موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٢ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٥
البابا لاون: سيسألنا الله عمّا إذا كنا قد اعتنينا بالعالم الذي خلقه
خطاب البابا لاون للمشاركين في مؤتمر دولي حول العدالة المناخية، متأملاً في رسالة البابا فرنسيس حول البيئة Laudato Si، مشيرًا إلى أنه عندما يحين الوقت، سوف يسألنا الله عما إذا كنا نهتم ببيتنا المشترك.

أبونا :

 

في عصر يوم الأربعاء، وبمناسبة الذكرى العاشرة لصدور الرسالة العامة "كُنْ مُسبّحًا" للبابا فرنسيس حول العناية بالبيت المشترك - البيئة، ألقى البابا لاون الرابع عشر كلمة أمام المشاركين في مؤتمر Raising Hope الذي نظّمته حركة "كُن مُسبّحًا".

 

وفي كلمته، عبّر الحبر الأعظم عن امتنانه لإرث رسالة البابا فرنسيس العامة، مشيرًا إلى أنها ألهمت المدارس والأبرشيات والبرامج الأكاديمية والحوار الدولي. وقال: "لقد امتد تأثيرها إلى القمم الدولية، والمبادرات بين الأديان، والأوساط الاقتصادية والتجارية، وكذلك الدراسات اللاهوتية والأخلاقية الحيوية". وأضاف أن عبارة "العناية ببيتنا المشترك" أصبحت، قبل كل شيء، تعبيرًا راسخًا متداولًا في الأبحاث الأكاديمية والخطابات العامة عبر الشعوب والقارات.

 

توبة القلب

 

ومستعيدًا إنجازات العقد الماضي، شدّد البابا على أن التحديات التي أشارت إليها هذه الرسالة "أصبحت أكثر إلحاحًا اليوم مما كانت عليه قبل عشر سنوات". وأوضح أن هذه التحديات ليست سياسية واجتماعية فحسب، بل روحية أيضًا، مما يستدعي ما دعا إليه البابا فرنسيس بـ"ارتداد القلب."

 

وبيّن أن القلب بحسب الكتاب المقدّس ليس مركز المشاعر والعواطف فحسب، بل هو أيضًا "الموضع الذي تتم فيه أعمق عمليات البحث، وفيه يُكتشف هوية الإنسان الحقيقية، وتُصاغ القرارات. وفقط بالعودة إلى القلب يمكن أن يتحقق تحوّل بيئي حقيقي". وأضاف أن هذا الارتداد يعني الانتقال "من جمع البيانات إلى العناية؛ ومن الخطاب البيئي إلى أنماط حياة تستلهم الإيمان ومحبة الله".

ماذا سيكون جوابنا؟

 

واستشهد قداسته بوصف البابا فرنسيس للقديس فرنسيس الأسيزي، مذكّرًا المشاركين بأن الاهتمام بالبيئة والعدالة تجاه الفقراء والالتزام الاجتماعي والسلام الداخلي هي أمور لا تنفصل عن بعضها.

 

وإذ نظر إلى القمم العالمية المقبلة، ومنها مؤتمر الأطراف الثلاثون (COP30) ومؤتمر الأمم المتحدة حول المياه عام 2026، دعا البابا القادة إلى الإصغاء إلى صرخات "الأرض والفقراء، والعائلات، والشعوب الأصلية، والمهاجرين القسريين، والمؤمنين في أنحاء العالم".

 

وفي ختام كلمته، طرح البابا السؤال:

 

"سيسألنا الله عمّا إذا كنا قد اعتنينا بالعالم الذي خلقه، ورعينا إخوتنا وأخواتنا. فما سيكون جوابنا؟".