موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٢١ فبراير / شباط ٢٠٢٣
البابا: يجب أن تكون التكنولوجيا في خدمة الإنسانيّة

أبونا وفاتيكان نيوز :

 

خلال استقباله المشاركين في الجمعيّة العامّة للأكاديميّة الحبريّة للحياة، الاثنين 20 شباط 2022، أكد البابا فرنسيس أنّ الكنيسة الكاثوليكيّة لا تتوقّف عن تشجيع التطوّر العلميّ والتقنيّ في خدمة الكرامة البشريّة، ومن أجل تنمية بشريّة متكاملة.

 

وتعقد الأكاديميّة الحبريّة للحياة ورشة عمل لمدة يومين ترتكز على الجوانب الأخلاقيّة لما يسمّى "التقارب التقني" (تكنولوجيا النانو، والتكنولوجيا الحيويّة، وتكنولوجيا المعلومات، والعلوم المعرفيّة). وتعقد الورشة يومي 20 و21 شباط بمشاركة أكاديميين من جميع أنحاء العالم.

 

 

ثلاثة تحديات

 

وتطرّق البابا فرنسيس في كلمته إلى ثلاثة تحديات هامة، وهي أولا التغيّر السريع في ظروف عيش الإنسان في العالم التكنولوجي، ثم تأثير التقنيات الجديدة على تعريف الإنسان والعلاقات في حد ذاتها، وأخيرًا مفهوم المعرفة وما يترتب عليه.

 

وفي حديثه عن التحدي الأوّل، لفت البابا إلى أنّ قوة وتسارع التطورات التكنولوجيّة لهما تأثير غير مسبوق على البيئة وعلى الظروف المعيشيّة للإنسان، مع تأثيرات وتطورات ليست دائمًا واضحة ويمكن التنبؤ بها، كما يتضح من الأزمات المتعدّدة التي تواجه عالم اليوم، من الوباء إلى أزمة الطاقة، ومن التغيّر المناخي إلى الهجرة. لذلك، شدّد قداسته على أن تقدمًا تقنيًا سليمًا لا يمكنه إلا أن يأخذ بعين الاعتبار هذا التشابك المعقّد.

 

وعن التحدي الثاني، قال البابا إنّ الأشكال التكنولوجية للخبرة البشريّة أصبحت أكثر تغلغلاً يومًا بعد يوم، كما وتزداد صعوبةً المعايير التي يمكن من خلالها التمييز بين ما هو طبيعي وما هو اصطناعي، بين الحيوي والتكنولوجي، مشددًا على الحاجة إلى تأمّل جاد حول قيمة الإنسان ذاته، وعلى وجه الخصوص إعادة على أهميّة مفهوم الوعي الإنساني كخبرة علائقيّة. وقال قداسته: لا يمكن في شبكة العلاقات الشخصيّة أو الجماعيّة أن تحلّ التكنولوجيا محل العلاقة البشريّة، ولا يمكن للافتراضي أن يحلّ محلّ الواقعي، ولا للتواصل الاجتماعي أن يحل محل الوسط الاجتماعي.

 

ثم انتقل قداسته إلى التحدّي الثالث، وتحدّث عن ضرورة التساؤل حول أساليبنا في المعرفة، وذلك انطلاقًا من الوعي بأنّ أسلوب المعرفة له في حد ذاته تبعات أخلاقية. وفي هذا الصدد، ذكّر بحديثه في الإرشاد الرسولي "فرح الإنجيل" وفي رسالته العامّة "كن مُسبحًا"، عن معرفة متلائمة مع الإنسان، وبأنّ الكل يفوق الأجزاء، وأن العالم كله في ترابط وثيق.

 

ولفت إلى أنّه "من الجيّد أن يستمرّ اللاهوت في التغلب على المناهج الدفاعيّة، والمساهمة في تعريف الإنسانيّة الجديدة وتشجيع الاستماع المتبادل والتفاهم المتبادل بين العلم والتكنولوجيا والمجتمع". وقال: "إنّ عدم وجود حوار بنّاء بين (العلم والتكنولوجيا والمجتمع) يضعف الثقة المتبادلة التي هي أساس كل تعايش إنسانيّ وجميع أشكال الصداقة الاجتماعيّة".