موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٢ فبراير / شباط ٢٠٢٥
البابا للشباب الأوكراني: كونوا وطنيين، ارفضوا الحرب، وسامحوا

فاتيكان نيوز :

 

أجرى البابا فرنسيس، ظهر السبت 1 شباط 2025، لقاءً عبر الانترنت مع عدد من الشباب الأوكرانيين في العاصمة كييف ومدن أوكرانية أخرى، إلى جانب بعض المدن في أوروبا وأمريكا، وذلك لمناسبة مبادرة ينظمها السفير البابوي في أوكرانيا رئيس الأساقفة فيسفالداس كولبوكاس، ورأس كنيسة الروم الكاثوليك في أوكرانيا رئيس الأساقفة سفياتوسلاف شيفتشوك، وقد شارك في هذه المبادرة 250 شابًا أوكرانيًا من داخل البلاد وخارجها من الكاثوليك اللاتين والروم.

 

وقال المكتب الصحفي التابع للكرسي الرسولي بأنّه وبعد لحظة صلاة قرأ بعض الشباب شهادات أليمة حول حالة الحرب التي يعيشونها وتبعاتها عليهم وعلى عائلاتهم وعلى بلدهم. وعقب هذه الشهادات أجاب الأب الأقدس على أسئلة وجهها بعض المشاركين في اللقاء، وأكد لهم قربه وألمه أمام الجراح التي يسببها النزاع، وشدّد البابا على أن الحرب تؤدي إلى الجوع والدمار وتقتل، وذكَّر في هذا السياق باتصاله اليومي مع رعية العائلة المقدسة للاتين في غزة. ودعا الشباب إلى أن يكونوا وطنيين أي أن يحبوا وطنهم ويحموه، لكنه سألهم من جهة أخرى أن تكون لديهم أحلامًا وتعطشًا إلى المستقبل.

 

عليّ أن أغفر كما نلتُ أنا المغفرة

 

وتحدث البابا عن تمنيه السلام لأوكرانيا مؤكدًا أن السلام يُبنى من خلال الحوار، وحث قداسته الشباب على عدم التوقف عن الحوار حتى وإن كان صعبا وشدّد على ضرورة بذل الجهود سعيًا إلى الحوار. وفي إجابته على سؤال حول المغفرة بعد أن يترك الألم والظلم جراحًا عميقة في القلب، قال البابا إنه صحيح أن علينا الدفاع عن أنفسنا ولكن من الضروري أن نكون دائمًا مستعدين للمغفرة سواء فيما بيننا أو أيضًا إزاء مَن هو معارض لنا. ووصف المغفرة بأنها من بين أصعب الأمور مشيرًا إلى رد الفعل الغريزي الذي يدفع إلى الرد على لكمة بلكمة أخرى، إلا أنه تحدث عن عبارة مفيدة تقدم مساعدة كبيرة من أجل المغفرة، ألا وهي: يجب عليّ أن أغفر كما نلتُ أنا المغفرة، وأكد البابا بالتالي أن على كل واحد منا أن يبحث عما نال من مغفرة في حياته.

وبدأ اللقاء بتقديم من رئيس أساقفة كييف سفياتوسلاف شيفتشوك، رأس كنيسة الروم الكاثوليك في أوكرانيا. وقد كان رئيس الأساقفة في اتصال من كاتدرائية القيامة في العاصمة كييف وقد كان يُنقل فيديو الاتصال مع البابا فرنسيس على شاشة كبيرة.

 

وأشار رئيس الأساقفة في بداية حديثه إلى احتمال أن تُدق صفارات الإنذار بسبب غارات جوية. وقال إنه سيكون من الضروري في حال حدوث هذا إنهاء الاتصال والنزول إلى أسفل البناية. كما وتحدث عما وصفها بمعجزة، أي توفر التيار الكهربائي حيث كانت العاصمة قد تعرضت الليلة السابقة إلى هجوم جوي جديد إلا أن البعض قد نجحوا في إعادة ربط الأسلاك لاستعادة التيار الكهربائي.

شهادات الشباب

 

أما شهادات الشباب المشاركين في هذا اللقاء مع قداسة البابا فقد نقلت مآسي الحرب، ما بين الخوف على الأقارب الذين يقاتلون على الجبهات المختلفة وتبعات الحرب من دمار وموت وألم. وأوضحت أسئلة الشباب وشهاداتهم تطلعهم إلى السلام، لكنهم تساءلوا وسألوا قداسة البابا حول كيفية بلوغ سلام حقيقي، عادل ودائم. هذا وكان الإيمان وما يمنح من قوة محور بعض الشهادات التي أكد فيها الشباب كيف منحهم الإيمان القدرة على السير قدما وعلى أن تكون لديهم أحلام للمستقبل.

 

وفي سياق الحديث عن الضحايا أشار البعض إلى عدم الاكتراث بقيمة الحياة وهو ما توقف عنده البابا في تفاعله مع هذه الشهادات، وقال إن العالم يشهد بالفعل تراجعًا لتقدير قيمة الحياة حيث تتمتع اليوم أمور أخرى بأهمية أكبر مقارنة بالحياة مثل المال واتخاذ موقف مؤيد للحرب. ومن النقاط الأخرى التي تم التطرّق إليها خلال اللقاء الاضطرار إلى الرحيل وترك الأشخاص أوطانهم بسبب الحرب، وتحدث البابا فرنسيس هنا عن أهمية الحنين إلى الوطن والذي يهب قوة، وشجع الأوكرانيين في الخارج على ألا يفقدوا هذا الحنين.

 

وفي ختام اللقاء عبر الشبكة مع شباب أوكرانيا منح قداسة البابا الجميع بركته.