موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
التقى البابا لاون الرابع عشر، الاثنين، بنحو 360 خادم مذبح من فرنسا، الذين جاؤوا في حجّ إلى روما مع كهنتهم وأساقفتهم. وفي كلمته، شدّد البابا على أن حجّهم وعبور الأبواب المقدّسة هو فرصة للعودة إلى الله، وللنمو في الإيمان والمحبة، ليصبحوا تلاميذ أكثر إخلاصًا للمسيح.
ودعا الشباب الكاثوليك الفرنسيين إلى تخصيص وقتٍ للتحدّث مع يسوع في أعماق قلوبهم، ومحبته أكثر فأكثر. وقال: "هو لا يرغب في شيءٍ أكثر من أن يكون جزءًا من حياتكم، أن ينيرها من الداخل، ويصبح صديقكم الأقرب والأوفى. إنّ الحياة مع يسوع تصبح جميلة وسعيدة".
وأشار إلى أن الرجاء هو موضوع سنة اليوبيل، مذكّرًا بأن تحديات العالم تعكس حاجة المسيحيين إلى فضيلة الرجاء. وفي خضمّ الألم والمعاناة والمرض والإعاقة والفشل وفقدان الأحباء، شدّد البابا على أنّ يسوع هو وحده القادر على خلاصنا، لأنّه دائمًا قريب، ويحبنا محبّة لا تنضب.
وأضاف: الدليل الأكيد على محبّة يسوع لنا هو أنّه بذل حياته من أجلنا على الصليب. ليس هناك حبٌّ أعظم من أن يبذل الإنسان حياته من أجل من يحبّ. وهذا هو سرّ إيماننا الكاثوليكي الأعجب: الله، خالق السماء والأرض، شاء أن يتألّم ويموت من أجلنا. لقد أحبّنا الله حتى الموت!".
ولفت إلى أن الكنيسة تحفظ ذكرى موت يسوع وقيامته كأثمن كنز لها، وتنقلها عبر الاحتفال بالإفخارستيا، التي يفرح خدام الهيكل بخدمتها. فالكنيسة، منذ بدايتها وعلى مرّ القرون، تواصل الاحتفال بالقداس أحدًا بعد أحد، لتتذكّر ما فعله الرب من أجلها. وعلى يدي الكاهن وكلماته: "هذا هو جسدي، هذا هو دمي"، يهب يسوع ذاته من جديد على المذبح، ويسفك دمه لأجلنا اليوم.
وقال: "يا خدام الهيكل الأحبّاء، إنّ الاحتفال بالقداس يخلّصنا اليوم، ويخلّص العالم اليوم! إنّه الحدث الأهم في حياة المسيحي والكنيسة، لأنّه الموعد الذي يعطي فيه الله نفسه لنا بالمحبّة، مرّة بعد مرّة. المسيحي لا يذهب إلى القداس بدافع الواجب، بل لأنّه في حاجة ماسّة إليه، إلى حياة الله التي تُمنح بسخاء وبدون رجعة". وتابع: "ليتكم تكتشفون، أحدًا بعد أحد، جمال وسعادة وضرورة هذه الدعوة. ما أروع حياة الكاهن الذي في قلب كل يوم من أيامه، يلتقي بيسوع بطريقة فريدة جدًا، ويقدّمه للعالم!".
وفي الختام، شكر البابا خدام المذبح الفرنسيين على خدمتهم السخية في رعاياهم، وحثهم على أن يتذكروا دائمًا عظمة وقداسة ما يُحتفل به. وقال: "لتكن سلوكياتكم، صمتكم، وكرامة خدمتكم، والجمال الليتورجي، والنظام، وجلال الحركات، وسيلةً لإدخال المؤمنين في عظمة السرّ المقدّس".
كما دعا البابا لاون الرابع عشر خدّام الهيكل إلى أن يكونوا متنبهين إلى الدعوة التي قد يوجّهها يسوع لبعضهم لاتباعه عن قرب في الكهنوت أو الحياة الرهبانيّة، قائلاً: "إنّ قلّة الكهنة في فرنسا والعالم هي مأساة كبيرة! ومأساة للكنيسة!".
وختم الحبر الأعظم كلمته بالقول: يا خدام المذبح الأحبّاء، أشكركم مجددًا على زيارتكم. إنّ عددكم والإيمان الذي يسكن فيكم هما تعزية عظيمة وعلامة رجاء. واصلوا بشجاعة، واشهدوا من حولكم على الفخر والفرح اللذين تمنحهما لكم خدمة القداس.