موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
التقى قداسة البابا لاون الرابع عشر، يوم السبت 26 آب 2025، بالمشاركات في المجامع العامة لأربعة معاهد رهبانية نسائيّة: معهد مرسلات بنات عائلة الناصرة المقدّسة، معهد بنات الناصرة، معهد رسولات العائلة المقدّسة، وراهبات المحبّة لمريم القدّيسة المعروفات أيضًا باسم "راهبات المشورة الصالحة".
في كلمته للمجموعات الرهبانيّة التي اجتمعت في روما للاحتفال بيوبيل الرجاء، وصف الأب الأقدس هذه اللقاءات بأنّها "عطية للكنيسة، فضلًا عن كونها عطية لرهبانياتكنّ". ورحّب بالرئيسات العامات –السابقات والحاليات- وجميع الراهبات المشاركات، مشيرًا إلى الثراء الروحي الذي تجلبه هذه الاجتماعات للكنيسة.
وقال البابا: "أنتن تحملن العطيّة الكاريزميّة التي منحها الروح المعزّي يومًا لمؤسِّساتكنّ ومؤسّسيكنّ، وهي موهبة ما زالت تتجدّد. أنتن تحملن حضور الرب الأمين والعناية الإلهيّة في تاريخ معاهدكنّ. أنتن تحملن الفضيلة التي بها أجاب اللواتي سبقنَكُنّ –وغالبًا وسط محن قاسية– على عطايا الله. كلّ هذا يجعلكنّ بامتياز شاهدات رجاء: ولا سيما ذاك الرجاء الذي يدعونا دائمًا إلى التطلّع إلى الخيرات الآتية، والذي أنتنّ، كنساء مكرّسات، مدعوّات لأن تكنّ له علامة ونبوءة".
وتوقف الحبر الأعظم عند الجذور المتنوّعة للمعاهد الأربع، مسلطًا الضوء على شجاعة ومؤسّسيها: يوزيب مانيانِت، ماريا إنكارناسيون كولومينا، ماريا لويجيا أنجيليكا كلاراك، جوزيبه غوارينو، كارميلا أَوتيري، تريزا فيرارا، أوغسطينوس دي مونتيفِلترو. وأشار إلى إلهام المدارس الفرانسيسكانية والسالزيانية، مؤكدًا وجود قاسم مشترك بينها جميعًا: "الرغبة في عيش ونقل قيم عائلة الناصرة المقدّسة، بيت الصلاة، مدرسة المحبّة، ونموذج القداسة".
وفي سياق حديثه عن مركزية العائلة، استعاد البابا كلمات القديس بولس السادس خلال حجّه إلى الأرض المقدّسة عام 1964، مذكّرًا بأنّ النظر إلى يسوع ومريم ويوسف، يساعدنا على إدارك أعمق لأهميّة العائلة: شراكتها في المحبّة، وجمالها البسيط والمتقشّف، طابعها المقدّس الذي لا يُمسّ، تربيتها الودودة، ووظيفتها الطبيعية التي لا غنى عنها في المجتمع.
وتابع البابا لاون: "ما أشدّ الحاجة إلى كلّ ذلك اليوم!".
وشدّد على أنّ العائلة، في زمننا الحالي "بأمسّ الحاجة إلى أن تُدعَم وتُعزَّز وتُشجَّع: بالصلاة، وبالمثال، وبالعمل الاجتماعي اليقظ، المستعدّ لملاقاة احتياجاتها"، مؤكدًا أنّ شهادة الراهبات المواهبيّة وخدمتكنّ كنساء مكرّسات يمكن أن تقدّم الكثير في هذا المجال.
كما دعا الراهبات إلى التأمّل بما قدّمته معاهدهنّ عبر التاريخ لصالح العائلات، وتجديد التزامهنّ لكي تزهر في البيوت "الفضائل نفسها ومحبّة العائلة المقدّسة عينها". وأضاف: "واصلن الرسالة التي أُوكِلَت إليكنّ: بناء العائلة والاقتراب من الأشخاص الذين تخدمنهم بالصلاة، بالإصغاء، بالمشورة، وبالمساعدة، لكي تُنمّين وتنشرن، في مختلف البيئات التي تعملن فيها، روح بيت الناصرة".
وفي ختام كلمته، شكر البابا الراهبات على شهادتهنّ في مناطق عديدة من العالم.