موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي قداس الأحد السادس من زمن العنصرة، في كنيسة الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، يعاونه المطرانان حنا علوان والياس نصار، والأباتي سمعان أبو عبدو، وحضور فرق السيدة فرع لبنان الذين احتفلوا بالقداس الأوّل بمناسبة عيد الزوجين.
وبعد تلاوة الإنجيل المقدس، ألقى البطريرك الراعي عظة رحّب فيها بجميع الحضور "للاحتفال معًا بهذه الليتورجيا الإلهية، وبخاصة بفرق السيدة الذين يشاركوننا بدعوة كريمة من راعوية الزواج والعائلة، التابعة للكرسي البطريركي في بكركي"، لافتًا إلى أنّ فرق السيد هي حركة رسوليّة أسّسها سنة 1939 خادم الله الأب Henri Caffarel، غايتها عيش الحياة الزوجية كدعوة إلى القداسة بالصلاة، والتأمل بكلام الله، والمشاركة في الحياة الزوجية، والنمو في المحبة، فيما يُعرف بـ"حياة الفريق".
وأضاف: "أسّس الأب Caffarel فريق السيدة كحركة دوليّة، منتشرة حاليًا في أكثر من ثلاث وتسعين دولة، وتكوّن شعلة العائلة المسيحية الحيّة، وتجسد في العالم وجه المسيح المحب والمتواضع من خلال حياة الأزواج الذين يعيشون الإيمان ببساطة يومية ولكن بعمق كبير. فتضم هذه الفرق اليوم 72,000 زوجين، و2,900 أرمل وأرملة، و9,100 كاهن مستشار روحي. وقد تأسّست سنة 1963 منطقة لبنان التي تضم الأردن والإمارات وقطر، وتتألف حاليًّا من 500 زوج، و15 أرمل وأرملة، و70 كاهنًا مستشارًا روحيًا".
وقال: "لقد فهم الأب المؤسّس أنّ سر الزواج لا يختصر بمجموعة واجبات اجتماعيّة أو طقسيّة، بل هو دعوة إلى القداسة في قلب الحياة، حيث تتحول الشركة الزوجية إلى عيش ملموس للنعمة الإلهية. وهكذا، بنمو هذه الحركة، باتت تشكل اليوم شبكة روحيّة عالميّة ترافق الأزواج، وتزرع في قلوبهم فرح الإنجيل، وتقوي التزامهم تجاه بعضهم البعض، وتجاه أولادهم ومجتمعهم".
وأشار إلى أن حركة فرق السيدة شاءت أن يكون قداسنا اليوم فاتحة عيد الزوجين، كما يوجد عيد الأم وعيد الأب وعيد العائلة. وترغب أن يصبح هذا العيد عيدًا سنويًّا يجدّد فيه الزوجان العهد بينهما، ويعاد التأكيد على أن سر الزواج هو في ذاته دعوة ورسالة ومسيرة خلاص.
أضاف: وفيما نحن نحتفل بهذا العيد الجديد، ترافقنا نعمة عظيمة من السماء، هي حضور ذخائر القديسين الزوجين لويس وزيلي مارتان، والدي القديسة تريز الطفل يسوع، اللذين أعلنهما السعيد الذكر البابا فرنسيس قديسين معًا سنة 2015. وقد عاشا حياتهما في نور الإنجيل بالعمل والتربية والصلاة والتضحية، وأظهرا أن العائلة التي تبني بيتها على الصخرة، صخرة الإيمان، لا تهزها عواصف الحياة. من بين أولادهما التسعة، واجها وفاة أربعة منهم، فيما خمس دخلن الحياة الرهبانية. فكانت القديسة تريز الطفل يسوع، بحسب شهادة القديس البابا بيوس العاشر: "أعظم قديسة في العصر الحديث". وقالت القديسة تريز يومًا: "تعلمت القداسة من والديّ". إنها بزيارة ذخائرها إلى لبنان في هذه الأيام، تنثر ورود النعم على هذا الوطن وشعبه. إننا بمناسبة زيارة ذخائر والديها القديسين لويس وزيلي، نجدّد التزامنا بالحب العائلي، ونثق بأن العائلة، رغم التحديات، قادرة على أن تكون مهد قداسة إذا تأسست على الإيمان، وانفتحت على النعمة، وسلكت طريق المحبة المتبادلة والتضحية الصامتة.
وقال: "في خضم ما نعيش من أزمات وضغوط اقتصادية واجتماعية تحاصر العائلة في وطننا لبنان، تبقى العائلة النواة الصامدة، والحصن الأخير، والمدرسة الأولى والطبيعية للقيم، وأول مجتمع على الأرض. فحين تُبنى العائلة على الإيمان، يُبنى الوطن على الرجاء. كل عائلة تعيش حبها بأمانة تسهم في بناء لبنان الجديد، لبنان الدولة المتنوعة ثقافيًا ودينيًا، لبنان الرسالة، لبنان التلاقي، لبنان الإنسان، لبنان العيش المشترك المنظم في الدستور بروح الميثاق الوطني".
وختم البطريرك بشارة بطرس الراعي عظته بالقول: "فلتكن أمنا مريم العذراء، شفيعة فرق السيدة، وسيدة جميع الشعوب، رفيقة درب الأزواج، ونجمة عائلاتنا، ومثال الطاعة والثقة والتسليم لمشيئة الله، الذي له المجد والشكر الآن وإلى الأبد، آمين".