موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٢٣ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٠
الراهب رفائيل تيم الفرنسيسكاني يُسام كاهنًا في الناصرة لحراسة الأرض المقدسة
وموقع أبونا يهنىء...

أبونا :

 

ترأس رئيس أساقفة أبرشية عكا وحيفا والناصرة وسائر الجليل للروم الملكيين، المطران يوسف متى، قداس وسيامة الراهب رفائيل تيم الفرنسيسكاني، من بلدة عبلين بالجليل، كاهنًا في حراسة الأراضي المقدسة، وذلك يوم الأربعاء الموافق 21 تشرين الأول، في بازيليك البشارة، بمدينة الناصرة.

 

وشارك في السيامة الكهنوتيّة، التي أقيمت بحسب الطقس البيزنطي، حارس الأراضي المقدسة الأب فرانشيسكو باتون، والنائب البطريركي للاتين في الناصرة الأب حنا كلداني، والنائب العام لأبرشية الروم الكاثوليك الأب الياس العبد، وكاهن رعية الروم الكاثوليك في عبلين الأب مارون طنوس، وكاهن رعية اللاتين في الناصرة الأب مروان دعدس، ولفيف من الكهنة والرهبان، بحضور عائلة الكاهن الجديد والمؤمنين.
 

وبعد إعلان الإنجيل المقدس، ألقى المطران يوسف متى عظة، قال فيها: "جئت يا رفائيل إلى هذه الكنيسة اليوم، بيتك الفرنسيسكاني، لتصبح كلمة وحكاية الله ونوره للناس. لأنك على مثال المختارين قبلاً، ستكون حاملاً لرسالة الله إلى بني البشر إخوتك وشعبك، وتكلّمهم وتقول لهم: ’هكذا قال السيد الرب‘. فأنت لأجلهم تقدّس ذاتك اليوم، على مثال المسيح في خطابه الوداعي الأخير، بعد أن أسّس خدمة العشاء، الذي نقيمه اليوم في احتفال سيامتك الكهنوتية المقدّسة، والتي منحك من خلالها هذه النعمة الإلهيّة لتصبح مسيحًا آخر على الأرض".

 

وتساءل: "وماذا يعني أن تكرّس ذاتك للخدمة؟"، ليجيب سيادته: "يعني أن تعتني بالنفوس في كل احتياجاتها، الروحيّة أولاً، والمعنوية والمادية، بالتعليم والصلاة، ليروا من خلالك المسيح، وليس آخر سواه. ولا تنسى أنك بشخص الرئيس الذي يمثّل هذه العائلة الفرنسيكانية، الأب باتون، تقدمت بإرادتك بالطاعة والفقر والعفّة، لتكون مكرسًا أمينًا له، وفقط له، أي المسيح. فليس كائن أقرب إليك منه، فهو ملجأك في الضيقات، ونورك وقائدك في هذه الخدمة. لأنه قال: تعلموا مني فإني وديع ومتواضع القلب. لقد كرّس نفسه لأجلك ولأجلنا، فلنتكرّس له بالحق والنور والمعرفة الصحيحة، في المعاملة الحسنة، وفي صفات الأخلاق الحميدة التي في المسيح يسوع. لأننا على طريقه نقدر أن نسير؛ لأني أستطيع كل شيء بالمسيح الذي يقويني".

 

وأضاف: "الأخ رفائيل، في هذا الزمن الذي نمرّ فيه، كما والعالم أجمع، تبقى كلمة يسوع معنا إلى الأبد: لا تخافوا! أنا معكم. تقف بمخافة اليوم أمام الله كخادم جديد لمذبحه المقدس على مثال الرسل القديسين الذين بهم أعطى السلطان لك ولكل كاهن. والذين سألوه يومًا وقالوا: قد تركنا كل شيء وتبعناك، فماذا يصير لنا؟ وأنت اليوم تسله نفس السؤال فيجيبك قائلاً: لقد استفاق اليوم في وقت التجديد هذا، في زمن الصعوبات، لتكون ميلادًا جديدًا في ظل هذه الأزمة التي نمرّ بها، وفي هذه الرهبانية التي احتضنتك، وهي على مثال مؤسسها الذي، بنعمة الله، رمّم الكنيسة. وليكن الرب الإله وحده إلهًا لك ولغيرك من الأخوة والكهنة الذين يشاركونك اليوم في هذا الكهنوت المقدس. ومنكم جميعًا أحبتي، يأتي الأمل الجديد لنا، والرجاء، لأن الله هو الذي يعطي الرجاء. هو الرب الإله الذي يكلمك بالفهم، لأن الفهم هو النار التي من الروح القدس، الذي سيحلّ عليك بوضع يدي".

وتابع المطران يوسف متى في عظته: "لن يلهمك الروح القدس إن لم تتكل وتتكلّل بالتواضع على مثال سيدك، لأن محرقة الخطايا هو. اتصف بلطف الكلمة على مثال السيد المسيح الوديع، لتجد راحة لنفسك. ولا تخف، حتى وإن كان جسدك مُلقىً في هذا العالم، بين الأرقام والحسابات وأمور الدنيا، لكنك لست من العالم، لأنك تحمل المسيح في يديك. فانتبه لكي لا تجعل ’بيت أبي‘ مغارة لصوص، بل بيت صلاة. اعكف على عملك عكوفك على الصلاة، لأنّ فيها القوة والثبات في المسيح، فأنت مدعو لكي تكون على مثاله. ولازم كل يوم البساطة، والتصق بوداعته في معاملاتك، وكنّ حذرًا في اختياراتك لألا تزل قدمك".

 

وأضاف: "كن دائمًا في الحقّ والحقيقة مهما تقلبت الأمور، لأن الحقيقة هي من الرب يسوع المسيح الذي قال: قولوا الحق ولا تخافوا. والحقيقة ليس وقفًا على أحد، والفهم ليس حكرًا على أحد. وقد أقمناك اليوم، وسط هذا الهيكل، سيدًا وأبًا وراعيًا ومعلمًا ومخلصًا لجميع النفوس التي تحتاج إليك، لأن قولك مطاع بالمحبّة الإلهيّة. هذا القطيع الذي يصرخ في حاجته إلى الرب، في ظل هذه الظروف التي نحن فيها. كن أمينًا على الوديعة التي سنضعها اليوم، لأنك ستؤدي حسابًا عنها. رفائيل، هذا الملاك الأمين على رسالة السماء هو حاضر في خدمة العرش السماوي، هو الشافي، هو المعين. هذا هو شفيعك، فاتخذه مثالاً وقدوة لك، نورًا يضيء لك في الظلمات، لتعبر مع المسيح إلى برّ الأمان". وخلص إلى القول: "اذهب، والتمس وجه المسيح في كل وجه، لأن المسيح هو الكلمة والإنسان، الموجود في كل إنسان. اذهب لأنّ العالم كله هو رعيتك".

رتبة السيامة

 

وتمّت الرسامة الكهنوتيّة بحسب الطقس البيزنطي. فبعد الدورة حول الهيكل المقدس، شارك بها الاشبينان الأب أمجد صبارة والأب إبراهيم فلتس، ركع الأب رفائيل على ركبتيه متقدّمًا إلى سرّ الكهنوت، ليقوم المطران يوسف متى، وهو يضع يديه على رأس المتقدّم، بتلاوة صلوات السيامة وحلول الروح القدس. من بعدها، وشّح الكاهن الجديد بالحلة الكهنوتية، ردّد خلالها المطران والخورس والشعب كلمة "آكسيوس"، أي "مستحق"، وعلت للوقت أصوات الزغاريد والتصفيق والهتافات.

 

وقبل ختام القداس، قدّم الكاهن الجديد الأب رفائيل تيم كلمة شكر فيها جميع من رافقه في مسيرته المسيحية في بلدته عبلين أولاً، ومن ثم في مسيرة تنشئته الرهبانيّة والكهنوتيّة في رهبنة الأخوة الأصاغر الفرنسيسكانية. وبعد نهاية القداس الإلهي تقدم الحضور بالتهاني للكاهن الجديد.

 

الأب رفائيل تيم، نبارك لك بالرسامة الكهنوتية في حراسة الأراضي المقدسة الفرنسيسكانية، مع بقائك عضوًا في إكليروس كنيسة الروم الكاثوليك العزيزة في الجليل. ألف مبروك وإلى الامام على درب خدمة الرب وشعبه في الأرض المقدسة.