موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٧ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٥
الأب إبراهيم فلتس الفرنسيسكاني يتحدّث عن لقائه مع أحمد الشرع
الشرع يعبّر عن تقديره بالبابا فرنسيس، ويؤكد أنّ المسيحيين ليسوا أقليّة، بل جزء لا يتجزأ من البلاد

فاتيكان نيوز :

 

نشرت صحيفة "أوسيرفاتوريه رومانو" الفاتيكانيّة مقالاً كتبه نائب حارس الأرض المقدّسة الأب إبراهيم فلتس الفرنسيسكاني، في أعقاب لقاء جمعه في دمشق مع أحمد الشرع، لافتًا إلى أن هذا الأخير عبّر له عن تقديره وإعجابه بالبابا فرنسيس.

 

ولفت إلى أنّ الشرع قد أكد خلال اللقاء أنّه لا يعتبر المسيحيين مجرّد أقليّة في سورية لأنهم جزء لا يتجزأ من البلاد وقد لعبوا دورًا هامًا في تاريخ سورية، مشيرًا إلى أنه اطلع خلال إقامته في إدلب على النشاط الذي يقوم به الفرنسيسكان لصالح الجميع بدون تفرقة أو تمييز.

 

وأوضح قال الأب فلتس بأن زعيم سورية الجديد، أحمد الشرع، أجاب بهذه الطريقة على سؤال بشأن نظرته إلى الجماعات المسيحية المتواجدة في البلد العربي، لاسيما المهام التي تقوم بها حراسة الأرض المقدسة في المنطقة. ولفت إلى أنّ الجولاني عبّر في هذا اللقاء عن تقديره واحترامه للبابا فرنسيس، وقال بأنّه هو رجل سلام حقيقي، مثمنًا نداءات الحبر الأعظم وأفعاله لصالح السلام ولصالح الشعوب التي تواجه صعوبات.

 

واثق بأنّ الاستقرار سيتحقق

 

وأشار الأب فلتس إلى أن اللقاء الذي جمعه مع الشرع كان لقاء خاصًا، ضم كاهنين من الرهبنة الفرنسيسكانية، وأضاف أنه كوّن عن الشرع فكرة أنه رجل منفتح على الحوار، وتطرق إلى التغييرات التي ستحقق الاستقرار في سورية، وستؤول إلى توازنات ديمقراطية، مع إيلاء اهتمام خاص بالحقوق الأساسية للشعب السوري.

 

وأكد الجولاني لمحاوره أن الشعب السوري عانى لسنوات عدة من نتائج الفساد الذي كان منتشرًا على مختلف الصعد، وكانت النسبة الأكبر من السكان تفتقر إلى الخدمات الأساسية وإلى النمو، كما أن المعارضين السياسيين كانوا يُعتقلون وتتم تصفيتهم.

 

وأضاف أنه زار سجونًا تفتقر إلى مقومات الإنسانيّة، مشيرًا إلى أن الانقسامات بين السوريين أدت إلى صراعات. وفيما يتعلق بمستقبل الشعب السوري أكد الشرع أنه يتم العمل حاليًا من أجل تحقيق الوحدة والاستقرار، مضيفًا أن المسألة تحتاج إلى وقت، لكنه واثق بأن الاستقرار السياسي والمجتمعي في سورية سيتحقق.

 

هذا ثم أكد الأب فلتس أنه تطرّق مع الجولاني إلى أوضاع السوريين الذين نزحوا عن بلادهم بسبب الحرب، ومن بين هؤلاء العديد من المسيحيين الذين أُجبروا على ترك أرضهم، ولفت إلى أن العمل جار من أجل إعادة من اضطروا إلى مغادرة البلاد، مطمئنًا أن المغتربين سيعودون، والمسيحيين السوريين سوف يمارسون إيمانهم ومعتقداتهم في سورية.

لفتح دروب السلام في سورية

 

بعدها كتب الأب فلتس أنه قدّم لمحاوره وثيقة تتضمن لمحة عن تاريخ حراسة الأرض المقدسة ورسالتها، وطالب بتعزيز وحدة شعب يتمتع بتاريخ وحضارة عريقين، مؤكدًا التزام المسيحيين السوريين لصالح السلام ودعم هذه الجهود من قبل رهبنة القديس فرنسيس، قديس السلام الذي سلك لثمانمائة سنة خلت طرقات وعرة تقود إلى تحقيق المصالحة في الأرض المقدسة. ولفت إلى أنه أهدى الشرع ميدالية تذكارية لاحتفال تقديس شهداء دمشق، معربًا عن قناعته بأن شفاعة هؤلاء القديسين ساهمت في فتح دروب السلام في سورية.

 

بعدها لفت إلى أنه في أعقاب لقائه الجولاني غادر دمشق متوجهًا إلى قرية القنية في محافظة إدلب السورية حيث التقى بمواطنين عانوا الأمرين طيلة أربع عشرة سنة من الحرب، وقد شارك في القداس الإلهي صباح الأول من الجاري الذي احتفل به النائب الرسولي المطران حنا جلوف الذي كان كاهن رعية القنية طيلة عشرين عامًا وقد لقي ترحيبًا حارًا من قبل المؤمنين.

 

في ختام المقال الذي نشرته الصحيفة الفاتيكانيّة، كتب نائب حارس الأرض المقدّسة، الأب إبراهيم فلتس، أنّه بدأت مرحلة جديدة من تاريخ سورية، مضيفًا أنه يود أن يوكلها إلى رئيس السلام، الذي نتبعه خلال السنة اليوبيلية، بقلب منفتح على الرجاء.