موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٢٧ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢٤
الكاردينال بارولين: تعددية الأطراف تواجه اليوم أزمة
ويدعو إلى إيجاد صيغ للتوصل إلى السلام

فاتيكان نيوز :

 

استضافت الجامعة الغريغورية الحبرية بالعاصمة الإيطاليّة روما مؤتمرًا بعنوان "الوساطة البابوية كآلية لتعزيز السلام" وذلك لمناسبة مرور أربعين عامًا على التوقيع على معاهدة السلام بين الأرجنتين وتشيلي بشأن قناة بيغل. من بين المشاركين في اللقاء أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين الذي سلط الضوء على الحاجة لإعادة اكتشاف الثقة المتبادلة والعمل معًا من أجل الصالح العام.

 

وهدف المؤتمر إلى التفكير بالإنجازات التي تحققت، ونتائجها الدائمة، بفضل الوساطة البابوية، لأربعة عقود خلت، في وقت كان يوجد فيه البلدان الأمريكيان الجنوبيان على شفير الحرب، وقد أفلحت الجهود في التوقيع على معاهدة سلام وصداقة بين بوينوس أيريس وسانتياغو.

 

وسلط الكاردينال بارولين الضوء في مداخلته على أهمية جهود الوساطة التي يقوم بها الكرسي الرسولي على صعيد حل النزاعات وذلك من خلال العمل الدبلوماسي. وقال إن هذا النشاط تم بصمت في بلدان وأزمنة مختلفة. وأكد أن ثمة أبعادًا ثلاثة هامة من أجل حل الصراعات: تعزيز الحوار، ممارسة تعددية الأطراف، والبحث عن أدوات تساعد على بلوغ السلام. واعتبر أن هذا اللقاء لا يهدف فقط إلى إحياء هذه الذكرى بل إلى تسليط الضوء على التعاليم التي تركها لنا هذا الاتفاق بالنسبة للحاضر والمستقبل.

 

ولفت المسؤول الفاتيكاني إلى أن الدرس الأول الذي تعلمناه من هذا الاتفاق هو أنه تفادى حربًا كانت ممكنة بين الأرجنتين وتشيلي وأدى إلى قيام تعاون مشترك بين البلدين، مضيفًا أن هذا التعاون نما وما يزال ينمو وقد شمل قطاعات عدة. والمعاهدة تشكل مثالاً على حل النزاعات، خصوصًا في عالمنا اليوم، حيث تكاثرت الحروب ولا بد من البحث عن صيغٍ تسمح بالتوصل إلى حلول. من هذا المنطلق قال بارولين إن للاتفاق المذكور بعدًا حاضرًا ومستقبليًا، وتوقف عند الأزمة التي تواجه اليوم مبدأ تعددية الأطراف.

 

وأشار إلى أنه توجد في العالم اليوم مشاكل عالمية كثيرة، وهي تتطلب حلولاً عالمية، وهذا الأمر لن يتحقق بدون تعاون الجميع. وذكّر بكلمات البابا فرنسيس الذي قال إن مبدأ تعددية الأطراف يواجه اليوم أزمة، مضيفًا أن الأشخاص والبلدان تعتبر أنفسها منافسة وصولا إلى حد العداوة. لذا لا بدّ من تخطي هذه المواقف وإعادة اكتشاف الثقة المتبادلة والعمل معًا من أجل المصالح المشتركة. وعاد نيافته ليؤكد أنه مع غياب الثقة والتعاون وتعددية الأطراف ومشاركة الجميع لا يمكن التوصل إلى حلول للمشاكل الراهنة في عالمنا اليوم.