موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ١٨ يناير / كانون الثاني ٢٠١٦
البطريرك الراعي يترأس قداساً في اليوم العالمي للمهاجرين واللاجئين

حريصا – أبونا :

شدد البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي في قداس اليوم العالمي للمهاجرين واللاجئين، في بازيليك سيدة لبنان في حاريصا، على أنه «لا يمكن أن يتحمل لبنان أن يكون نصف سكانه من النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين، كما لا يمكن أن يكون استقبال اللاجئين على حساب اللبنانيين».

وقال البطريرك الراعي في عظته: إن مضمون رسالة البابا فرنسيس لهذا اليوم «يدعونا للنظر إلى المهاجرين واللاجئين، وأبصارنا شاخصة إلى رحمة الله، لكي نصبح نحن أيضاً علامةً فاعلة لعمل الآب في محبّته الشاملة للجميع، بحيث يدرك كلُّ واحد وواحدة أنّه محبوبٌ كابن، ويشعر وكأنّه في بيته، في العائلة البشرية الواحدة. إنّ عناية الله الأبوية بالجميع، شبيهة باهتمام الراعي بخرافه، وهي عناية حسّاسة بنوع أخصّ تجاه حاجات المجروحين والضعفاء والمرضى. هكذا كشف لنا يسوع المسيح وجه الآب».

تابع «إن ظاهرة الهجرة والنزوح واللجوء تعود إلى أسباب اقتصادية وسياسية، وإلى أوضاع الفقر والحروب والإرهاب والنزاعات والاعتداءات. تقتلع المواطنين من بيئتهم وثقافتهم وتقاليدهم. فيقعون ضحايا الاستغلال المالي والجنسي والاتجار بالأشخاص في طريق سفرهم، وهم يحلمون بمستقبل أفضل. وغالباً ما يصطدمون بغياب قوانين واضحة وعملية تنظّم مستقبلهم وتحمي حقوقهم وواجباتهم»، مشيراً إلى أن «إنجيل الرحمة يهز الضمائر، اليوم أكثر من أي يوم مضى، ويمنعنا من أن نعتاد على آلام الآخرين، ويرسم لنا طرقات الإجابة عليها، المتأصلة في الفضائل الإلهية، الإيمان والرجاء والمحبة، ويدعونا لترجمتها في أفعال رحمة روحية وجسدية».

وأضاف «تولي الكنيسة في لبنان اهتماماً خاصاً للحدّ من الهجرة بمواجهة أسبابها. فتحافظ على مؤسّساتها التربوية والاستشفائية والاجتماعية، وتقدّم الخدمات التي تجيب على حاجات الكبار والشباب والصغار؛ وتوفّر المزيد من فرص العمل، وتسعى إلى أن تتواجد في مختلف المناطق لهذه الغاية؛ وتسعى بكل جهدها لتكون بقرب العائلات المعوزة، وتساعد الشبيبة في إعداد مستقبلها. وتوجه الكنيسة النداء، مع صراخ المهاجرين والنازحين واللاجئين والعاطلين عن العمل، إلى حكام الدول، لكي يستثمروا ثروات بلدانهم في النهوض الاقتصادي والإنماء الشامل، والاهتمام بمستقبل أجيالهم الطالعة. وتوجّه النداء إلى الأسرة الدولية لمساعدة البلدان الفقيرة، وإيقاف الحروب، ووضع برامج تنموية ودعمها».

وقال البطريرك الراعي في عظته «لا يمكن أن يتحمل لبنان أن يكون نصف سكانه من النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين. نحن نشعر إنسانياً معهم وبأوضاعهم المذلة مادياً ومعيشياً، ونتضامن معهم ونطالب بمساعدتهم. ولكن، لا يمكن أن يكون استقبالهم على حساب اللبنانيين اقتصادياً وسياسياً. فإننا نطالب الأسرة الدولية بالتخفيف من الأعباء المادية والاقتصادية التي يرزح تحتها لبنان واللبنانيون، وفي الوقت عينه إنهاء الحرب في سوريا والعراق وتأمين عودة النازحين إليها في أقرب ما يمكن، قبل تفاقم الأخطار الناتجة عن وجودهم خارج بلدانهم، واستغلالهم من قِبل المتطرّفين والتنظيمات الإرهابية. ومن واجب الأسرة الدولية حلّ القضية الفلسطينية بإقرار الدولتَين وعودة جميع اللاجئين إلى أراضيهم الأصلية».