلا أنّ همّنا هو واحد: إعلان الإنجيل وخدمة الأسرار والتنشئة المسيحية. فليبارك الرب أعمالكم، وليساعدنا في دعمكم بالكلام وبالمادّيات لمساندة خدمتكم".

 

 

البطريرك يونان

 

وألقى البطريرك يونان كلمة شكر فيها الكاردينال غوجيروتي على زيارته، محمّلاً إيّاه مشاعر الشكر والامتنان إلى قداسة البابا فرنسيس الذي أوفده ليؤكّد محبّته وتضامنه مع الكنيسة والمؤمنين في سورية. ونوّه إلى أنّ "الكنيسة الكاثوليكيّة مدعوّة كي تكون معاصرة وخادمة في آنٍ معًا، معاصرة أي تعرف أن تتكيّف مع الظروف الحاليّة، وهي مدعوّة أيضًا للخدمة.

 

وشدّد على أهميّة أن يكون الخطاب الكنسيّ واحدًا، "فالآخرون الذين لا يشاركوننا إيماننا، أكان هنا في سورية أو في العراق، ينظرون إلينا كمسيحيين وليس كطائفة خاصّة، لذا علينا أن نعرف كيف نكون شهودًا لهذه الوحدة المسيحيّة. ليس لدينا أكثرية مسيحيّة وأقلية مسيحيّة، ونحن نعاني جميعًا هذا الإفراغ والفراغ والتهجير الذي يحصل لنا، لاسيّما بين الشباب". وقال غبطته: "رجاؤنا أن نعيش حقيقةً هذه الوحدة، وأن نكون شهودًا للحقّ بالمحبّة، بقلب واحد وصوت واحد.

 

 

البطريرك العبسي

 

وأعرب البطريرك العبسي عن فرحه "بهذا اللقاء الذي يجسّد المحبّة الأخويّة والوحدة التي تجمع البطاركة والأساقفة في خدمة المؤمنين في سورية في هذه الظروف الصعبة"، مثمّنًا "زيارة الكاردينال غوجيروتي التي تشكّل تعبيرًا حيًّا عن قرب قداسة البابا فرنسيس ومحبّته وعنايته الخاصّة بالكنيسة والمؤمنين في هذا البلد"، سائلاً "الله أن يبارك هذا اللقاء لخير الكنيسة والمؤمنين في سورية.

 

ثمّ كانت هناك مداخلات عديدة ونقاشات مستفيضة عرضت واقع الحال في مختلف الأبرشيات والرعايا في سورية، وتحدّيات الخدمة في خضمّ الأوضاع الراهنة، وأفضل السبل لتأمين الخدمة الروحية والراعوية للمؤمنين على الأصعدة كافّةً، لما فيه تعزيز الشهادة للرب يسوع في هذه الأرض المباركة. وفي الختام، رفع الجميع صلاة الشكر في الكنيسة، ضارعين إلى الرب أن يبارك سورية والكنيسة والمؤمنين فيها.