موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٢ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٤
الجامعة الأميركية في مادبا صرح علمي يعزز مسيرة التعليم العالي في الأردن
الأستاذ الدكتور مأمون عكروش، رئيس الجامعة الأميركية في مادبا

الأستاذ الدكتور مأمون عكروش، رئيس الجامعة الأميركية في مادبا

الجامعة الأميركية في مادبا :

 

في سعيها المتواصل لتحقيق التميز الأكاديمي، تبرز الجامعة الأميركية في مادبا كوجهة تعليمية رائدة في الأردن، وهي جامعة مرخصة من مجلس التعليم العالي الأردن، ومعتمدة من هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي وضمان جودتها بالإضافة الى أنّها حاصلة على ترخيص من هيئة التعليم العالي في ولاية نيوهامبشير الأمريكية، تقدم الجامعة لطلبتها تجربة تعليمية عالمية المستوى.

 

في حوارنا مع الأستاذ الدكتور مأمون عكروش، رئيس الجامعة، سنتعرف إلى أبرز ما يميز هذه المؤسسة التعليمية، وكيف تساهم في بناء جيل من الخريجين القادرين على المنافسة في سوق العمل العالمية.

 

 

الأستاذ الدكتور عكروش، شكراً جزيلاً لك على استضافتنا اليوم، بداية، هل يمكنك أن تقدم لنا لمحة عامة عن الجامعة الأميركية في مادبا، وما الذي يميزها في الأردن؟

 

الجامعة الأميركية في مادبا هي مؤسسة تعليمية خاصة غير ربحية، تأسست عام 2005 من قبل البطريركية اللاتينية في القدس لتعزيز مسيرتها الروحية والانسانية والتعليمية عبر أكثر من 160 عامًا من العطاء في قطاع التعليم، تكللت اليوم بتقديم جامعة متميزة. تفخر وتعتز الجامعة بأنّ  افتتاحها رسميًّا تمّ من قبل جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين - حفظه الله ورعاه - بحضور سمو وليّ العهد الأمين في عام 2013 ووضع قداسة البابا بندكتوس السادس عشر حجر الاساس في العام 2009 خلال زيارته التاريخية للأردن.

 

الجامعة معتمدة ومرخّصة من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وهيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي وضمان جودتها الأردنية، كما أنّها مسجلة من قبل هيئة التعليم العالي في ولاية (نيوهامبشير) الأمريكية كجامعة أمريكية تمنح الدرجات العلمية على مستوى البكالوريوس والماجستير منذ العام 2013.  

 

 

ذكرتم تسجيل الجامعة في الولايات المتحدة الاميركية كجامعة أميركيّة تمنح الدرجات العلميّة،  كيف يساهم هذا الاعتماد في تعزيز جودة التعليم والخرّيجين في الأردن؟

 

هذا سؤال مهم فأنت كجامعة أميركية تحتاج الى ترخيص لكي تمارس عملك كجامعة أميركية، وتمنح على أساسها الدرجات العلميّة وهذه الميزة تعتبر إضافة نوعيّة من حيث تطبيق معايير دولية عالية الجودة على الجامعة وبرامجها وخدماتها وآليات طرح البرامج ومراجعتها وتطويرها من خلال دراسات ومقارانات مع جامعات مرموقة، والحصول على تغذية راجعة من الخريجين وسوق العمل، هذا ما تستطيع قراءته مثلًا من خلال عدة مؤشرات، أهمّها نسبة التوظيف التي وصلت إلى 95% على مستوى الجامعة وفي بعض التخصّصات، وصلت الى 100%.

 

بطبيعة الحال هذا الترخيص من الولايات المتحدة الأميركيّة يخضع لشروط ومعايير تضعها هيئة التعليم العالي في الولاية ويتم متابعة تطبيق الجامعة لهذه المعايير، والتي تضمّ الحاكميّة وجودة البرامج الاكاديميّة وآليات تطويرها وتحديثها من خلال القياسات التي تقوم بها الجامعة والمعايير المتعلّقة بالطلّاب والخرّيجين والحرم الجامعيّ، والخدمات والمالية والبنية التحتيّة وغيرها.

 

بناء على هذه المعايير فإنّ الجامعة تخضع للمتابعة من قبل هذه الهيئات ويكون هناك تقارير سنوية وتقييم شامل من خلال فرق متخصّصة كل خمس سنوات، هذا الالتزام بمعايير الجودة في جميع الجوانب العمليّة والتعليمية يضع ثقة أكبر في المؤسسة التي تحصل على موافقة الهيئة في الاستمرار بالعمل كجامعة أميركية، بدءًا بتصميم المناهج، وصولًا إلى كفاءة أعضاء هيئة التدريس والمرافق التعليمية. كما أنه يشجع على تبادل الخبرات والمعرفة مع الجامعات الأمريكية الشريكة، مما يساهم في تطوير برامجنا الأكاديمية وتزويد طلابنا بأحدث المعارف والمهارات.

 

هذا بالإضافة إلى أنّ الجامعة تقدمت إلى أقدم وأعرق مؤسسة أميركيّة مانحة للاعتماد في العالم، وهي هيئة نيو إنجلند للتعليم العالي  New England Commission of Higher Education بطلب الاعتماد الأميركي.

 

 

لماذا هذا الطلب؟

 

أولًا، وكما اسلفت أن الجامعة يجب أن تحصل على ترخيص الدولة المناسب للعمل ومنح الدرجات العلمية وهذا ما حققته الجامعة الأميركية منذ العام 2013 قبل أن تتمكن من طلب الاعتماد. ومع ذلك، في معظم الولايات، لا يتعين على المؤسسات أن تكون معتمدة للعمل. الاعتماد في الولايات المتحدة الأميركية هو أمر طوعيّ ويمثل رغبة المؤسسة في الالتزام بمعايير الاعتماد وخضوع الجامعة بانتظام  لعمليات تقييم دوريّة من قبل مقيّمين خارجيين، يتم الاعتراف بالاعتماد كرمز لجودة المؤسسة محليًّا وعالميًّا، وتتكون العملية من ثلاث خطوات: الأهليّة والترشيح والاعتماد. AUM  بالنسبة للجامعة الأميركية فقد حصلت على التأهُّل منذ العام 2021 وتم الانتهاء من تحضيرات مرحلة الترشُّح التي خضعت لزيارة من قبل  NECHE  وبحلول نوفمبر 2024، ستصوت اللجنة على طلب الترشيح للمضيّ قدمًا نحو الاعتماد الكامل والذي يضمن نوعية مخرجات الجامعة.

 

 

تطرقتم إلى الشراكات مع الجامعات الأميركية. هل يمكنكم التوضيح لنا بشكل أكثر تفصيلي كيف تستفيد الجامعة وطلابها من هذه الشراكات؟

 

لدينا شراكات مع عدد من الجامعات الأميركية المرموقة، والتي تتيح لطلابنا فرصة فريدة لدراسة فصل أو فصلين دراسيين في إحدى هذه الجامعات بنفس الرسوم الدراسية التي يدفعونها في الجامعة الأميركية في مادبا؛ أي بالرسوم المحلية،هذا البرنامج اختياري للطلبة لمن يرغب وهي فرصة فريدة من نوعها لاكتساب ثقافات وخبرات أكاديمية متميّزة واكتساب معرفة وتطوير اللغة وتعزيز فرص لدراسات عليا، وللتوظيف في المستقبل.

 

 

إلى ماذا يهدف برنامج السفر والعمل Travel and Work الذي تقدمه الجامعة لطلبتها؟ وكيف يساهم في تطوير مهارات الطلاب؟

 

برنامج السفر والعمل هو مبادرة رائدة تهدف إلى تحفيز طلابنا على الانخراط في الحياة العمليّة وتطوير مهاراتهم الشخصيّة والمِهْنيّة. واللُغويّة من خلال هذا البرنامج، يمكن للطلاب العمل في شركات ومؤسسات مختلفة في الولايات المتحدة الأميركية مقابل أجر، مما يتيح لهم اكتساب خبرات عملية في مجال تخصصهم، والتواصل مع أشخاص من ثقافات مختلفة، وتحسين مهاراتهم اللغوية.

 

 

تحدثتم عن تطوير البرامج الأكاديمية. ما هي المعايير التي تعتمدون عليها في تطوير هذه البرامج؟ وكيف تضمنون أنها تلبي احتياجات سوق العمل؟

 

نحن نولي اهتمامًا كبيرًا لتطوير برامجنا الأكاديمية لتلبي احتياجات سوق العمل المتغيرة باستمرار، حيث نقوم بإجراء عمليات تقييم وقياس تم تطويرها في الجامعة لدراسة فعالية البرنامج والوصول بالطلاب إلى المخرجات الخاصة بالبرامج والتي تلتقي مع حاجة سوق العمل أو الدراسات العليا، هذا بالإضافة إلى  المقارنات مع جامعات مرموقة تخضع عملية التطوير إلى موافقة على الصعيد الأردني، من قبل مجلس التعليم العالي وهيئة الاعتماد بالإضافة إلى هيئة التعليم العالي في ولاية نيو هامبشير وهية اعتماد التعليم العالي في نيو إنجلندا  

 

 

ما هي البرامج الجديدة التي تم تطويرها مؤخرًا وما الذي يميزها؟

 

قمنا مؤخرًا بتطوير برنامجين جديدين هما: برنامج التسويق الرقمي والابتكار حيث يتميّز هذا البرنامج الجديد بتصميم مساقات مبتكرة وفريدة في إنشاء وإدارة استراتيجيات تقنيات التسويق الرقمي بهدف تمكين الطلاب من تطوير مهاراتهم في الابتكار والإبداع، وتدريبهم على كيفية استخدام الأدوات الرقمية المتقدمة لتحقيق نتائج تسويقية فعّالة، كما سيتم تدريبهم على التفكير الإبداعي وتطبيق مفاهيم ريادة الأعمال في بيئة العمل.

 

كما قمنا بتطوير برنامج التغذية والصحة النفسية حيث يعد البرنامج الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط والذي يدمج بين التغذية الطبية وعلم النفس الصحي، مما يُكسب الطلاب المعرفة النظرية والمهارات العملية اللازمة لمتطلبات سوق العمل، كما يركز البرنامج على فهم العوامل النفسية والسلوك الإنساني الذي يؤثر على التغذية والسلوكيات الغذائية للمساعدة حل المشكلات مثل اضطرابات الأكل، والسمنة، وإدارة الأمراض المزمنة وغيرها.

 

بالإضافة إلى أننا قمنا بتطوير الخطة الدراسية لبرنامج إدارة الأعمال ليصبح مواكبًا للتطور التكنولوجي بمجال الأعمال، فقد حرصنا على تزويد الطلاب بمهارات عملية تجعلهم قادرين على تطبيق المعارف النظرية في بيئة العمل الرقمية، مثل: تحليل البيانات باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، وتصميم استراتيجيات تسويقية رقمية فعالة، وإدارة المشاريع باستخدام أدوات إدارة المشاريع الحديثة.

 

قمنا سابقًا بتطوير برنامج فريد من نوعه على مستوى الأردن هو المحاسبة الدولية والمالية، وبرنامجَي ماجستير هما: إدارة المخاطر، وماجستر في إدارة وتحليل الأعمال.

 

 

هل هناك منح أو حوافز للطلاب؟

 

الجامعة تقدم أيضًا منحًا على أساس التفوّق الأكاديمي لدعم وتوفير فرص تعليمية للطلبة، وكلما زاد المعدل في الثانوية العامة أو ما يعادلها ترتفع قيمة المنحة لتصل إلى 100% على رسوم الساعات.

 

 

ما هي نسبة توظيف خريجي الجامعة؟ وما العوامل التي تساهم في زيادة هذه النسبة؟

 

نحن فخورون بأن نسبة توظيف خريجينا هي 95% حيث يعود هذا النجاح إلى عدة عوامل، منها وفي المقام الأول الجودة العالية للبرامج الأكاديمية والتي تم تصميمها لتزويد الطلاب بالمهارات والمعارف اللازمة للنجاح في سوق العمل وتميز أعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة والتي تعتبر نخب شابة. بالاضافة إلى وجود شراكات قوية مع العديد من الشركات والمؤسسات التي نسعى للتشبيك بينها وبين طلبتنا مما يزيد من فرصة خريجينا للحصول على فرص عمل، كما يتواجد في الجامعة مكتب لمتابعة الخريجين حيث يقدم المكتب للطلبة والخريجين جلسات إرشادية تساعدهم على تحديد مسارهم المهني وكتابة السير الذاتية وإجراء المقابلات الوظيفية.

 

وأودّ أن أشير أيضًا إلى أن عددًا كبيرًا من طلاب الجامعة الأميركية يكملون دراستهم العليا لدرجتي الماجستر والدكتوراة في العديد من الدول الغربية مثل الولايات المتحدة الأميركية وكندا وبريطانيا وغيرها، وفي أعرق الجامعات.

 

 

ما هي التحديات التي تواجه الجامعة وكيف تتغلبون عليها؟

 

تواجه الجامعة العديد من التحديات، مثل التنافسية الشديدة في قطاع التعليم العالي وهي غير متكافئة في كثير من الأحيان، والتغيرات السريعة في التكنولوجيا، والتحديات الاقتصادية. نتغلب على هذه التحديات من خلال الابتكار المستمر، وتطوير برامجنا الأكاديمية، وتعزيز الشراكات مع المؤسسات الأخرى، والاستثمار في التكنولوجيا.

 

 

ما هي أبرز خطط الجامعة للمستقبل؟

 

لدينا خطة استراتيجية طموحة، تشمل توسيع البرامج الأكاديمية حيث نخطط لإطلاق وتحديث برامج جديدة في مجالات مختلفة، كما نهدف إلى تعزيز البحث العلمي وتطوير البنية التحتية الأكاديمية والإدارية والفنية وتعزيز الشراكات المحلية والدولية.

 

 

رسالة أخيرة؟

 

جامعتنا هي حاضنة للتفكير النقدي والإبداع، حيث نسعى إلى بناء شخصيات متكاملة وقادرة على مواجهة التحديات. نقدم بيئة تعليمية محفّزة تدعم نمو الطلاب فكرياً ومهنياً واجتماعياً. نسعى من خلال برامجنا الأكاديمية المتنوعة إلى تزويد طلابنا بالمهارات والمعارف اللازمة لمواجهة تحديات المستقبل، وتحقيق أقصى إمكاناتهم مما يمهد لهم الطريق لتحقيق النجاح في حياتهم المهنية والأكاديمية.