موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
دقّت أجراس كنائس في شمال العراق بعد ظهر الاثنين حزنًا على وفاة البابا فرنسيس الذي زار البلاد قبل أكثر من أربعة أعوام وحيث يشكّل المسيحيون اليوم أقلية عدديّة.
وأجرى البابا زيارة تاريخية للعراق كانت أول زيارة يجريها بابا كاثوليكي للبلد ذي الغالبية الشيعية، استمرت ثلاثة أيام في آذار 2021 في ظل إجراءات أمنية مشددة.
وزار فرنسيس خلال جولته كنيسة الطاهرة الكبرى في قرقوش والتي دُمّرت خلال سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على مساحات واسعة من العراق بين 2014 و2017. والتقى في النجف المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني.
وفي كنيسة الطاهرة التي لا تزال تحافظ على الكرسي الذي جلس عليه البابا في 2021، قال كدعون يوحنا على هامش قدّاس لعيد الفصح "يُشكّل خبر الوفاة نكسة كبيرة للمسيحيين خصوصًا في الشرق الأوسط، لأنه كان دائمًا العين الساهرة على المنطقة مثل الأب مع أولاده".
واستذكر الرجل الستيني زيارة 2021، قائلا "مشاعرنا كانت جيّاشة بالحبّ وكنّا سعيدين جدًا لأنه تفقّد أبناءه في هذه القرية الصغيرة (...) التي تقلّص عدد سكانها مع هجرة الآلاف نتيجة الظلم".
وتشير التقديرات إلى أن عدد المسيحيين اليوم في العراق الذي يزيد عدد سكانه عن 46 مليونا، لا يتخطى 400 ألف نسمة بعدما كان يُقدّر عددهم قبل عقدين بنحو مليون ونصف هاجروا بسبب عشرين عاما من الحروب والنزاعات.
وساهمت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على أجزاء واسعة من العراق بين عامَي 2014 و2017، في تضاؤل الوجود المسيحي بشكل إضافي.
ورأى بطرس مازن الذي يعمل معاونا طبيا، أن البابا زرع في شعب العراق المتعدد الإتنيات والطوائف "تماسكا ووحدة"، وفي البشرية "تآخيا ومحبة".
وقرع جرس كنيسة الطاهرة الواقعة في محافظة نينوى حزنا على وفاة البابا فيما توافد مصلّون لإحياء عيد الفصح.
وقال الأب أغناطيوس أوفي كاهن رعية سيدة الرجاء في الحمدانية إن قداديس عصر الاثنين ستذكر البابا، مشيرا إلى العمل على تنظيم فعاليات لتكريم ذكراه في الأيام المقبلة.
من جهتها، اعتبرت سناء عبد الكريم، وهي من سكّان دهوك، أن وفاة البابا "فاجعة" و"خسارة غير عادية"، مستذكرة "التواضع" الذي تحلّى به خلال زيارة مدينتها الموصل في 2021. وقالت "نتأثر خصوصًا لأن هذا الشخص كان من مشجعي عودة المسيحيين إلى العراق".
بدوره، رأى دريد حكمت، وهو طبيب متحدّر من الموصل، أن البابا "كان شخصية متميّزة جدا ومعتدلة"، آملا بأن يكون خَلَفه "على مستوى المسؤولية الروحية".