موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٣٠ مارس / آذار ٢٠٢١
البابا: على الكهنة أن تكون نظرتهم على مثال المسيح، نظرة حنان ومصالحة وأخوّة
أتت الكلمة خلال استقباله جماعة المعهد الحبري المكسيكي

فاتيكان نيوز :

 

شدّد البابا فرنسيس على أن المشاكل الحالية الناجمة عن الأوضاع التي سببها الوباء، تستدعي من الكهنة التشبه بالسيد المسيح، وأن تكون لهم نظرته المـُحبة لتصبح نظرتهم نظرة حنان ومصالحة وأخوّة". ليتوقف بالتالي عند هذه الصفات الثلاث للنظرة التي يجب أن يتحلى بها الكاهن.

 

 

نظرة حنان

 

تحدث قداسته أولاً عن ضرورة التحلي بنظرة الحنان التي يرى بها الله الآب المشاكل التي تضرب المجتمع، مثل العنف واللامساواة الاجتماعية والاقتصادية، الاستقطاب، الفساد، فقدان الرجاء وخاصة لدى الشباب، مشيرًا إلى مَثل مريم العذراء التي تعكس حنان محبة الله اللامتناهية للجميع بدون تمييز، كما وإلى مثَل الراعي الصالح الذي يقود الكاهن إلى شفقة حقيقية لا فقط إزاء القطيع الموكل إليه، بل وأيضًا إزاء الخراف الضالة.

 

وذكَّر بأن الحنان والشفقة والقرب تشكل أسلوب الله والذي يجب أن يكون أسلوب الكاهن الذي يكافح كي يكون أمينًا. وشدد على أنه فقط بترك أنفسنا لله كي يشكلنا تتقوى محبتنا الرعوية ولا يُستثنى أحد من اهتمامنا وصلاتنا. كما ويحُول هذا دون أن نكون حبساء بيوتنا أو مكاتبنا، ويحفزنا على الخروج للقاء الأشخاص لا أن نبقى بلا حراك. وأراد الأب الأقدس في هذا السياق التحذير من النزعة الإكليريكية.

 

 

نظرة مصالحة

 

ثم انتقل البابا فرنسيس إلى الحديث عن نظرة المصالحة، وتوقف هنا عند المصاعب الاجتماعية ومشاكل اللامساواة والفساد مؤكدا أنها تتطلب منا نظرة تجعلنا قادرين على نسج ما تَفكك أو ضعف في النسيج الاجتماعي والكنسي، مع الاهتمام في المقام الأول بالمقصيين بسبب كونهم من السكان الأصليين أو بسبب أشكال التقوى الشعبية الخاصة. وتابع البابا فرنسيس مؤكدًا أن الرعاة مدعوون إلى المساعدة على إعادة نسج علاقاتٍ قوامها الاحترام وبناءة بين الأشخاص والجماعات والثقافات، مقترحين عليهم أن يدَعوا الله يصالحهم، هذا إلى جانب الالتزام من أجل إحلال العدالة.

 

 

نظرة أخوّة

 

وأشار البابا فرنسيس إلى أن التحديات العديدة الحالية تشمل النسيج الاجتماعي وواقعًا معولمًا ومترابطًا عبر الشبكات الاجتماعية ووسائل الاتصالات. ولهذا علينا أن نكون، وفي اتحاد مع المسيح الخادم والراعي، قادرين على التحلي بنظرة اشتراك ووحدة تحفزنا على خلق الأخوّة التي تسمح لنا بالتشديد على نقاط الرباط والتفاعل في الثقافات والجماعات الكنسية.

 

وتحدّث قداسته عن نظرة تسهِّل الشركة والمشاركة الأخوية، تحفِّز وتقود المؤمنين كي يحترموا البيت المشترك وكي يكونوا بناة عالم جديد في تعاون مع جميع الرجال والنساء ذوي الإرادة الطيبة. ولكي تكون لدينا هذه النظرة نحن في حاجة إلى نور الإيمان وحكمة مَن يقدر على "خلع النعلين" للتأمل في سر الله وقراءة علامات الأزمنة من هذا المنطلق.

 

وشدد على ضرورة تحقيق تناغم في التشئة الدائمة بين الأبعاد الأكاديمية والروحية والإنسانية والرعوية. من الضروري أيضا الوعي بنواقصنا كأفراد وكجماعات وبالتقاعس أو الأخطاء التي علينا تصحيحها في حياتنا. وقال: إننا مدعوون إلى عدم الاستهانة بالاغراءات الدنيوية التي يمكنها أن تقودنا إلى معرفة شخصية غير كافية وتصرفات تتسم بالمرجعية الذاتية وأشكال مختلفة من التهرب من مسؤولياتنا. وحذر في هذا السياق مما وصفها بالدنيوية الروحية والتي يعتبرها بوابة الفساد.

 

وفي ختام كلمته، شدد البابا فرنسيس أمام ضيوفه على ضرورة عدم إبعاد نظرتنا عن المسيح الخادم المتألم، داعيًا إلى عدم التوقف عن التعمق في جذور الإيمان التي تلقوها في كنائسهم والتي تأتي من مسيرة تثقيف غنية للإنجيل، مسيرة تُعتبر سيدة غوادالوبي مثالاً لها. وقال: إنّ عذراء غوادالوبي تذكِّرنا بمحبة ابنها يسوع وتجعلنا نشارك في كهنوته.