موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ١٠ فبراير / شباط ٢٠٢٣
البابا يحث المجتمع الدوليّ على احترام ثقافات الشعوب الأصليّة وكرامتها وحقوقها

أبونا وفاتيكان نيوز :

 

حثّ البابا فرنسيس، الجمعة 10 شباط 2023، الحكومات والمجتمع الدولي على احترام ثقافات الشعوب الأصليّة وكرامتها وحقوقها في اللغة والتقاليد والروحانيّة، مشدّدًا على دورها الحاسم في المساعدة في معالجة الأزمة البيئية العالميّة الحاليّة.

 

جاء هذا النداء خلال استقباله مجموعة من 40 مندوبًا من السكان الأصليين حضروا الاجتماع العالمي السادس لمنتدى الشعوب الأصليّة، الذي سيعقد هذا الأسبوع في العاصمة الإيطاليّة روما، بالاشتراك مع مجلس إدارة الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد).

 

وتأسّس المنتدى في عام 2011 كمنصة للتشاور والحوار حيث ينقل ممثلو الشعوب الأصليّة مخاوفهم وطلباتهم وتوصياتهم لتحسين شراكتهم المستمرة مع الصندوق الدولي للتنمية الزراعيّة من أجل القضاء على الفقر والجوع في العالم.

 

 

القيادة المناخيّة للشعوب الأصليّة

 

ويتمحّور اجتماع هذا العام، الذي يستمرّ حتى 13 شباط، على "القيادة المناخيّة للشعوب الأصليّة: الحلول المجتمعية لتعزيز القدرة على الصمود والتنوع البيولوجي". وأشار البابا إلى أنّ هذا الموضوع "يشكّل فرصة للاعتراف بالدور الذي تقوم به الشعوب الأصليّة في حماية البيئة وتسليط الضوء على حكمة هذه الشعوب من أجل التوصل إلى حلول عالمية للتحدّيات الكبيرة التي يضعها التغيّر المناخي أمام البشريّة".

 

وقال: "علينا أن نصغي بشكل أكبر إلى الشعوب الأصليّة، وأن نتعلّم من أسلوب حياتهم، لكي ندرك بشكل أفضل أنه لا يمكننا الاستمرار في التهام الموارد الطبيعيّة بجشع، لأنّ الأرض أوكلت إلينا كي تتمكن من أن تكون بالنسبة لنا أُمًّا قادرة على منح كل شخص ما يلزمه للعيش". ولذلك، فإنّ "مساهمة الشعوب الأصليّة ضروريّة في مكافحة التغيرات المناخيّة".

 

 

تقدير التراث الثقافي للشعوب الأصليّة

 

وشدّد البابا فرنسيس على الحاجة الماسّة إلى "أفعال مشتركة"، وإلى حوار لإعادة "تركيبات السلطة التي تحكم المجتمعات الغربيّة"، وفي الوقت عينه إلى "تغيير في العلاقات التاريخيّة التي تميّزت بالاستعمار والاستبعاد والتمييز"، وذلك لأنّ "التحدي البيئي الذي نواجهه، وجذوره الإنسانيّة، له تأثير على كلّ واحد منّا، ليس فقط ماديًّا، بل نفسيًّا وثقافيًّا".

 

ولهذا، دعا قداسته الحكومات إلى "الاعتراف بالشعوب الأصليّة في جميع أنحاء العالم، بثقافاتها ولغاتها وتقاليدها وروحانياتها، وباحترام كرامة هذه الشعوب وحقوقها انطلاقًا من الوعي بأن غنى عائلتنا البشرية يكمن في التنوع". وأشار البابا فرنسيس إلى أنّ "تجاهل المجتمعات الأصليّة في حماية الأرض هو خطأ فادح وظلم كبير"، مشدّدًا على أنّ "تثمين التراث الثقافيّ للشعوب الأصليّة وتقنيات أسلافهم العريقة سيساعد على تبَني مسارات نحو إدارة أفضل للبيئة".

 

وأراد البابا فرنسيس ومن وجهة النظر هذه الإشادة بعمل الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد) من أجل دعم الجماعات الأصلية في مسيرة تنمية ذاتية، وذلك بشكل خاص من خلال صندوق دعم الشعوب الأصلية. شدد قداسته من جهة أخرى على ضرورة أن تتكاثر مثل هذه الجهود وأن ترافَق باتخاذ حازم وواضح للقرارات، وذلك من أجل تحقيق تحول عادل.

 

 

التناغم مع الخليقة مفتاح للعيش الجيّد

 

وشجّع البابا فرنسيس الشعوب الأصليّة على المثابرة في السعي لتحقيق الانسجام مع الخليقة باعتبارها مفتاحًا "للعيش الجيّد"، معربًا عن دعمه لنضالهم ضد سياسات استخراج المعادن الحاليّة في منطقة الأمازون أو إزالة الغابات التي تدمّر الأرض.

 

وخلص إلى القول: "عندما لا يحترم الناس خير الأرض والبيئة والنباتات والحيوانات والأنواع، يُسقط الإنسان في مواقف غير إنسانيّة لأنه يفقد العلاقة مع الأم الطبيعة"، مشدّدًا على أنّ ثقافات الشعوب الأصليّة ليست ثقافات "يجب تحويلها إلى ثقافات حديثة"، ولكن "يجب احترامها"، والسماح لهم باتباع طريقهم الخاص نحو التنميّة، والإصغاء إلى الحكمة التي تقدّمها هذه الثقافات".