موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٣١ مارس / آذار ٢٠٢١
البابا يحذّر من تأثير الاحتباس الحراري على الأشخاص الأشدّ فقرًا

وكالة آكي الإيطالية للأنباء :

 

حذّر البابا فرنسيس من عواقب تأثير الاحتباس الحراري على الأشخاص الأشدّ فقرًا في العالم.

 

وقالت إذاعة الفاتيكان إنه لمناسبة انعقاد منتدى اليونسكو الافتراضي حول التنوع البيولوجي تحت عنوان "تغيُّر المناخ والفقر: المبادئ الأخلاقية والمسؤولية العلمية"، وجّه قداسة البابا فرنسيس رسالة إلى المشاركين تلاها المراقب الدائم للكرسي الرسولي، المطران فرانشيسكو فولُّو.

 

وجاء في الرسالة: "مع تحياتي لكم ولجميع منظمي هذه المبادرة والمشاركين فيها، أود أن أعرب عن امتناني للنقاش الذي تعتزم اليونسكو أن تعززه حول إحدى أهم مشاكل عصرنا وأكثرها إلحاحًا. وفي هذا الصدد، يشرفني أن أرسل إليكم موقفًا مرفقًا يعتزم الكرسي الرسولي الإسهام به في موضوع هذا اللقاء".

 

وأشار البابا الى أن "مكافحة تغير المناخ والفقر المدقع في الواقع، هدفان معقدان ومترابطان، ومن الضروري في ضوئهما إعادة تحديد نموذج إنمائي جديد يضع في المحور جميع البشر وكل إنسان باعتباره الركيزة الأساسية للاحترام والحماية، من خلال اعتماد منهجية تدمج أخلاقيات التضامن والمحبّة السياسيّة". فـ"بهذه الطريقة فقط سيكون من الممكن تعزيز خير عام عالمي فعلاً، وحضارة محبة حقيقية لا مكان فيها لوباء اللامبالاة والتبذير".

 

وذكر الحبر الأعظم أن "تأثير الاحتباس الحراري على الأشخاص الأشدّ فقرًا يتطلب منا أن ننظر في الاستجابة للأزمة الاجتماعية والبيئية الحالية كفرصة فريدة لتحمل المسؤولية بطريقة مسؤولة لهشاشة بيتنا المشترك، وتحسين الظروف المعيشية، والصحة، والنقل، وأمن الطاقة وخلق فرص عمل جديدة".

 

وأردف: "من هذا المنظور، الذي تندرج فيه اتفاقية باريس، يمكننا أن ندرك تدريجيًا أن تغير المناخ مسألة أخلاقيّة أكثر من كونها فنيّة، وأن نقطة التحول الحاسمة التي نحتاجها لن تكون ممكنة إلا إذا استثمرنا في تربية الأجيال الجديدة على أنماط حياة تحترم الخليقة، لم يتم اكتشافها حتى الآن".

 

تابع "لذلك من الأهميّة بمكان أن تتمَّ تنشئة الشباب على حماية الخليقة واحترام الآخرين، لكي يكونوا قادرين على الالتزام بتعزيز عادات جديدة للإنتاج والاستهلاك، من أجل خلق نموذج جديد للنمو الاقتصادي يضع البيئة والأشخاص في المحور". لهذا، "فإن منظّمتكم لها أهمية حاسمة ويسرني أن يستند هذا اللقاء إلى الآثار الأخلاقية لحالة الطوارئ المناخية، من أجل تعميق الجوانب العلمية".

 

ونوه بيرغوليو بأنه "بالتالي، إذا أردنا مكافحة تغير المناخ بشكل فعَّال، علينا أن نعمل معًا، آخذين بعين الاعتبار الحاجة إلى فحص دقيق لنموذج التنمية الحالي، لتصحيح الانحرافات والتشوهات فيه. إن تقديم إجابات محددة لظاهرة الاحتباس الحراري الخطيرة هو واجب أخلاقي، وسيكون لعدم اتخاذ الإجراءات آثارًا ثانوية، لاسيما بين الطبقات الأشدّ فقرًا في المجتمع، والذين هم أيضًا الأكثر عرضة لهذه التغييرات".