موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
قام الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، بأولى زياراته إلى قبرص بعد انتخابه كاردينالًا. استمرت الزيارة من يوم السبت 14 كانون الأول ولغاية يوم الأحد 15 كانون الأول 2024، حيث شارك غبطته الحياة الرعوية للجالية الكاثوليكية المحلية واحتفل بالقداس، بمشاركة النائب البطريركي في قبرص المطران برونو فاريانو، مع المؤمنين من مدن كيرينيا ونيقوسيا وفاماغوستا ولفكا.
أشرف غبطته على الدورة الأولى في علم اللاهوت والمنظمة من قبل مركز القديس برنابا للتنشئة المسيحية، وهي مبادرة جديدة أطلقها النائب البطريركي في قبرص تحت رعاية غبطة الكاردينال. تستمر الدورة لمدة ثلاث سنوات وتهدف إلى تقديم تعليم لاهوتي أساسي للعلمانين، مما يعزز إيمانهم وفهمهم للتعاليم الكاثوليكية. وتتوفر الفصول الدراسية أيضًا أونلاين عبر تطبيق الزووم، مما يتيح للطلاب في المناطق النائية الحصول على التنشئة المسيحية بسهولة.
في جلسة صباحية أقيمت في نيقوسيا، حضر 45 طالبًا من مختلف المدن، بينما شارك العشرات عبر الإنترنت. وفي حديثه إلى الطلاب، عبّر الكاردينال عن سعادته بمشاهدة بدء هذه المبادرة الفريدة من نوعها في قبرص. وأكد على أهمية التكوين اللاهوتي للعلمانين، قائلاً: "الإيمان يبنى على الخبرة الشخصية والفهم اللاهوتي معًا، ومن المهم تلقي تعاليم لاهوتية ثابتة تساعد على ترسيخ الإيمان بكلمة الله الثابتة، وليس على المشاعر العاطفية فقط". وأضاف أن دراسة اللاهوت ليست مقتصرة على الإكليروس، بل هي جزء أساسي من الرحلة الروحية لجميع المؤمنين، لأنها تعلمهم كيف يعيشون ويتخذون قرارات يومية أفضل وفقًا لإيمانهم. وقد لقيت كلمات الكاردينال صدى عميقًا في نفوس المشاركين، الذين عبّروا عن تقديرهم وحماسهم للحصول على دورات تعليمية من شأنها تعميق فهمهم للإيمان ومساعدتهم في مسيرتهم الأرضية نحو الملكوت.
في المساء، أقيمت جلسة أخرى قرب كنيسة الصليب المقدس في نيقوسيا، بحضور 34 طالبًا. ركزت الجلسة الأولى لهذا الفصل الدراسي على طرق قراءة الكتاب المقدس، خاصة من خلال "القراءة الربانية"، مع دراسة خاصة لسفر الرؤيا، قدمها الأب بطرس أولاس، الذي يحمل شهادة دكتوراة في اللاهوت.
يوم الأحد، ترأس غبطته القداس الإلهي في مدينة نيقوسا، بمشاركة المطران فاريانو، ورئيس أساقفة قبرص للموارنة المطران سليم صفير، والقائم بأعمال السفارة البابوية في قبرص المونسنيور جورجي تشيزا، والنائب البطريركي في الجليل المطران رفيق نهرا، وكاهن رعية نيقوسيا والأب ثيودوروس بيتا هيرديستيان، إلى جانب عدد من الكهنة والرهبان من مختلف مدن قبرص، وعدد من السفراء.
في عظته، عبّر البطريرك بيتسسابالا عن سعادته بالتواجد بين مؤمني قبرص، مؤكدًا أنهم جزء أساسي من أبرشيّة القدس. وقال: "أبرشية القدس كبيرة جدًا، لكن ما يوحدنا هو السيّد المسيح. بالرغم من وجود العديد من الانقسامات في العالم، إلا أننا نظل متحدين بإيماننا في المسيح؛ يبقى كل منا فريدًا بذاته، لكننا كنيسة واحدة". كما أشار غبطته إلى الحضور الكاثوليكي في قبرص، معبرًا عن رغبته العميقة في رؤية المزيد من الروابط بين جميع أجزاء أبرشية القدس.
مُتأملاً في قراءة الإنجيل للأحد الثالث من زمن المجيء، ركز غبطته على شخصية المعمدان وعلى كيفية إجابته لسؤال العديد من الفئات: "ماذا يجب علينا أن نفعل؟" مشيرًا إلى أن المعمدان لم يطلب منهم أن يصنعوا المعجزات، بل أن يكونوا أمنين في حياتهم اليومية، ونحن كمسيحيين مدعوين إلى أن نعيش اليوم وهنا بحسب تعاليم الكتاب المقدس التي تسمح لقوة الله وقدرته أن تعمل فينا.