موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
بمناسبة عيد القدّيس إسطفانس، أوّل شهداء المسيحيّة، تلا البابا فرنسيس، ظهر الخميس، صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، حيث استذكر العديد من الرجال والنساء المضطهدين، وأحيانًا وصولاً إلى الموت، بسبب الإنجيل.
في مستهلّ كلمته، أشار إلى أنّ الكنيسة تُحيي، مباشرة بعد عيد الميلاد، بالقديس إسطفانوس، أول شهيد. نجد رواية رجمه في سفر أعمال الرسل وتقدمه لنا فيما هو يحتضر، ويصلي من أجل قاتليه. هذا الأمر يجعلنا نفكّر: في الواقع، حتى وإن بدا إسطفانوس للوهلة الأولى عاجزًا عن تحمل العنف، إلا أنه في الواقع، كإنسان حرّ حقًا، يستمر في حبّه حتى لقاتليه ويقدّم حياته من أجلهم، على غرار يسوع، لكي يتوبوا ويحصلوا على عطيّة الحياة الأبدية بعد أن يكون قد غُفر لهم.
تابع: بهذه الطريقة، يظهر لنا الشماس إسطفانوس كشاهد لذلك الإله الذي لديه رغبة واحدة كبيرة: "أن يخلُص جميع الناس" –وهذه هي أيضًا رغبة الله– وألا يهلك أحد. إن إسطفانوس هو شاهد لذلك الآب الذي يريد الخير والخير فقط لكل واحد من أبنائه على الدوام، الآب الذي لا يستثني أحدًا، والذي لا يتعبُّ أبدًا من البحث عنهم ومن جمعهم عندما يعودون إليه تائبين بعد أن يكونوا قد ضلوا؛ والآب الذي لا يتعب أبدًا من المغفرة.
أضاف: ولكن لسوء الحظ، هناك اليوم أيضًا، في أنحاء مختلفة من العالم، العديد من الرجال والنساء المضطهدين، وأحيانًا وصولاً إلى الموت، بسبب الإنجيل. إنَّ ما قلناه عن إسطفانوس ينطبق عليهم أيضًا. هم لا يسمحون بأن يُقتلوا عن ضعف، ولا دفاعًا عن إيديولوجية، وإنما لكي يجعلوا الجميع يشتركون في عطيّة الخلاص. ويقومون بذلك بالدرجة الأولى من أجل خير قاتليهم ويصلون من أجلهم.
وختم البابا فرنسيس كلمته بقبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي بالقول لنسأل أنفسنا إذن: هل أشعر بالرغبة في أن يعرف الجميع الله ويخلُصوا؟ هل أعرف كيف أحب أيضًا الذين يجعلونني أتألم؟ هل أهتم وأصلي من أجل العديد من الإخوة والأخوات الذين يُضطهدون من أجل الإيمان؟ لتساعدنا العذراء مريم، سلطانة الشهداء، لكي نكون شهودًا شجعانًا للإنجيل من أجل خلاص العالم.
بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي، أشار البابا إلى أنّ أحد الأعمال التي تميّز اليوبيل هو الإعفاء من الديون. لذلك، شجّع قداسته الجميع على دعم حملة كاريتاس الدولية بعنوان "تحويل الدين إلى رجاء"، من أجل تخفيف عبء الديون التي لا يمكن تحمّلها عن البلدان المثقلة بالديون وتعزيز التنمية.
وأوضح بأنّ مسألة الديون هي مسألة مرتبطة بمسألة السلام و"السوق السوداء" للأسلحة. وقال: "كفى استعمارًا للشعوب بالسلاح! لنعمل من أجل نزع السلاح، ولنعمل ضد الجوع وضد المرض وضد عمالة الأطفال"، مجدّدًا دعوته للسلام في جميع أنحاء العالم؛ في أوكرانيا المعذبة وفي غزة وإسرائيل وميانمار وشمال كيفو والعديد من البلدان التي تعيش في حالة حرب.