موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ١ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٥
البطريرك الراعي: حذار تأجيل انتخاب الرئيس وإلا يفقد النواب ثقة اللبنانيّين والأسرة الدوليّة

أبونا :

 

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداس رأس السنة في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطرانان حنا علوان وانطوان عوكر، ومشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، بحضور حشد من الفعاليات والمؤمنين.

 

وقال في عظته: "تحتفل الكنيسة اليوم باليوم العالميّ الثامن والخمسين للسلام الذي أسّسه القدّيس البابا بولس السادس سنة 1967، قد اختاره في اليوم الأوّل من كلّ سنة، لأنّ فيه نبدأ سنتنا باسم يسوع. ما يعني أنّ يسوع هو سلامنا، ومصدر القيم التي يرتبط بها السلام. فحيث الحقيقة هناك السلام، وحيث العدالة هناك السلام، وحيث المحبّة هناك السلام، وحيث الحريّة هناك السلام، وحيث إنماء الشخص والمجتمع هناك السلام. اعتاد البابوات على توجيه رسالة بالمناسبة. وهذه السنة يوجّه قداسة البابا فرنسيس رسالة بعنوان: "اغفر لنا خطايانا، وامنحنا السلام"، ما يعني أنّ الغفران مصدر السلام. في لبنان نقيم اليوم العالميّ للسلام، الأحد الذي يلي رأس السنة، أي الأحد المقبل. فنكتفي اليوم بنقل مقدّمة الرسالة، وهي بعنوان:"سماع صراخ البشرية المهددة".

 

ولفت إلى أنه "في سنة 2025، تحتفل الكنيسة باليوبيل الكبير، وهو حدث يملأ القلوب بالرجاء. إنه سنة النعمة التي تأتي من قلب الفادي، وتجعلنا نصغي الى الصراخ اليائس، صراخ الإنسانية المهدّدة. الله لا يتوقف ابدًا عن سماعه، ونحن مدعوون إلى أن نكون صوتًا لمختلف حالات الاستغلال والظلم؛ فيجب أن يشعر كل واحد منا أنه مسؤول بطريقة أو بأخرى عن الدمار الذي يتعرّض له بيتنا المشترك، وأشير خصوصًا الى عدم المساواة بجميع انواعها، والمعاملة اللاإنسانية تجاه مهجرين، والتدهور البيئي، ورفض أي حوار، والتمويل الهائل لصناعة الأسلحة. هذه كلها عوامل تشكّل تهديدًا حقيقيًا لحياة البشرية جمعاء. اننا مدعوون كلنا، افرادًا وجماعات، لتحطيم سلاسل الظلم واعلان عدالة الله. ولن تكفي بعض الأعمال الخيرية من حين الى آخر، بل هناك حاجة الى تغييرات ثقافية وهيكلية لتحقيق تغيير دائم".

 

وقال: "نتطلّع إلى اليوم التاسع من هذا الشهر، حيث يلتئم المجلس النيابيّ لانتخاب رئيس للجمهوريّة. فإنّا نرافقهم بالصلاة من أجل نجاح مشاوراتهم وانتخاب الرئيس الأقدر والأنسب للبنان وللبنانيّين اليوم. ولكن حذار تأجيل الانتخاب لسبب أو لآخر، فإن حصل، لا سمح الله، فقد النواب ثقة اللبنانيّين جميعًا، وثقة الأسرة الدوليّة. فحذار رهن لبنان لشخص أو لمجموعة. فلبنان يخصّ جميع اللبنانيّين لا فئة دون أخرى. وعليه فالمرشّح الذي يحصل على الأصوات المطلوبة في المادّة 49 من الدستور هو رئيس كلّ لبنان وكلّ اللبنانيّين، وتقتضي أوضاع لبنان اليوم مساندته من الجميع".