موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ١٨ يوليو / تموز ٢٠٢٤
البعثة البابويّة في الأردن تحتفل باليوبيل الماسي على تأسيسها
والسفير البابوي: إنّ ما بدأه البابا بيوس الثاني عشر يستمرّ اليوم مع البابا فرنسيس
جانب من قداس اليوبيل الماسي لإنشاء البعثة البابويّة (تصوير: أسامة طوباسي / موقع أبونا)

جانب من قداس اليوبيل الماسي لإنشاء البعثة البابويّة (تصوير: أسامة طوباسي / موقع أبونا)

أبونا :

 

ترأس سفير الكرسي الرسولي لدى الأردن المطران جوفاني بيترو دال توسو، مساء الأربعاء 17 تموز 2024، القداس الإلهي في كنيسة العذراء الناصرية في الصويفية بعمّان، بمناسبة اليوبيل الماسي (75 عامًا) على إنشاء البعثة البابويّة.

 

وشارك في القداس رئيس البعثة البابويّة القادم من أمريكا المونسنيور بيتر فاكاري، والقائم بأعمال النائب البطريركي في الأردن الأب جهاد شويحات، والمطران إيلاريو أنطونياتسي، ولفيف من الكهنة من مختلف الكنائس، والشمامسة والراهبات، بحضور مدير عام البعثة البابويّة في الأردن السيّد رائد البهو، وفريق العمل، وشخصيات دبلوماسيّة ونيابية وعامّة، وحشد من المؤمنين.

 

إنّ الرب لا يتخلّى عن شعبه

 

وفي عظة القداس التي قام بترجمتها إلى اللغة العربية الأب رفعت بدر،  أشاد المطران دال توسو بعمل البعثة البابويّة في الأردن وفلسطين والتي أمر بتأسيسها البابا بيوس الثاني عشر من أجل مساعدة الشعب الفلسطيني بعد نكبة عام 1948، مؤكدًا على أن الله لا يتخلى عن شعبه، فتجسّد السيّد المسيح في الأرض المقدّسة واعتماده في الأردن لهو دليل قاطع على اهتمام الله بنا وعدم تخليه عن الإنسان.

 

وقال: إنّ "الرب لا يتخلى عنا؛ ويمكننا أن نعاين أعظم هدية قدّمها لنا، وهي ابنه يسوع المسيح. ففي المسيح، نرى أن الله لا يتخلى عنا، لأنه أرسل ابنه لخلاصنا. فالمسيح هو أهم علامة تؤكد أن الله يهتم بنا، وأنه يريد أن يلتقي بنا، وأنه يحبنا. ففي موت المسيح وفي قيامته، نرى كيف أن الله على استعداد لأن يتألم من أجلنا، حتى يمنحنا القوة، والحياة، والرجاء".

في المعموديّة نصبح جسدًا واحدًا

 

وأشار سيادته إلى أنّه من خلال سرّ المعموديّة فقد استقبلنا القوة والحياة والرجاء، وأصبحنا جسدًا واحدًا في المسيح، حيث يعتني العضو بغيره من الأعضاء. لذلك، يمكننا أن نحتفل اليوم بحقيقة أن الكنيسة الجامعة أرادت قبل 75 عامًا إنشاء مؤسّسة خاصة لمساعدة الشعب الفلسطيني بعد نكبة العام 1948، وهي المعاناة التي شملت أيضًا الأردن.

 

وقال: "نستذكر اليوم بامتنان بأنّ الكرسي الرسولي، إضافة إلى البابا بيوس الثاني عشر، كان مهتمًا بأهل هذه المنطقة، ولهذا السبب أنشأ البعثة البابويّة بهدف مساعدة الناس في معاناتهم ومساعدة الكنيسة المحليّة في نشاطاتها. وقد استمرّ هذا العمل لمدة خمسة وسبعين عامًا. واليوم، تستمرّ البعثة البابويّة في دعم المسيحيين وغير المسيحيين في منطقة الشرق الأوسط بأكملها. إنّها علامة على أن الكرسي الرسولي لا ينسى ما يحدث هنا، والصعوبات التي يكابدها شهب هذه المنطقة".

دعوات دائمة للسلام والمصالحة

 

ولفت السفير الفاتيكاني إلى أنّه وعلى مدار الشهور الماضية، أطلق البابا فرنسيس والكرسي الرسولي العديد من النداءات الداعيّة إلى السلام والمصالحة، وإطلاق سراح الرهائن والسجناء، ووقف إطلاق النار وإنهاء الحرب، وتقديم الدعم الدولي لسكان غزة، وللشعب الفلسطيني بشكل عام، ومن أجل حقه في أن تكون له دولة خاصة، لافتًا إلى أنّ "ما بدأه البابا بيوس الثاني عشر يستمرّ اليوم مع البابا فرنسيس".

 

وفي هذا الصدد، اقتبس سيادته بما قاله البابا القديس بولس السادس، قبل خمسين عامًا، حيث قال: "إنّ البعثة البابويّة هي إحدى أكثر العلامات التي توضح اهتمام الفاتيكان بخير الفلسطينيين، الذين نعتز بهم بشكل خاص". كما استذكر كلمات أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان، الذي كتب في الشهور الأخيرة، إنّ "المجتمعات المسيحية في الشرق الأوسط هي أولويّة بالنسبة للكرسي الرسولي".

 

وأعرب المطران دال توسو عن الامتنان لنشاط الكرسي الرسولي، ولدوره الدبلوماسيّ والإنسانيّ، في دعم جميع المسيحيين وسكان الشرق الأوسط كافة، معربًا أيضًا عن شكره الخاص للبعثة البابويّة في الأردن والتي تواصل منذ تأسيسها تقديم المساعدة الإنسانيّة والروحيّة للأردنيين واللاجئين على حدٍ سواء. وخلص سيادته إلى القول: "إنّ عملكم هو حجر الأساس في بناء شرق أوسط ينعم بالسلام".

 

التأكيد على استمرار العمل

 

وقامت جوقة كنيسة العذراء الناصرية وجوقة الجالية الإنجليزية بإحياء ترانيم القداس باللغتين العربية والانجليزية. وفي نهاية الذبيحة الإلهية، قام المونسنيور فاكاري بشكر فريق عمل البعثة البابويّة في الأردن مباركًا لهم باليوبيل الماسي، ومؤكدًا استمرار العمل على مساعدة الشعب الفلسطيني وكنائس الشرق الأوسط.

 

وبعد البركة الختاميّة، توجه موكب المحتفلين والمشاركين، على وقع معزوفات فرقة كشافة مرج الحمام، إلى قاعة رعيّة العذراء الناصرية حيث جرى حفل استقبال احتفاءً بهذه المناسبة، تخلله عرض فيلم وثائقي عن نشاطات البعثة البابويّة في الأردن. كما ألقى المونسنيور فاكاري كلمة شكر لمدير المكتب في الأردن السيد رائد البهو، ولجميع العاملين معه، ولكل من حضّر وأسهم بإنجاح هذه الذكرى العطرة.

البعثة البابويّة

 

يُشار إلى أنّ البابا بيوس الثاني عشر كان قد أوعز بتأسيس البعثة البابويّة لفلسطين في العام 1949، وهي وكالة خاصة للإغاثة والتنمية في الشرق الأوسط، بهدف إبراز قرب الحبر الأعظم والكنيسة الكاثوليكيّة من الشعب الفلسطيني المهجّر بعد نكبة الـ1948.

 

ومنذ ذلك الحين، تواصل البعثة البابويّة رسالتها في تقديم المساعدة الإنسانيّة والروحيّة للشعب الفلسطيني، كما وفي دعم الجماعة المسيحية والمجتمعات المحتاجة في الأرض المقدّسة، من خلال التعاون مع الكنائس المحليّة والمؤسّسات الكاثوليكيّة والمنظمات الدوليّة.