موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٢٢ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٤
البابا فرنسيس: القوة الحقيقية تكمن في العناية بالأشدّ ضعفًا

فاتيكان نيوز :

 

تلا البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد صلاة التبشير الملائكي مع وفود من المؤمنين والحجاج احتشدوا في ساحة القديس بطرس، وقبل الصلاة ألقى قداسته كلمة قال فيها: يحدثنا الإنجيل الذي تقدمه لنا الليتورجيا اليوم، عن يسوع الذي يعلن ما سيحدث في ذروة حياته ويقول: "إن ابن الإنسان سيسلم إلى أيدي الناس، فيقتلونه وبعد قتله بثلاثة أيام يقوم". لكن التلاميذ، بينما يتبعون المعلم، لديهم شيء آخر في رؤوسهم وعلى شفاههم. وعندما سألهم يسوع عما كانوا يتحدثون، لم يجيبوا.

 

تابع: لنتنبّه إلى هذا الصمت: لقد سكت التلاميذ لأنهم كانوا يتجادلون حول من هو الأكبر بينهم. يا له من تناقض مع كلام الرب! وبينما كان يسوع يخبرهم عن معنى حياته، كانوا يتكلمون عن السلطة. وهكذا يغلق العار الآن أفواههم، كما كان الكبرياء قد أغلق قلوبهم من قبل. ومع ذلك، يجيب يسوع بصراحة على الأحاديث التي كانوا يتجادلون فيه على طول الطريق: "من أراد أن يكون أول القوم، فليكن آخرهم جميعًا". هل تريد أن تكون كبيرًا؟ اجعل نفسك صغيرًا، وضع نفسك في خدمة الجميع.

 

أضاف: بكلمة بسيطة وحاسمة، يجدد يسوع أسلوب حياتنا. ويعلمنا أن القوة الحقيقية لا تكمن في سيطرة الأقوى، وإنما في العناية بالأشدّ ضعفًا. لهذا أخذ المعلّم بيد طفل فأقامه بينهم وضمه إلى صدره وقال لهم: "من قبل واحدا من أمثال هؤلاء الأطفال إكراما لاسمي فقد قبلني". إن الطفل ليس لديه سلطة: بل هو في عوز. وعندما نعتني بالإنسان، نعترف أن الإنسان يحتاج دائمًا للحياة.

 

تابع: نحن جميعًا أحياء لأنه قد تم قبولنا، لكن السلطة تجعلنا ننسى هذه الحقيقة، عندها نصبح مسيطرين، وليس خدامًا، وأول من سوف يتألم بسبب ذلك هم الأخيرين: الصغار، والضعفاء، والفقراء. كم من الأشخاص يتألمون ويموتون بسبب الصراع على السلطة! إنها أرواح يرفضها العالم، كما رفض يسوع، عندما أسلم إلى أيدي البشر، لم يجد عناقًا، بل صليبًا. لكن يبقى الإنجيل كلمة حيّة ومفعمة بالرجاء: ذلك الذي رُفض قد قام، وهو الرب!

 

وختم البابا فرنسيس كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي بالقول: لذا يمكننا أن نسأل أنفسنا: هل أعرف كيف أتعرف على وجه يسوع في الصغار؟ هل أعتني بالقريب وأخدم بسخاء؟ وهل أشكر من يعتني بي؟ لنرفع معًا صلاتنا إلى العذراء مريم، لكي نكون مثلها أحرارًا من المجد الباطل ومستعدين في الخدمة.