موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
أمام الأحداث الداميّة التي تحصل في الساحل السوري، وجّه بطريرك أنطاكية للروم الأرثوذكس، يوحنا العاشر، كلمة إلى رئيس الجمهورية العربية السورية، أحمد الشرع، دعا فيها إلى "إيقاف المجازر"، مشدّدًا على أنّ هذه الأعمال "تتنافى ورؤيته لسورية الجديدة، بعد انتصار الثورة".
وفي كلمته خلال قداس اليوم الأحد 9 آذار 2025، رفع البطريرك يازجي الدعاء مستمطرًا رحمة الله "على من سقط من المدنيين وقوى الأمن العام"، ومتمنيًا الشفاء للمصابين والجرحى. وأعرب عن تأييده لتشكيل "لجنة تقصي الحقائق ومحاسبة المعنيين بحق هدر دماء المدنيين وقوات الأمن العام".
وقال غبطته: "إنّ الأحداث الداميّة التي تحصل في الساحل السوري قد خلَّفت العديد من القتلى والجرحى من المدنيين ومن قوات الأمن العام. ولكن أولئك القتلى ليسوا جميعهم من فلول النظام، بل إن غالبيتهم من المدنيين الأبرياء والعزَّل ومن النساء والأطفال".
أضاف: "لقد انتُهكت حُرمات الناس وكراماتهم، وإنّ الصيحات والهتافات التي تُستخدم تبثُّ التفرقة وتؤدي إلى النزعة الطائفية وزعزعة السلم الأهلي. كما أن العديد من المدن والبلدات والقرى قد أُحرقت بيوتها وسُرقت محتوياتها. وكانت المناطق المستهدفة هي أماكن العلويين والمسيحيين".
ولفت غبطته إلى "سقوط العديد من القتلى المسيحيين الأبرياء" في هذه الأحداث، كما "أُجبرت سكان بعض المناطق على مغادرة منازلهم، ثم تمّ رميهم بالرصاص وقتلهم، ومن ثم سرقة بيوتهم وممتلكاتهم وسياراتهم، كما حدث في بانياس – حي القصور" على سبيل المثال.
كذلك أشار البطريرك يازجي إلى أنّ "أيقونة السيدة العذراء تُحطَّم وتُداس وتُنتهك حرمتها. وهي مريم العذراء التي يكرِّمها معنا جميع المسلمين، والتي خصَّها القرأن الكريم بسورةٍ كاملةٍ ’سورة مريم‘، وذكر أنّ الله اصطفاها وجعلها أكرم نساء العالمين".
وقال البطريرك متوجهًا للرئيس الشرع: "ليس هذا هو خطابكم، وهذه الأعمال تتنافى ورؤيتكم لسورية الجديدة بعد انتصار الثورة. لذا، نداؤنا إليكم أن أوقفوا بحكمتكم وجهودكم هذه المجازر. أوقفوها فورًا! وأعطوا الشعور بالأمان والاستقرار لجميع أبناء سورية بكل أطيافهم".
وأطلق غبطته نداءً للرئيس الشرع بأن "تدفعوا باتجاه المصالحة الوطنية والسلم الأهلي والتعايش السلمي واحترام الحريات كقيمة عليا في المجتمع القائم على مبدأ المواطنة، كما تعلنون وتعبِّرون عن ذلك بشكل دائم"، داعيًّا له "بالصحة وبقيادة سورية إلى ينابيع الخلاص وميناء الأمان والاستقرار".
وخلص البطريرك يوحنا العاشر كلمته إلى القول: "فلتسقط الطائفية ويحيا الوطن. ولتحيا سورية حرّة أبيّة. عشتم أيها السوريون، مسلمين ومسيحيين، ولنثبت وتتكاتف أيادينا لنشهد أننا أبناء العلي، سيد السماوات والأرض، ونفرح مع الملائكة في السماء: ’المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة‘".