موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٦ فبراير / شباط ٢٠٢١
الاحتفال بيوم الأخوة الإنسانية بجامعة الأزهر بأسيوط
تصوير: جورج أنور (المركز الكاثوليكي للإعلام بأسيوط)

تصوير: جورج أنور (المركز الكاثوليكي للإعلام بأسيوط)

ناجح سمعـان :

 

احتضنت جامعة الأزهر بمحافظة أسيوط، الخميس 4 فبراير 2021، فعاليات اللقاء الثقافي للاحتفاء باليوم الدوليّ الأوّل للأخوّة الإنسانيّة، بحضور محافظ أسيوط اللواء عصام سعد، ومطران أبرشيّة أسيوط للأقباط الكاثوليك الأنبا كيرلس وليم، ونائب رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلي أ.د. محمد عبدالمالك الخطيب، وحشد من الشخصيات الدينية المسيحيّة والإسلاميّة، والحكوميّة والأكاديميّة.

 

بدأت الاحتفالية بالسلام الوطني لجمهورية مصر العربية، ثم تلاوة آيات من القرآن الكريم، أعقب ذلك كلمة ترحيب من نائب رئيس جامعة الأزهر قال فيها: "يسرني أن أرحب بالحضور جميعًا من هذه الجامعة العريقة التي تصدر الإسلام الوسطي إلى كل بلاد الدنيا. وفي هذا اليوم المشهود، الرابع من فبراير، الذي جعلته الأمم المتحدة يومًا عالميًا للأخوّة الإنسانيّة. ولقد جاءت الوثيقة في توقيت هام، حيث انتشر العنف في العديد من الدول، حتى أن بعض الجهلاء جعلوا من العقيدة أساسًا لعنفهم. وهو ما دعا الأزهر والكنيسة إلى التحرّك لإعلان الدنيا بأسرها، أن الأديان بريئة من كل عنف، وأن الناس جميعهم أخوة".
 

في كلمته تحدث د. صابر السيد أحمد عن أهم المبادئ، التي دعت إليها وثيقة الأخوّة الإنسانيّة، من احترام للحرية والتعدديّة والعدل، إلى جانب الحوار والمواطنة وحماية دور العبادة. ودعا إلى أهمية تطبيق هذه المبادئ الإنسانية على أرض الواقع.

 

وألقى الأنبا كيرلس وليم كلمة جاء فيها: "بسم الله الخالق، الذي دعانا أن نعيش أخوة مترابطين متحابين، أوجه عميق شكري إلى صديقي أ.د. محمد عبد المالك، على دعوته الكريمة، لكي أشارك في هذا الاحتفال، ومن هذا الصرح العريق، الذي يشع نورًا على الوادي داعيًا للتسامح والحب بين أبناء الوطن". وأضاف: "في مثل هذا اليوم، منذ عامين، لبيّت دعوة الأمام الأكبر، فضيلة الشيخ احمد الطيب، لأكون ضمن وفد الكنيسة المصرية، للمشاركة في احتفالية توقيع الوثيقة، بدولة الإمارات الشقيقة".

 

وقدّم سيادته عرضًا موجزًا لمسيرة عمل الكنيسة الكاثوليكيّة في الحوار بين الأديان، منذ عام 1964 في أعقاب انعقاد المجمع الفاتيكاني الثاني، الذي دعا إلى فتح الحوار مع جميع الديانات، للتقارب والتآخي بين البشر. وقد عمل المجلس البابوي للحوار بين الأديان، الذي يحرص على اللقاء السنوي المنتظم لمثلي كافة الديانات، وعلى رأسها الإسلام واليهودية، على تعزيز القيم الإنسانية، حيث أثمرت هذه اللقاءات عن رغبة ملحة في إعداد وثيقة تجسد هذه الإرادة. وأشار إلى أن "طباخي" هذه الوثيقة مصريان، فمن جانب الفاتيكان كان سكرتير قداسة البابا الأب يؤانس لحظي، وعن الأزهر الشريف كان د. محمد عبد السلام مستشار شيخ الأزهر، اللذان قاما بصياغة الخطوط العريضة للوثيقة المحتفى بها اليوم.

 

واختتم نيافته الكلمة بالحديث عن اللجنة العليا للإخوة الإنسانية المشكلة من الفاتيكان والأزهر، منذ 20 أغسطس 2020، والتي تسعى إلى تجسيد الوثيقة فى أرض الواقع، حتى تصبح المبادئ واقعًا ملموسًا نعيشه كل يوم. فى نهاية كلمته أهدى الأنبا كيرلس وليم، لكوكبة القيادات الدينية والمدنية المشاركة، نسخًا من الرسالة العامة لقداسة البابا فرنسيس "كلّنا أخوة: في الأخوّة والصداقة الاجتماعية".

هذا وأثنى د. شحاته غريب على المبادئ التى حملتها وثيقة الأخوّة الإنسانيّة، كونها أنهت مصطلح الأقليات، ودعت الجميع إلى عيش القيم الإنسانية، ثم طرح الأستاذ الجامعي تساؤلاً حول ماذا بعد الوثيقة؟ داعيًا إلى التحرّر من الصراع الداخلي للإنسان ما بين الإيمان الصادق بمضمون الوثيقة، وبين الشعور نحوها باللامبالاة، مؤكدًا أن الوقت قد حان حتى يعمل الجميع لإعلاء شأن القيم الإنسانيّة.

 

وقال د. عاصم القبيصي في كلمته إن شريعة الإسلام قد أعلت من شأن القيم الإنسانية، وأن كل الشرائع السماوية عمّقت جذور الأخوّة الإنسانيّة عند أبنائها، داعيًا الجميع إلى ترسيخ مبادئ التسامح والسلام من خلال التنشئة الصحيحة للشباب والتمسك بتعاليم الأديان التي تؤكد على الأخوة والمحبة.

 

أما د. سيد عبدالعزيز فتحدّث بأنّ وثيقة الأخوّة الإنسانيّة بمثابة طوق النجاة للعالم بعد أن اشتعلت نيران الحروب بين الدول وقد تجرع الإنسان ألم الحرب، ولم تكن المنطقة العربية بعيدة. وأكد أمين عام "بيت العائلة" بأسيوط أنّ مصر بمسلميها ومسيحييها تقدم أنموذجًا للعالم في التماسك الاجتماعي والمواطنة، وذلك بفضل القيادة السياسية الحكيمة، وأنّ مصر فوق الجميع.

 

وفي كلمة وجيزة، حمل العميد إيهاب مبروك للحاضرين تحية اللواء خالد لبيب قائد المنطقة الجنوبية العسكرية، ودعا القيادات الدينية والمدنية إلى تشجيع الناس على عيش القيم الإنسانية. واختتم حديثه بالحكمة القائلة: "ما لي بالناس إن مالوا وان عدلوا، ديني لنفسي ودين الناس للناس".

 

في ختام اللقاء الدافئ، تحدّث محافظ أسيوط عن عمق الصورة الإنسانيّة التي يعيشها الحاضرون في كل مناسبة دينية أو وطنية يلتقون فيها معًا، حيث تعكس الصورة بحق معنى الأخوّة المصرية التي تقود الجميع إلى الحديث من القلب، ومن ثم العمل معًا من أجل خير أبناء أسيوط.

 

كما تطرّق لعدد من المشروعات القومية التي تعزز قيم الأخوّة الإنسانيّة، وعلى رأسها مشروع "حياة كريمة"، الذي استهدف في مرحلته الأولى بأسيوط 60 قرية وفي مرحلته الثانية 90 قرية أخرى بكافة مراكز المحافظة، موضحًا بأن المشروع هو مبادرة من فخافة الرئيس عبدالفتاح السيسي، بهدف الارتقاء بحياة المواطنين، حتى يعرف العالم أن مصر تعيش مرحلة من الانجاز والتقدم، أساسه الإيمان بقيمة الوطن وكرامة المواطن.