موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
المطران كلاوديو لوراتي يمنح بركته الأسقفية الأولى
ترأس عميد مجمع الكنائس الشرقيّة في الفاتيكان الكاردينال ليوناردو ساندري، مساء الجمعة 30 تشرين الأوّل اكتوبر، قداس السيامة الأسقفية للأب كلاوديو لوراتي الكمبوني، النائب الرسولي للاتين في مصر، وذلك في كنيسة القديس يوسف، وسط العاصمة المصرية القاهرة.
وشارك في الرسامة الأسقفيّة بطريرك الأقباط الكاثوليك الأنبا إبراهيم اسحق سدراك، وبطريرك الروم الملكيين الكاثوليك يوسف عبسي، وبطريرك القدس للاتين بييرباتيستا بيتسابالا، وسفير الفاتيكان بمصر المطران نيكولا تيفنان، ولفيف من الأساقفة والكهنة من مختلف الكنائس الكاثوليكيّة، ورهبان وراهبات من مختلف جمعيات الحياة المكرّسة، وحشد من الشخصيات العامّة والمؤمنين.
وبعد إعلان الإنجيل المقدّس، رنمّت الجوقة نشيد استدعاء الروح القدس (Veni Creator Spiritus)، ليتمّ من بعدها قراءة مرسوم التعيين الصادر عن قداسة البابا فرنسيس في 6 آب الماضي. وألقى عميد مجمع الكنائس الشرقية عظة استهلها معلقًا على مقولة القديس بولس الرسول ’تكفيك نعمتي‘، وقال للأسقف الجديد إن هذا الكلام هو سيرافقك، وستتبناه في عملك.
وتطرّق نيافته لشعار الأسقف الجديد وهو ’اطلبوا ملكوت الله أولاً‘. وتحدّث عن خلفية المطران المعيّن الكومبونيّة، ذاكرًا كيف كان القديس دانيال كومبوني مؤمنًا برسالته ومدافعًا عنها ومندفعًا في أدائها في كلّ الأوقات. واستذكر كذلك هروب العائلة المقدسة إلى مصر، وقال: بأنّ هذا سيكون جزءًا من حياتك بمواجهة الصعوبات، لكنك باتكالك على الله سوف تنجح في مساعيك الخيّرة والنبيلة.
عميد مجمع الكنائس الشرقيّة في الفاتيكان الكاردينال ليوناردو ساندري
وبدأت مراسم السيامة الأسقفية بإجابة المتقدّم على الأسئلة التي وجّهها مترئس الاحتفال؛ بأن يكون مستعدًا لأداء رسالته الموكلة له بأمانة وثبات، وأن يحافظ على وديعة الإيمان، وأن يبقى متحدًا مع الكنيسة تحت سلطة خليفة بطرس الرسول، وأن يكون أبًا مخلصًا لشعب الله، ومرِّحبًا ورحيمًا بالفقراء والمحتاجين، وأن يبحث عن الخراف الضالة، وأن يصلي بلا انقطاع من أجل شعب الله.
وبعد رفع طلبة القديسين، علامةً على اتحاد الكنيسة السماوية مع الأرضيّة، وضع مترئس الرسامة، عميد مجمع الكنائس الشرقية في الفاتيكان، تلاه الأساقفة المشاركون، أيديهم على رأس الأسقف المعيّن، وليُمسح من بعدها بزيت الميرون المقدس، وليُسلّم الكتاب المقدس (كعلامة على أنّ الكرازة بكلمة الله هي واجب الأسقف الأساسي)، بالإضافة إلى تسلمه رموز الأسقفيّة (الخاتم، عصا الرعاية والتاج).
واستكمل القداس الإلهي بالليتورجيّة الإفخارستية. وقبل ختامه، جال النائب الرسولي الجديد للاتين في مصر، أرجاء الكنيسة مانحًا بركته الأسقفيّة الأولى للمشاركين. وألقى رئيس مجلس البطاركة والكاثوليك في مصر البطريرك إبراهيم اسحق، رحّب فيها بالمطران الجديد في المجلس، داعيًا من الرب أن يفيض عليه كل النعم لكي ترافقه في رسالته الجديد في مصر. كما ألقى الخادم الإقليمي للرهبان الفرنسيسكان في مصر الأب مراد مجلع كلمة شكر باسم النيابة اللاتينية بمصر.
وألقى المطران كلاوديو لوراتي كلمة مقتضبة، شكر فيها الجميع على حضورهم في احتفال رسامته الأسقفية، كما ومن أجل من شاركوا عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي. وأشار إلى أنه أجاب على خبر تعيينه نائبًا رسوليًا بـ"نعم" مع ثقة كاملة بمعونة الرب. وطلب سيادته الصلاة من أجله لكي يساعده في رسالته، وأن يساعد جميع الذين يعملون في النيابة الرسوليّة اللاتينية، كي تكون مكرسّة بشكل كامل لخدمة الإنجيل ولخدمة شعب الله ولخدمة الكنيسة المقدسة.
وانتهى القداس الإلهي بمنح البركة الختاميّة.
يُشار إلى أن المطران كلاوديو لوراتي من مواليد مدينة كومو، شمال إيطاليا، في 21 شباط 1962. التحق برهبنة الآباء الكومبونيان لقلب يسوع، حيث درس الفلسفة واللاهوت، وفي عام 1985 أبرز نذوره الرهبانيّة المؤقتة. حصل على شهادة البكالوريوس في اللاهوت، من كلية تانغازا الجامعية في العاصمة الكينية نيروبي، وأبرز نذوره الرهبانيّة الدائمة في 27 آذار 1989. تمّت سيامته الكهنوتيّة في 23 كانون الأول 1989، في مدينة ليبومو (كومو) الإيطاليّة.
أنهى تنشأته في "إدارة الأصول"، في دورة نظمها إتحاد الرهبانيات (C.N.E.C). كرّس سنواته الكهنوتية للصحافة الإرساليّة، وفي عام 1995 تم إرساله إلى جنوب السودان (حاليًا). من عام 1997، نُقل إلى مصر، وكلّف بمهام رعوية حتى تعيينه نائبًا لرئيس مفوضية رهبنة المرسلين الكومبونيين في عام 1999، ثمّ أصبح بعدها رئيسًا من عام 2002 إلى عام 2007. حيث عُيّن وكيلاً ماليًا عامًا لرهبنة المرسلين الكومبونيين في روما. عيّنه قداسة البابا فرنسيس في 6 آب 2020، نائبًا رسوليًا جديدًا للنيابة الرسوليّة اللاتينية بالإسكندرية، خلفًا لمثلث الرحمات المطران عادل زكي.