موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٢٧ مايو / أيار ٢٠٢٣
البطريرك يونان: التحدي الكبير هو مغادرة أبنائنا لأرضهم في الشرق
ويشدّد على أهميّة المحافظة الكاملة على صلاتهم وروابطهم وعلاقاتهم بكنيستهم الأم في الشرق

أبونا :

 

أكد البطريرك اغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك السريان الكاثوليك، أنّ التحدّي الكبير للكنائس في الشرق الأوسط هو مغادرة المسيحيين لأرضهم والعيش وسط المجتمع الغربي، وهذا يتطلّب مضاعفة الجهود للمحافظة على تراثهم الأصيل.

 

وفي مقابلة مع الراديو الكاثوليكي الفرنسي، في مدينة تور الفرنسيّة، استذكر غبطته زيارته الراعوية السابقة إلى مدينة تور في تشرين الثاني 2017، والتي "كانت زيارة مليئة بالرجاء للمستقبل بهذه الرعيّة التي أخذت تنمو بهمّة كاهنها وغيرة أعضائها"، معبّرًا عن فرحه "بأنّ أبناءنا المهجّرين الذين اقتلعوا من أرضهم في الشرق، يدخلون ويتأقلمون في المجتمع الفرنسي، مع المحافظة الكاملة على صلاتهم وروابطهم وعلاقاتهم بكنيستهم الأم في الشرق، وبتقاليدها وعاداتها وتراثها ولغتها".

 

ولفت إلى أنّ "التحدي الكبير هو مغادرة أبنائنا لأرضهم في الشرق، فالذين يغادرون ويهاجرون لا يعودون غالبًا، وذلك بسبب أعمال العنف والاضطهاد وعدم استقرار الأوضاع. وفي بلاد الاغتراب على جماعاتنا أن تحيا وسط المجتمع الغربي الذي ابتعد للأسف كلّيًا عن الإنجيل وجذور إيماننا المسيحي، فليس هناك فقط لامبالاة، بل عدائيّة تجاه كلّ ما هو مسيحي، وهذا يدفع أبناءنا إلى مضاعفة الجهود للمحافظة على الأمانة لكنيستهم وتراثهم الأصيل في الشرق".

 

 

كنيسة الرجاء

 

وتناول البطريرك يونان في مقابلته المؤتمر الذي عقد في شهر نيسان الماضي في العاصمة القبرصيّة نيقوسيا، بمناسبة مرور عشر سنوات على الإرشاد الرسولي "الكنيسة في الشرق الأوسط: شركة وشهادة"، لافتًا إلى أنّه وبعد انتهاء هذا السينودس بحوالي الأسبوعين حدثت مذبحة كاتدرائية سيّدة النجاة في بغداد، والتي حصدت 46 شهيدًا وعشرات الجرحى.

 

وقال: تمّ التشديد في مؤتمر قبرص على ضرورة الرجاء بالمستقبل، والتذكير بأنّ مسيحيي الشرق يهاجرون ويتركون أرضهم ليس كأفراد، بل كجماعات كنسية مهدّدة في وجودها واستمراريتها في أرضها الأمّ. وأعرب عن عميق الإمتنان للهيئات والمنظمات التي تقدّم المساعدة للكنائس في الشرق، من معونات ومساهمات على مختلف الأصعدة، راجيًا أن تسعى لدى الحكومات والمسؤولين في بلادهم في الغرب كي يساعدوا المسيحيين على البقاء في أرضهم. وقال: "علينا ألا ننسى أنّنا كنيسة الرجاء، ويسوع هو رجاؤنا".

 

وخلص البطريرك السرياني في مقابلته منوهًا إلى "أهمّية تعلّم اللغة السريانيّة ونشرها، لأنّ الرّب يسوع ووالدته مريم العذراء ورسله تكلّموا اللغة السريانيّة الآراميّة. لذا علينا أن نجهد للمحافظة على هذه اللغة، فنفتخر بها ونعلّمها لأولادنا كي ينقلوها بدورهم من جيل إلى جيل".