موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١٢ يوليو / تموز ٢٠٢٥
البابا يدعو الرهبان والراهبات إلى معانقة المغامرة الرائعة في اتباع المسيح عن قرب

أبونا :

 

لمعانقة المغامرة الرائعة في اتباع المسيح عن قرب.

 

هذه هي النصيحة التي قدّمها البابا لاون الرابع عشر للرهبان والراهبات، صباح السبت 12 تموز 2025، في كاستل غاندولفو حيث يقضي إجازته الصيفيّة. وفي حين أنّ البابوات عادةً ما يعقدون لقاءات قليلة أثناء إقامتهم في المدينة المطلة على بحيرة جنوب شرق روما، إلا أنّ البابا رحّب بوفود عدد من الجمعيات الرهبانيّة النسائيّة والمعهد الحبري للرسالات الخارجية، لمناسبة انعقاد مجامعهم العامة.

 

افتتح الأب الأقدس كلمته بتقديم الشكر على عملهم "وعلى حضورهم الأمين" في الكثير من مناطق العالم، مشيرًا إلى أنّ مؤسّسيهم ومؤسّساتهم "وفي طاعة لعمل الروح القدس، قد تركوا لهم كإرث كاريزما ومواهب متنوعّة من أجل بناء جسد المسيح".

 

محبّة الله للبشريّة

 

وتحدّث عن أن معاهدهم "تجسّد جوانب تتكامل فيما بينها من حياة وعمل شعب الله بأكمله"، مشيرًا على وجه الخصوص إلى "هبة الذات بالاتحاد مع بذل المسيح، والرسالة إلى الأمم، ومحبّة الكنيسة التي تُحرس وتُنقل، وتربية الشباب وتكوينهم". وأضاف إلى أنّ هذه مسارات مختلفة، تنبض جميعها بالحقيقة الأبديّة الواحدة، وهي "محبّة الله للبشريّة".

 

وكما جرت العادة، أقرّ البابا بأنّ كل جمعية أو معهد قد حدّد منظورات خاصة لإعادة قراءة الإرث الذي تم تلقيه، بهدف تجديد محتواه وجعله ملائمًا لعصرنا، ودعاهم إلى القيام بذلك "من خلال الصلاة والإصغاء المتبادل، والتي هي هبة ثمينة لأنها ثمار الروح القدس".

تذكير ببندكتس السادس عشر

 

وذكّر قداسته بكلمات البابا بندكتس السادس عشر خلال ترؤسه قداس افتتاح المؤتمر العام الخامس لمجلس أساقفة أمريكا اللاتينية والكاريبي في 13 أيار 2007، حين شدّد على أنّ الروح القدس هو من يساعد الجماعة المسيحيّة للسير في المحبّة نحو الحق كله، وذلك بإسهام كثيرين وبإشراف الرعاة".

 

وفي هذا السياق، أكد على أهميّة "تجديد الروح الإرساليّة الحقيقيّة، وتبنّي الشعور "الذي هو أيضًا في المسيح يسوع" (فيلبي 2، 5)، وترسيخ رجاءهم في الله، والإبقاء على شعلة الروح القدس متقدة في قلوبهم، وتعزيز السلام، وإنماء المسؤوليّة الرعوية المشتركة داخل الكنائس المحليّة.

مغامرة لاتباع يسوع عن قرب

 

وقال لاون: "إنّ تذكّر هذه الأمور معًا، واستحضارها معًا في هذه اللحظة، يساعدنا على معانقة ثراء كوننا في جماعة، وخاصة كرهبان وراهبات ملتزمين في المغامرة الرائعة ذاتها، أي اتّباع المسيح عن قرب، حسبما يُذكر في التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكيّة".

 

وأضاف: "ليجدّد هذا فينا، ويُثبّت وعي وفرح كوننا كنيسة"، معربًا عن أمله في أن يشجّعهم هذا تحديدًا، في التمييز خلال مجامعهم العامة، "على التفكير بجرأة في أشياء كبيرة كعناصر فريدة في مخطط يسمو عليكم ويُشرككم بغض النظر عن توقعاتكم أنتم".

خطة الله الخلاصيّة

 

وأشار البابا لاون الرابع عشر إلى أنّ هذا هو "المخطط الخلاصي" الذي يريد الله من خلاله أن يأتي إليه البشر جميعًا كعائلة واحدة كبيرة. ومثل الأنوار الصغيرة، حثّهم على المساعدة في نشر نور المسيح "الذي لا ينطفىء" في جميع أنحاء الأرض.

 

وقبل منح بركته الرسوليّة، دعا الحاضرين إلى التضرّع إلى الرّب "طالبين أن يجعلنا مطيعين لصوت روحه الذي ’يُعَلِّم كل شيء‘، والذي وبدون مساعدته لا نعلم في ضعفنا حتى ماذا نسأل".