موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
بدأت في إسطنبول، الإثنين، فعاليات المؤتمر التاسع الذي تنظمه الجمعية الأردنية للعلوم التربوية بالتعاون مع جامعة اليرموك بعنوان" رؤى وأفكار لقضايا ساخنة في التعليم العربي: نحو نظم تربوية عربية معاصرة. ويهدف المؤتمر الذي يشارك فيه نخبة من الباحثين والأكاديميين والتربويين من الأردن وعدد من الدول العربية الى البحث في التحديات التي تواجه العملية والأنظمة التربوية في العالم العربي، وسبل الإرتقاء بها نحو العالمية وتوظيف النظريات المعاصرة فيها.
كما يهدف المؤتمر إلى تبادل الخبرات بين المشاركين حول العديد من القضايا التربوية، والتجارب العربية الرائدة في مجال التربية والتعليم، والبحث في سبل تطويرِ التعليمِ وتشجيعِ الإبداعِ والتميّزِ في العمليةِ التعليميّةِ وفتحِ الآفاقِ نحوَ المستقبلْ، وتطوير مهارات التربويين وقدراتهم وتزويدِهم بالمهاراتِ والمعرفةِ اللازمة، بما يتوائم مع العصرِ الرقميِّ وتطبيقاتِ الذكاءِ الاصطناعي في التعليم.
ويناقش المؤتمر، بحسب بيان صحفي للجمعية، على مدار ثلاثة أيام، 31 بحثًا توزعت على خمسة محاور رئيسة تشمل السياسات والقيادة التربوية، والإدارة التعليمية والاشراف التربوي، والمناهج والأساليب، والتعليم والتعلم، والعلوم النفسية والتربية الخاصة والارشاد.
رئيس الجمعية الأردنية للعلوم التربوية
وأكد رئيس الجمعية الأردنية للعلوم التربوية، رئيس المؤتمر الدكتور راتب السعود، إن الجمعية دأبت على عقد مؤتمرها العلمي الدولي السنوي؛ لتقديم مجموعة من الرؤى والأفكار، للمساهمة في تطوير التعليم، وتحسين مخرجاته، في بلداننا العربية كافة، نظرا لاهمية التعليم لتطور المجتمعات ورقيها.
وقال إن النظام التربوي العربي بمستوييه؛ التعليم العام المدرسي، والعالي الجامعي، حقق إنجازات هائلة على الصعيد الكمي، إلا أن إنجازاته على الصعيد النوعي ما تزال دون مستوى الطموح المطلوب، اذ يشير الواقع إلى ضعف جودته وانخفاض في مستوى مخرجاته مقارنة مع دول العالم المتقدم.
وبين الدكتور السعود أن التحدي الرئيس الذي يواجه معظم الأنظمة التربوية العربية، لم يعد يقتصر على التوسع الكمي فقط، بل تعدى ذلك نحو تحسين جودة التعليم الذي تُقدمه مؤسساتها التعليمية في ظل المعطيات الجديدة التي فرضتها الثورات الكبرى في عصر المعلوماتية المتمثلة في الثورات العلمية والتكنولوجية، والمعلوماتية وتكنولوجيا المعلومات، والبيولوجية والجينية، والصناعية الرابعة.
ولفت إلى أهم التحديات التي تواجه الأنظمة التربوية في البلدان العربية ومن ابرزها عدم إعطاء التعليم الأولوية في التخطيط، وضعف التمويل وغياب مفاهيم القيادة التعليمية، والإشراف التربوي الحديث، ونمطية التعليم، وجمود المنهاج الدراسية، وضعف طرائق التدريس، وضعف مخصصات البحث العلمي والتدريب، وفك الإرتباط بين التعليم والتنمية. واشار إلى ضعف وتدني النتائج العربية في الاختبارات الدولية مثل بيزا وتيمز والتي اعلنت مؤخرا، والتي أظهرت ما يعاني منه النظام التربوي العربي من تحديات وضعف في الدافعية نحو التعليم والتعلم لدى الطلبة والمعلمين.
وأوضح الدكتور السعود، أن تنظيم الجمعية للمؤتمر بالتعاون مع جامعة اليرموك، يسعى إلى شحذ همم المفكرين والباحثين والأكاديميين والتربويين؛ لتقديم خلاصة أفكارهم ورؤاهم حيال قضية التعليم في عالمنا المعاصر، باعتبار التعليم قضية مجتمعية ولا بد من تصحيح مساراته، وتوجيهه نحو الإتجاهات السليمة، والإرتقاء به نحو مصاف الأنظمة التعليمية العالمية المتميزة.
عميد كلية العلوم التربوية في جامعة اليرموك
بدوره، قال عميد كلية العلوم التربوية في جامعة اليرموك الدكتور أحمد الشريفيين، إن مشاركة الجامعة في عقد المؤتمر يأتي انطلاقا من إيمانها في تلبية احتياجاتِ العصر الحالي، وطرح نموذج للتفكير حول مستقبل النظم التربوية العربية المعاصرة بين الواقع والمأمول.
وأضاف أن المؤتمر جاء ليثير مجموعة من التساؤلات والرؤى والمقاربات للتعرف على كيفية تطبيق نظريات القيادة المختلفة في بيئة التعلم والتعليم، وبيان التحديات التي تواجه التربويين في تطبيقها، وإسهام القيادة في تحسين الأداء التعليميِّ للمعلمين والطلبةْ، ودمج الأدوات الرقمية والتكنولوجية.
وأكد الدكتور الشريفيين، أهمية تعديل السياسات التربوية لتلبية احتياجات المجتمع المتغيرة، بما يضمن تحقيق الجودة في المؤسسات التعليمية، ويعزز فرص تلبية ِمعايير الاعتماد الأكاديمي والدولي وأهداف التنمية المستدامة.
ولفت إلى اهتمام جلالة الملك عبدالله الثاني بالتعليم كقطاع استراتيجي، باعتباره مصنع العقول وحاضن المواهب، ومختبر الإبداعات، وصولا الى تعليم الطلبة التفكير الصحيح وتحفيزهم نحو الابتكار والحلول الإبداعية، واغتتام الفرص عبر منظومة تعليم حديثة توسع مدراك الطلبة وتعمق فكرهم، وتثير فضولهم، وتقوي اعتدادهم بأنفسِهم، وتصلُ بهم إلى العالميّة.
ودعا إلى تعزيز الجهود المبذولة لتعزيز قدرات التربويين ورفدهم بالأدواتِ والمهاراتِ اللازمةَ لتحقيقِ أهدافِ التعليم، وتوفيرِ بيئةٍ تعليميةٍ ملهمة وجذابة لإعداد الأيدي الماهرة والعقول المبتكرة، إضافة إلى التعاونَ بين مختلف القطاعاتِ والمؤسساتِ لتحقيقِ رؤية مستقبلية للتعليم تساعدُ الطلبةَ على تحقيقِ أحلامِهم وتطويرِ مهاراتِهم لمواجهةِ تحدياتِ المستقبل.