موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢٢ يوليو / تموز ٢٠٢٤
البابا يتناول موضوع الراحة والشفقة في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي

فاتيكان نيوز :

 

تلا البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد صلاة التبشير الملائكي مع وفود من المؤمنين والحجاج احتشدوا في ساحة القديس بطرس، وألقى كلمة قبل الصلاة توقف فيها عند إنجيل هذا الأحد (مرقس ٦، ٣٠ – ٣٤)، مسلطًا الضوء في هذا الصدد على الراحة والشفقة.

 

استهل البابا كلمته مشيرًا إلى أن إنجيل هذا الأحد يروي أن الرسل اجتمعوا عند يسوع بعد أن عادوا من الرسالة وأخبروه بما عملوا؛ فقال لهم: "تَعالَوا أَنتم إِلى مَكانٍ قَفرٍ تَعتَزِلونَ فيه، واستَريحوا قَليلاً" (مرقس ٦، ٣١). ولكن الناس كانوا يعرفون تنقلاتهم، وعندما نزلوا من السفينة، وجد يسوع الجموع في انتظاره، فأخذته الشفقة عليهم، وأخذ يُعلِّمهم (راجع مرقس ٦، ٣٤).

 

وأشار إلى أن هناك من ناحية الدعوة إلى الراحة، ومن ناحية أخرى شفقة يسوع على الجموع، مسلطًا الضوء على جمال التأمل في شفقة يسوع. وأضاف قد يبدو أن الراحة والشفقة هما أمران غير متوافقين، ولكنهما يسيران معًا. ولفت إلى اهتمام يسوع إزاء تعب التلاميذ. ربما يشعر بخطر قد يتعلق أيضا بحياتنا ورسالتنا، عندما تجعلنا - على سبيل المثال - الحماسة للمضي قدمًا بالرسالة أو العمل، وكذلك المهام الموكلة إلينا ضحايا كثرة النشاطات، منشغلين جدًا بشأن الأمور التي ينبغي القيام بها والنتائج. فنضطرب هكذا ولا نعود نرى ما هو أساسي، ونخاطر باستنفاد طاقاتنا والوقوع في تعب الجسد والروح. إنّه تحذير مهم لحياتنا، ولمجتمعنا الذي هو غالبًا أسير السرعة، وأيضًا للكنيسة والخدمة الرعوية.

 

ولفت إلى أن الراحة التي اقترحها يسوع ليست هروبًا من العالم؛ على العكس، فقد شعر يسوع بالشفقة على الناس. وبالتالي، نتعلّم من الإنجيل أن الراحة والشفقة مترابطتان ببعضهما البعض: فقط إذا تعلّمنا الراحة نستطيع أن نشعر بالشفقة. وأشار إلى أنه من الممكن التحلي بنظرة شفوقة قادرة على إدراك احتياجات الآخر ذلك فقط إذا لم يكن قلبنا منهكًا بقلق العمل، وإذا عرفنا أن نتوقف، وننال، في صمت العبادة، نعمة الله.

 

وخلص البابا فرنسيس في كلمته إلى القول: لذا، نستطيع أن نسأل أنفسنا: أأعرف أن أخصص وقتًا لأكون مع ذاتي ومع الرب، أم أنني دائمًا في عجلة للقيام بما ينبغي فعله؟ أنعرف إيجاد بعض "الصحراء" الداخلية في وسط الضوضاء والنشاطات اليومية؟ لتساعدنا العذراء مريم على "الاستراحة في الروح" حتى وسط جميع النشاطات اليومية، وأن نكون شفوقين إزاء الآخرين.