أقام اتحاد الجمعيات الرهبانيات في الأردن، بالتعاون مع برامج الوكالة الألمانيّة للتعاون الدولي (GIZ)، ووزارة المياه الأردنيّة، والمركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، ورشة عمل لمدة يومين، من 28 و29 تموز الحالي، حول "مبادرات التوعيّة المائيّة المجتمعيّة"، ودور المؤسسات الكنسيّة والرهبانيات في التوعيّة على حسن استخدام المياه من خلال إطلاق العديد من المبادرات لاسيّما في المؤسسات التعليميّة.

وشارك بالورشة رئيسة الاتحاد الأخت سيسيل حجازين، من رهبنة الورديّة المقدسة، وممثلون عن الوكالة الألمانيّة، والسيدة جمانة العايد مدير المشروع، والأب د. رفعت بدر مدير المركز الكاثوليكي. وتضمنت الورشة العديد من الجلسات تناولت وضع المياه في الأردن، والماء كنظرة مسيحيّة. كما تمّ التطرّق إلى إرشادات عملية للحدّ من الاستهلاك وتعلّم السلوك الرشيد في التعامل مع المياه، بالإضافة إلى مفهوم المبادرات المجتمعيّة وأشكالها، وكيفية بدء وتصميم مثل هذه المبادرات. وقد تمّ تقسيم الراهبات المشاركات في الورشة إلى مجموعات عمل لمناقشة المواضيع.

في بداية ورشة العمل، وبعد الاحتفال بالقداس الصباحي حول الصلاة من أجل السلام من أخفض بقعة من الأرض، ألقى مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام الأب بدر كلمة شكر فيها التعاون القائم بين المؤسسة الألمانيّة ووزارة المياه مع المركز الكاثوليكي واتحاد الرهبانيات بخصوص التوعيّة البيئية، وبالأخص التوعيّة على كفاءة استخدام المياه بالتعاون مع المؤسسات الدينية.

واستذكر الأب بدر السنوات الثمانيّة من التعاون حيث بدأت بزيارة مشتركة بين الكهنة والأئمة والوعاظ إلى ألمانيا لمدة خمسة أيام للاطلاع على المشاريع البيئيّة الموجودة وخاصة المتعلقة بالمشاريع الخضراء لاستخدام الطاقة في الكنائس والمساجد في ألمانيا.

ونوّه إلى الكتاب الذي تمّ صياغته بعنوان: "الماء: نظرة مسيحية"، بعد الكتاب الذي صاغته الأوقاف ودائرة الإفتاء حول المياه في الإسلام، وقد تمّ إنشاء لجنة خاصة مكوّنة من قسس وكهنة لإعداد الكتيّب. وتحدّث عن اتحاد الرهبانيات الذي انطلق منذ ثلاثة أعوام بهذه الروح التعاونيّة مع المؤسسة الألمانيّة ووزارة المياه لتنشئة الأجيال الطالعة وبالأخص في المدارس على حُسن استخدام المياه.

وتمنّى الأب بدر في المستقبل إرسال بعثات دراسيّة للتخصّص بموضوع المياه، وأيضًا من أعضاء الرهبانيات، لكي لا يكون هذا الموضوع الهام مقتصرًا على المشاريع والأنشطة، وإنما أيضًا تخصّص في هذا العلم الذي ركّز عليه أيضًا البابا فرنسيس في رسالته العامة الشهيرة "كن مسبحًا Laudato si" قبل ستة أعوام، حيث أشار قداسته إلى أنّ جزءًا من مشكلة المياه في العالم هو مسألة تربوية وثقافية، بسبب غياب الوعي بخطورة إهدار المياه وتلوثه وإمكانيّة الحصول عليه، والذي يؤثر بشكل رئيسي على جودة الحياة والعدالة الاجتماعيّة والسلم العالميّ.

أما السيدة جمانة العايد فعرضت بالصور مراحل التعاون بين الاتحاد الرهباني والمشروع الألماني المتخصص لتحسين كفاءة استخدام المياه، بالتعاون مع القيادات الدينية.

وألقت رئيسة الاتحاد الرهباني الأخت حجازين كلمة شكرت باسم اتحاد الرهبانيات في الأردن وباسم الرئيسة العامة للاتحاد في القدس الأخت برونا فاسان، والممثل الكنسيّ للاتحاد الأب ماركو، ومرشد الاتحاد الأب رشيد مستريح، الوكالة الألمانيّة على كل ما يقدمونه لاتحاد الرهبانيات في الأردن من  ورشات عمل وتنشئة بيئية، وعلى المحاضرات والمبادرات القيمة. وفي هذا السياق، ذكرت بالاسم السيدة جمانة العايد، على رأس الفريق، والمهندس حسن، والدكتور يوسف سعادة، والمهندس بلال، والمهندس ينال، والآنسة تريزا على كل ما قدموه من جهد لإنجاح المؤتمر وعلى المعاملة الإنسانيّة الطيبة وحسن الضيافة.

وأصغت الراهبات على  مدار يومين إلى الخبرات والمشاريع التي قامت بها الراهبات الأعضاء والممثلات عن مختلف الجمعيات الرهبانية، فيما يختص المشروع المائي، في المدارس والمستشفيات والمؤسسات الثقافيّة والروحيّة والإنسانيّة. وفي ختام ورشة العمل، قامت الراهبات بزيارة ميدانيّة إلى محطة تحلية مياه الزارة ماعين / البحر الميت للاطلاع على الواقع المائي في المملكة.

صور اليوم الأول

صور اليوم الثاني