موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٦ أغسطس / آب ٢٠١٥
الإرساليات الروسية للأراضي المقدسة في ندوة للأب د. حنا كلداني
تقرير: ماثيو شمامي ، تصوير: أوس جلال :

بدعوة من الشباب العربي الأرثوذكسي، حاضر الأب د. حنا كلداني عن حقبة الإرساليات الروسية في الأراضي المقدسة، وذلك مساء أمس الأربعاء في النادي الأرثوذكسي بعبدون، وسط حضور مميز من مؤمنين ومهتمين.

بعد التعريف بسيرة المحاضر، إستهل الأب حنا محاضرته بتتبع محطات من تاريخ القرن التاسع عشر لتضفي خلفية للموضوع المراد الحديث عنه، ألا وهو عصر الإرساليات الروسية في الأراضي المقدسة وعلاقتها بالكنيسة المحلية والسياسة الدولية، حيث عرّف بالسياسات التي فرضها الحكم العثماني تجاه الكنائس آنذاك كنظام الملل العثماني الذي يُعطي الأحقية لكل طائفة دينية –ومنها المسيحية- ممارسة طقوسها ورعاية أملاكها فتكون بذلك وحدة سياسية إجتماعية مستقلة، والذي يقابله نظام الإمتيازات العثماني الذي مُنح للقنصليات الأجنبية لممارسة حقها القانوني وحماية رعاياها من المسيحيين والملل الأخرى، مما أدى في نهاية المطاف إلى تغير في بنية الكنيسة ووضعها حينها، كفتح إرسالية روسية في فلسطين، وإقامة البطريرك الأرثوذكسي في القدس.

وتابع متحدثاً عن البدايات الضعيفة للحج الروسي إلى فلسطين، ثم إتخاذه منحنى آخر في القرن التاسع عشر بفتح القنصلية الروسية وإرسال أول أرشمندريت روسي (بروفيريوس أوسبنسكي) إلى فلسطين مصحوب بتعليمات من الكنيسة والدولة، ثم أستأنف ذاكراً الأحداث التي وقعت تلك الفترة ومنها حرب القرم والتغيرات التي صاحبتها حيث أنهى الأرشمندريت الروسي إرسالية القدس على أثر هزيمة روسيا في الحرب وعودته، فأخلفه آخرون في عهد البطريرك كيرلس الثاني بإنشاء الوكالة الروسية وتعاظم الحج حينها.

وأشار كلداني إلى الأحداث التي تبعت إنشاء الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية عام 1882 وأهدافها وإنجازاتها كتوعية العرب المسيحيين وتثقيفهم وغيرها، ثم ختم بذكر أهمية القرن التاسع عشر على وجه العموم، كإزدهار إرساليات الكنائس المختلفة لفلسطين وتطلع أتباع الكنيسة الأرثوذكسية إلى التحرر من الحكم اليوناني الكنسي وغيرها.

وبعد عرض ملخص لأهم النقاط التي بُينت في المحاضرة، فُتح باب النقاش والسؤال حول الحقائق التاريخية، كما وفرت نسخ للحضور من كتاب الأب حنا الذي يحمل عنوان "المسيحية المعاصرة فـي الأردن وفلسطين" لمن يرغب بإقتنائه، حيث يروي هذا الكتاب المتوفر باللغات العربية والإنجليزية وقريباً الفرنسية تطور بنية الكنائس ونمو المؤسسات المسيحية في الأردن وفلسطين -البطريركية الأورشليمية- في القرن التاسع عشر.

يُذكر أن الأب د. حنا سعيد كلداني، هو من مواليد الكرك، الأردن، وأحد كهنة البطريركية اللاتينية، سيم كاهنا عام 1979، وشغر مناصب عديدة في الكنيسة اللاتينية، له مؤلفات وكتب عدة، ويتحدث أربع لغات، وهو حالياً كاهن كنيسة شهداء الأردن للاتين في منطقة مرج الحمام.