موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٢٩ مارس / آذار ٢٠٢٣
البابا في مقابلته العامة: غيّر حياتك واصبح "خليقة جديدة" على مثال القديس بولس

أبونا :

 

"غيّر حياتك الآن، بالسماح ليسوع بتغييرك، وتصبح مخلوقًا جديدًا، كما فعل القديس بولس". هذا ما شدّد عليه البابا فرنسيس خلال مقابلته العامة اليوم الأربعاء، حيث أخبر المؤمنين والحجاج في ساحة القديس بطرس أنه لم يفت الأوان أبدًا للبدء من جديد، وهذا يتطلّب معرفة مكان يسوع في حياتنا.

 

ومتابعًا لسلسلة تعاليمه حول الغيرة الرسوليّة، أشار الحبر الأعظم إلى أنه سيركز على أفراد مختلفين، في أوقات مختلفة وبطرق مختلفة، قدّموا "شهادة نموذجيّة لما يعنيه شغف الإنجيل"، متناولاً هذا الأربعاء والأسبوع الذي يليه القديس بولس، الذي أصبح "خليقة جديدة".

 

وقال البابا فرنسيس: ظهرت غيرة بولس للإنجيل بعد اهتدائه. كان غيّورًا من قبل، لكنّ المسيح بدّل غيرته من الشريعة إلى الإنجيل. كان يريد في البداية أن يدمّر الكنيسة، لكن بعد ذلك قام ببنائِها. يمكننا أن نسأل أنفسنا: ماذا تغيّر في بولس ولماذا؟

 

أضاف: تغيّر بولس ليس بسبب فكرة أو قناعة، بل بسبب لقائه بالرب يسوع القائم من بين الأموات الذي غيّر كيانه كاملًا، ذلك على طريق دمشق. غيرته لم تتوقّف، بل تبدّلت، بدّلها الروح القدس. لذلك حبّ البشارة بالإنجيل ليس مسألة فهم أو دراسات، بل هو خبرة مثل خبرة بولس الذي كان مضطهدًا للمسيح، ثمّ صار رسولًا له. هذه الخبرة هي التي غيّرت حياته وأظهرت اندفاعه الرسوليّ. لذلك، أصل الاندفاع للبشارة بالإنجيل هو حبّ الله نفسه.

 

تابع: كان في حياة بولس نوع من التناقض. لمّا كان يعتبر نفسه بارًّا أمام الله، كان يشعر بأنّه مخوّل بأن يضطهد، وأن يسجن، وحتى أن يقتل. ولكن عندما أناره الربّ يسوع، اكتشف أنه كان مُجدّفًا مُضطهِدًا عنيفًا، إذّاك صار حقًا قادرًا على أن يُحبّ الحبّ الصحيح. هناك مع الأسف، حتّى اليوم، غيرة سيئة تبرّر العنف والقتل، حتى باسم الله. لكن الغيرة لإنجيل المسيح تنشأ فينا عندما نعرف أننا نحن أيضًا خطأة وغفر الله لنا. بهذه المعرفة يقوى حبّ الإنجيل فينا.