موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
«مطلوب منا أن نغيّر مسار حياتنا»، الذي يتطلّبه منهم اتّباع يسوع، و«أن نغيّر التاريخ». هكذا ما أكد عليه البابا لاون الرابع عشر خلال مقابلته العامة مع المؤمنين، اليوم الأربعاء، في ساحة القديس بطرس، مواصلاً سلسلة تعليمه حول موضوع: "يسوع المسيح، رجاؤنا".
استهل الحبر الأعظم كلماته متأملًا في الصلة بين قيامة المسيح من بين الأموات والتحديات التي نواجهها في عالمنا اليوم، مشيرًا إلى أنه إذا سمحنا لها، فإن عمل المسيح الخلاصي قادر على تحويل جميع علاقاتنا، خاصة علاقتنا مع الله، ومع الآخرين، ومع الخليقة.
وقال البابا لاون الرابع عشر إنه كما التفتت مريم المجدلية في صباح عيد الفصح ذاك لتنظر إلى يسوع، «علينا نحن أيضًا أن نسمح لبذرة الرجاء المسيحي أن تثمر، وأن تُغيّر قلوبنا، وأن تؤثر في طريقة تعاملنا مع القضايا التي نواجهها».
وذكّر البابا لاون لاون كيف أنّ الإنجيلي يوحنا البشير يلفت انتباهنا إلى تفصيلٍ لا نجده في الأناجيل الأخرى، ألا وهو أن مريم المجدليّة، بينما كانت تبكي عند القبر الفارغ، لم تعرف فورًا يسوع القائم من بين الأموات، بل ظنّت أنه البستاني.
وأشار إلى أنها «لم تُخطىء مريم المجدلية تمامًا عندما ظنّت أنها التقت بالبستاني!». وأضاف: «في الواقع، كان عليها أن تصغي من جديد إلى اسمها، وأن تفهم رسالتها ومهمّتها من الإنسان الجديد، ذاك الذي قال في نص آخر للقديس يوحنا: "هاءنذا أجعل كل شيء جديدًا" (رؤيا 21: 5)».
وأبرز البابا لاون كيف بيّن البابا فرنسيس، في رسالته العامة "كن مسبحًّا – العناية بالبيت المشترك" عام 2015، «حاجتنا الملحّة إلى نظرة تأملية: إن لم يكن الإنسان حارسًا للبستان، صار مخرّبًا له». ولهذا أكد أنّ «الرجاء المسيحي يجيب على التحدّيات التي تتعرّض لها البشرية اليوم، بالوقوف في البستان الذي وُضِع فيه المصلوب وكان بذرة، ستنمو وتثمر ثمرًا وافرًا».
وأضاف: «نحن لم نفقد الفردوس، بل وجدناه من جديد. لذلك، فإنّ موت يسوع وقيامته من بين الأموات هما أساس روحانيّة العناية بالبيئة المتكاملة، التي من دونها يبقى كلام الإيمان بلا تأثير في الواقع، ويبقى كلام العلوم بعيدًا عن القلب». وتابع: «لذلك، نحن نتكلّم عن ارتداد في نفوسنا إلى العناية بالبيئة، لا يستطيع المسيحيون أن يفصلوه عن تغيير المسار الذي يتطلّبه منهم إتّباع يسوع».
وأوضح الحبر الأعظم أن التفات مريم في صباح يوم الفصح علامة على ذلك؛ «بالارتداد فقط، من توبة إلى توبة، يمكننا أن ننتقل من وادّي الدموع هذا إلى أورشليم الجديدة». وأكد: «هذا الانتقال، الذي يبدأ في القلب وهو روحيّ، يُغيّر التاريخ، ويُلزمنا بشكل علنيّ، ويفعّل التضامن الذي يحمي منذ الآن الناس والخليقة من شراهة الذئاب، باسم الحمل الراعي وبقوّته».
وأضاف: «وهكذا، يستطيع اليوم أبناء الكنيسة وبناتها أن يلتقوا ملايين الشباب وغيرهم من الرجال والنساء ذوي النوايا الحسنة، الذين أصغوا إلى صراخ الفقراء وإلى صراخ الأرض، فتأثّرت قلوبهم». وختم البابا تعليمه رافعًا الصلاة: «ليمنحنا الروح القدس القدرة على أن نُصغي إلى صوت من لا صوت لهم. إذاك سنرى ما لم تره أعيننا بعد: ذلك البستان، أو الفردوس، الذي لا نبلغه إلا إن قَبِل كلّ واحدٍ منا مهمّته وأتمّها».