موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأحد، ١٤ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٤
البابا: أقلق لأجل الشباب المتحصنين خلف شاشات الأجهزة الإلكترونية

وكالة آكي الإيطالية للأنباء :

 

أعرب البابا فرنسيس، عن "الشعور بالقلق عندما أسمع عن شباب متحصنين خلف الشاشات، وعيونهم تعكس الأضواء الاصطناعية بدلاً من أن تسمح لإبداعهم بالتألق". جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها خلال استقباله، الجمعة، المشاركين في لقاء جمعية تونيولو للمحترفين الشباب.

 

وقال: "من المحزن أن نرى شبابًا لا مبالين ومخدّرين، مستلقين على الأرائك بدلاً من أن يكونوا ملتزمين في المدارس وفي الشوارع، ومنطويين على شاشتهم بدلاً من أن يكونوا كذلك على كتاب ما أو على أخ محتاج، شباب محترفون من الخارج وبلا حياة من الداخل، تحت ضغط الواجب، يلجؤون إلى البحث عن المتعة".

 

وأشار إلى أن "جميعنا بحاجة إلى الإبداع والزخم اللذين وحدكم أنتم الشباب يمكنكم أن تقدماهما لنا، إلى تعطشكم للحقيقة وصرختكم للسلام، حدسكم حول المستقبل وابتساماتكم المفعمة بالرجاء. أود أن أقول لكم: احملوا هذا إلى الأماكن التي تعملون فيها، خاطروا والتزموا بدون خوف، لأن الشباب هم الروافع التي تجدد الأنظمة، وليس العجلات المُسنّنة التي يجب أن تبقيها على قيد الحياة".

 

وقال: "لذلك، لا تحبسوا الخير الذي أنتم عليه ولا تخشوا المخاطرة، لأن من خلال تقدمة ذواتكم ستكتشفون أنكم عطايا فريدة وثمينة". وأوضح بأن "في السياق الغربي، نحن نعيش محاطين بالعطايا والهدايا، وبأشياء عديدة عديمة الفائدة في كثير من الأحيان، منغمسين في منتجات من صنع الإنسان تُفقدنا دهشتنا للجمال الذي يحيط بنا. لكنّ الخليقة تدعونا لكي نكون بدورنا صانعي انسجام وجمال؛ ونخرج من الإدمان على الافتراضي، ومن عالم التواصل الاجتماعي المنوِّم الذي يخدِّر الروح، لكي نقدم للآخرين شيئًا جديدًا وجميلًا".

 

تابع: "بحث يشغفكم، صلاة من القلب، تحقيق يهزكم، صفحة تقدّمونها للآخرين، حلم تحققونه، وبادرة محبة لمن لا يستطيع أن يبادلكم إياها. هذا هو الخلق، أن نكتسب الأسلوب الذي به خلق الله العالم، أسلوب المجانية، الذي يجعلنا نخرج من منطق أقوم بذلك لكي أحصل على كذا، وأنا أعمل لكي أكسب. مبدعون لكي نفتح فتحات حداثة في عالم يكتفي بالأرباح. وهكذا ستكونون ثوارًا".

 

وختم البابا فرنسيس بالقول: "كم من الجوانب الأخرى، مثل الاقتصاد، مكافحة الجوع، إنتاج الأسلحة والاتجار بها، قضية المناخ، الاتصالات، عالم العمل والعديد غيرها، تحتاج للتجديد والإبداع؟ أوكل إليكم أحلام رجل مسن يبتهج برؤية وجوهكم الشابة، وأفكر بمدى حماسة يسوع عندما ينظر إليكم، هو الذي يتمتّع على الدوام بقلب شاب ويدعو الشباب لاتباعه".