موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٢٥ مايو / أيار ٢٠٢٤
الجامعة الكاثوليكية في أربيل بذرة للأمل

ترجمة شفق نيوز :

 

سلط موقع "ريجيستر" الأمريكي المتخصص بالشؤون الكاثوليكية، الضوء على التجربة التي يمثلها مشروع الجامعة الكاثوليكية في أربيل، وكيف يساهم في منع استمرار الهجرة المسيحية، خصوصًا بعد جرائم الابادة التي ارتكبها تنظيم داعش قبل نحو 10 سنوات، مشيرًا إلى أن الجامعة كانت بمثابة "بذرة الأمل" بالنسبة للمكوّن المسيحي وللعراق.

 

بداية، قال التقرير الذي ترجمته وكالة شفق نيوز؛ أن المسيحيين واجهوا على مر التاريخ تحديات كبيرة تتمثل في الاضطهاد وحاولوا البقاء في بلدهم وبلد اجدادهم، إلا أن تنظيم داعش كان مدمرًا لهم وحياتهم وسبل عيشهم، وزرع الخوف إزاء امكانية العيش حياة كريمة واضطر كثيرون إلى الهجرة، ولم يتبق منهم الآن سوى أقل من 250 ألف نسمة.

 

إلا أن التقرير قال أن رئيس أساقفة أربيل للكلدان بشار وردة لم يرضى بأن تنتصر الكراهية وتشهد بذلك على نهاية المسيحية في العراق، مضيفًا أنه برغم الظلام فإنه كان "يزرع بذرة أمل" كبيرة لهؤلاء الذين خسروا تعليمهم، مشيرًا إلى أن هذه البذرة زرعت في عنكاوا، والتي ستؤمن ثمارًا رائعة بالنسبة لمستقبل المسيحية في العراق.

 

وأشار التقرير إلى أن المطران وردة زرع البذور في عنكاوا، حيث كان التعليم والصحة من أهم العناصر الأساسية بالنسبة له، والتي تعتبر من نقاط القوة القديمة بالنسبة لمسيحيي العراق، حيث كانت هناك حاجة إلى إقامة مدارس، وكانت الجامعة الكاثوليكية في أربيل بمثابة منارة ساطعة، مشيرًا إلى أن اسم الجامعة كان جريئًا بدرجة ما بالنسبة إلى بلد مسلم، إلا أن رئيس الأساقفة كان يتمتع بشجاعة في قناعاته ورؤيته ودبلوماسيته الحازمة لكي ينجز ذلك.

 

وأوضح التقرير أن مجلس الأساقفة الايطاليين قد قدّم الأموال اللازمة إلى المطران وردة لإقامة الجامعة التي تأسست في العام 2015 وهي خطوة لم تكن سهلة، حيث كان المطران مضطرًا إلى الحصول على  العديد من التصاريح من الوزارات والحكومة لتنفيذها، بينما كان هدفه الأساسي والاستراتيجي هو ألا يضيع الشباب النازحين فرصة حصولهم على التعليم، لأنهم في حال خسروا هذه الفرصة، فإنهم يتوجهون ايضا الى الشتات.

 

وفي إشارة إلى التحديات المتمثلة في تأمين الأموال لدعم الطلاب بعدما دمر داعش سبل عيش المسيحيين وغيرهم في المنطقة، قال التقرير إنه جرى جمع الأموال من خلال مؤسّسة "عون الكنيسة" لدعم المنح الدراسية عبر "برنامج البابا فرنسيس للمنح الدراسية"، بالإضافة إلى مجلس الأساقفة الايطاليين، وعبر هيئة التبادل الأكاديمي الألمانية، ووزارة الخارجية الأمريكية، إلى جانب مؤسسة "فرسان كولومبوس".

 

ولفت التقرير إلى "بيئة مسيحية الرائعة" وإلى التكوين الشامل للأديان في الجامعة، والتركيز على اللغة الانجليزية ما يتيح للطلاب فرصة العمل مع الشركات العالمية في أربيل، مضيفًا أن الطلاب أصبحوا أكثر ثقة بشأن مستقبلهم في العراق، وأكثر استعدادًا للتعبير عن أنفسهم من خلال قصص حياتهم وأفكارهم حول كيفية أن يساهموا في تحقيق عراق أفضل.

 

ونقل التقرير عن الطالب محمد، وهو مسلم، قوله "أحب الجامعة بسبب المكونات العرقية المختلطة، وحرية التعبير، والتعليم المتطور"، بينما قال الطالب الايزيدي الماس أن الجامعة "مجتمع مختلط، ونحن ننسى ماضينا ونتعلم أمورًا جديدة يوميًا عن المكونات العرقية الأخرى، ونتعلم من ثقافة بعضنا البعض".

 

كما نقل عن الطالب الكلداني رولان، قوله "يمكنني نيل فرص عمل في المستقبل، ويمكنني مساعدة البلاد من خلال تطوير مهارات جديدة في المجتمع"، بينما قال الطالب الكاكائي ايديان، أن "المحاضرين رائعون معنا، ويشجعوننا على التقدم".

 

وذكر التقرير أن كثيرين عانوا من وحشية داعش، وخصوصًا الايزيديين، الذين تعرضوا للاضطهاد الوحشي على يد داعش، مشيًرا إلى أن الشباب تطوعوا بحماسة من أجل مساعدة اللاجئين في العام 2014.

 

وأشار التقرير إلى أن المسيحية جاءت إلى هذه المنطقة في القرن الأول، ولفت إلى أن العائلات المسيحية الكلدانية البالغ عددها 8 آلاف عائلة بالاضافة الى كنائس مسيحية أخرى، تحصل على الدعم من 20 طالب لاهوت و6 كنائس، و4 مدارس، ومستشفى كاثوليكي، بالإضافة إلى الجامعة الكاثوليكية في اربيل، وذلك الى جانب رئيس أساقفة المصمم على ضمان صمودهم احياء.

 

وختم التقرير بالقول إنه في ظل اقتراب الذكرى السنوية العاشرة لتأسيسها ومع وجود 11 برنامجًا جامعيًا مرتبطًا بشكل كبير بسوق العمل، هناك 590 طالبًا (24٪ مسلمون، 14٪ ايزيديون)، 59٪ منهم من النساء، يمكن وصف الجامعة الكاثوليكية باعتبارها المؤسسة الوحيدة في العراق حيث يختلط فيها أصحاب الأديان المختلفة في ظل مساواة كاملة، مضيفًا أن هذه الثقة والتربية أحدثت فرقًا كبيرًا بين الشباب من كافة الأديان، ومكنتهم من الحوار سوية والاستمتاع بالأنشطة معًا وتعزيز الرهان بالمستقبل. وأكد التقرير ان الجامعة الكاثوليكية تعتبر أحد المشاريع الرئيسية للحفاظ على المسيحية في العراق.

 

لكن التقرير نبه إلى أن الطلاب لا يزالون بحاجة إلى جهات مانحة لتأمين لتعليمهم وإقامتهم، ومع ذلك، فإن الجامعة تمثل "قصة نجاح خرجت من ظلمة داعش وشرها المطلق". ونقل التقرير عن المطران وردة قوله "إذا غادرنا فمن سيأتي بالمسيح الى العراق؟ ومن سيكون نور المسيح للناس هنا، إن لم نكن نحن؟".